ميادين

الكرة الذهبية واللعبة الغريبة .. د.محمد مطاوع

By عدنان العصار

November 25, 2018

مع اقتراب حفل التتويج بجائزة الكرة الذهبية 2018 في الثالث من ديسمبر القادم، ارتفعت وتيرة الاهتمام بهذه الجائزة، ومعها انخفضت التوقعات بالإيمان بجدواها وأهميتها، بعد المنافسة الشديدة التي أوجدها الفيفا بجوائزه المتجددة، خاصة إثر قرار الانفصال عن مجلة فرانس فوتبول التي تشرف على هذه الجائزة. المدافع فاران، اللاعب الشاب كيليان مبابي، ولاعب الوسط لوكا مودريتش، الثلاثي المرشح لرفع هذه الجائزة، التي ستكشف بالطبع عن فائز جديد بعد احتكار كلا من كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي مشهد الظفر بها خلال السنوات العشر الأخيرة. الأمر اللافت مع الإعلان عن القائمة المصغرة للفوز بالجائزة، هو استبعاد ثنائيا ما زال الأفضل على الساحة الأوروبية والدولية حاليا، وهو ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، رغم كل الأرقام التي حققاها في الموسم الفائت، والبطولات التي جمعاها، فكريستيانو رفع كأس الأبطال للمرة الثالثة على التوالي، والسوبر الأوروبي والإسباني، وكأس العالم للأندية، كما توج هدافا للبطولة الأوروبية بـ 15 هدفا، وقدم واحدا من أفضل مستوياته في البطولة. كما لم يغب ليونيل ميسي عن الألقاب، فجمع لقبي الليجا وكأس إسبانيا، وتوج هدافا للبطولات الأوروبية بعد أن سجل 34 هدفا في الليجا، كما سجل في ذلك الموسم 45 هدفا وقدم 18 تمريرة مساعدة بمجموع 54 هدفا، وقدم أيضا على المستوى الفردي موسما لا ينسى، وكان له أكبر الأثر في تحقيق برشلونة نتائجه المميزة داخليا، كما خرج الفريق من قبل نهائي دوري الأبطال بعد المعجزة التي قام بها روما في لقاء الرد. نتساءل دوما، هل الجائزة لمن حقق فريقه بطولات أكثر؟ أم لمن كان له التأثير الأكبر على أداء فريقه ومساعدته في الظهور بشكل مختلف؟ السؤال لم يحظ بأي إجابة، ومنح الجوائز يأتي أحيانا بشكل متناقض؛ ففي ختام مونديال البرازيل 2014 تم تتويج ميسي بلقب الأفضل، رغم أن الحارس الألماني مانويل نوير استحق الجائزة بعد أداء وصل لدرجة الخرافة بتصدياته الخارقة، كما ظلم ميسي أيضا زميله أنييستا بعد مونديال 2010 وفاز بالكرة الذهبية التي استحقها انييستا بعد تسجيله هدف الفوز في المونديال، والمستوى الرائع الذي قدمه مع برشلونة في ذلك الموسم. في القائمة النهائية للعشرة المرشحين للجائزة، بدأت تخرج تلميحان عن اقتصار المنافسة على واحد من ثلاثة: رافائيل فاران مدافع المنتخب الفرنسي وريال مدريد الإسباني، وزميله نجم كرواتيا لوكا مودريتش، ومهاجم منتخب فرنسا وباريس سان جيرمان كيليان مبابي. حقق فاران دوري الأبطال، ولقب المونديال، لكن على المستوى الفردي، هل يستحق جائزة بهذه الأهمية؟ للنظر إلى فاران في الموسم الحالي..حيث تكررت أخطائه الكارثية واضطر المدرب السابق لوبيتيجي لوضعه على دكة ريال مدريد. بالنسبة لمبابي، فهو لاعب مازال شابا، وقد يكون مستقبلا أكثر استحقاقا للجائزة،  لكنه لم يصل بعد إلى الدرجة التي  يتفوق فيها على رونالدو وميسي بأرقامهما الرائعة والمستويات الثابتة التي قدماها، ومثله لوكا مودريتش الذي شعر الكثيرون بأن هناك نوع من المجاملة بتتويجه بجائزة الأفضل، رغم فوز كرواتيا بوصافة المونديال، لكن على المستوى الفردي مقارنة برونالدو وميسي، قد لا يستحق الجائزة. الجدل مستمر حول معايير الفوز بالجوائز، وقد نحتاج لإدخال الكمبيوتر في عمليات التقييم، من حيث إدخال أرقام اللاعب في الموسم من حيث عدد المباريات، التمريرات الناجحة، عدد الكيلومترات التي قطعها، إلى جانب الأهداف والتمريرات المساعدة، لنخرج بتقييم عملي لجائزة فردية، فرض عليها أن تمنح نظير إنجاز جماعي. هناك شعور بأن جائزة الكرة الذهبية، ستكون مفاجأة، وقد تمنح للاعب يمثل صدمة، نكاية بجائزة الأفضل، وذلك بالخروج عن خياراتها، وهو ما يهدد نزاهة الجوائز بشكل عام بآفة قد تقضي على العدالة في تحديد هوية الفائزين بها مستقبلا.