الدوري الانجليزي

تقرير .. غياب الثقة يُجبر ساري على الاستعانة بالحرس القديم

By عدنان العصار

February 04, 2019

يسعى كل مدرب في ساحات الساحرة المستديرة إلى التعاقد مع اللاعبين المتفاهمين مع أفكاره والأسلوب الذي يرغب في تنفيذه داخل الملعب، وتصبح الأمور أكثر أريحية أمام القابع على مقاعد المدير الفني عندما يكون هذا الفريق من مصاف الكبار ولديه قوة شرائية قادرة على تلبية تلك المطالب المشروعة، والتي يأتي على رأسها بطبيعة الحال تشيلسي الإنجليزي. هذا هو حال الإيطالي المخضرم ماوريسيو ساري، الذي حاول منذ وطأت أقدامه قلعة ستامفورد بريدج، أن يجبر النادي اللندني على التعاقد مع عدد من اللاعبين الذين يعرفهم جيدًا، وهو ما كشف عن وجود أزمة ثقة بين القادم من جنوب إيطاليا والقائمة الحالية للبلوز. انعدام الثقة ساري المعروف عنه منذ حقبة نابولي بصرامته في اختيار من يمثله داخل الميدان، يلعب الموسم بأقل عدد ممكن من اللاعبين، وقد يصل اعتماده طوال العام على 16 لاعبًا فقط في جميع البطولات، وهو ما أثر على أداء السماوي في نهاية الموسم الماضي، وكان سبباً رئيسياً في خسارة الدوري الإيطالي لصالح يوفنتوس في الأمتار الأخيرة. وواصل ساري الأسلوب نفسه تقريبًا رفقة تشيلسي منذ بداية الموسم، حيث اعتمد على عدد معين من اللاعبين، وتجاهل البعض الآخر الذي كان يمثل في وقت سابق أحد الأعمدة الأساسية في كتيبة لندن، ولم يلجأ لهم إلا في أصعب الظروف، سواء بإصابة لاعب أو الحرمان للإيقاف. فعلى سبيل المثال، لا يعتمد ساري بشكل كبير على الدنماركي أندرياس كريستنسن والقائد كاهيل، ويصر على تواجد ثنائي الخط الخلفي الألماني أنتونيو روديجر والبرازيلي ديفيد لويز في جميع المشاركات، كما أنه لم يبدأ الاعتماد على كالوم هودسون أودوي، سوى بعد الأنباء التي ربطته بالانتقال إلى بايرن ميونخ. وفي تقرير لصحيفة “مترو” الإنجليزية، أشارت إلى أن أحد لاعبي البلوز (لم تذكر اسمه) قال لبعض من زملائه بإنه على يقين بأن ساري لا يعرف اسمه، وبأن الاجتهاد في التدريبات ليس له علاقة بالمشاركة في المباريات. الحرس القديم وحرص ساري فور تعاقده مع تشيلسي على التعاقد مع عدد من اللاعبين الذي يثق في قدراتهم على تنفيذ أفكاره، دون الانتظار لمشاهدة لاعبي البلوز على أرض الواقع.وتمكن ساري من خلال علاقته الجيدة مع جورجينيو أن يقنعه برفض عرض مانشستر سيتي، والانضمام إلى البلوز، ليقوم بعدها بتغيير مركز الفرنسي نجولو كانتي، من أجل إيجاد المكان المناسب لجورجينيو في خطته، في ظل قناعة تامة بأنه الوحيد القادر على تنفيذ الأسلوب الذي يريده. وكان الإيطالي يراهن على أن سيسك فابريجاس هو البديل الأنسب لجورجينيو، ولكن بعد رحيل الإسباني إلى صفوف موناكو في ميركاتو الشتاء، أصر ساري على ضم عدد من اللاعبين الذي شاهدهم في الدوري الإيطالي فقط، وهم الثنائي ليوناردو باريديس والذي كان لاعبًا في صفوف روما، ثم انتقل إلى زينت الروسي، قبل أن يظفر باريس سان جيرمان بخدماته في الانتقالات الشتوية.

اللاعب الثاني كان نيكولو باريلا لاعب وسط كالياري الإيطالي، ولكن تشيلسي فشل في الوصول إلى اتفاق مع ناديه من أجل الانتقال إلى لندن. اعتماد ساري على الحرس القديم لم ينته، بل عندما فكر في التعاقد مع مهاجم بدلًا من ألفارو موراتا، لجأ إلى لاعبه القديم جونزالو هيجواين، والذي كانت أفضل فتراته تحت قيادة الإيطالي في نابولي، وذلك على الرغم من مفاوضات تشيلسي التي توقفت مع كالوم ويلسون لاعب بورنموث المتألق. وأخيرًا في مركز الظهير الأيمن، حاول التعاقد مع السيد هيساي لاعب نابولي الحالي، ليكون بديلًا لازبيلكويتا، على الرغم أنه لم يعط الفرصة الكافية لزاباكوستا. تحمل الضغوط ويبقى ساري له وعليه في سياسة الاعتماد على الحرس القديم، فكل مدرب يسعى لتنفيذ أفكاره بالشكل الذي يراه مناسبا وبالعناصر التي يرى أنها الأفضل في تشكيلته، وتبقى النتائج والأرقام وحدها هى الدليل على نجاح المدير الفني وحسن اختياره. ما يحسب لساري في بعض الأحيان، هو تعاقده مع لاعبين خبرة ومتمرسين على تحمل الضغوط وعلى رأسهم هيجواين، فضلا على قدرته على الإقناع لتحويل مسار صفقات مهمة إلى ستانفورد بريدج وهو ما حدث مع جورجينيو رغم إغراءات السيتي. إلا أن الإيطالي ورغم ذلك، عجز عن اكتساب ثقة اللاعبين الحاليين في تشيلسي، وجعل عددا لا بأس به من العناصر الغائبة عن المشاركة بشكل متتالً يطالبون بالرحيل عن لندن، من أجل البحث عن فرصة حقيقية للعودة من جديد إلى الملاعب بشكل مستمر.