الدوري الاسباني

حائط فالفيردي المكسور يدق ناقوس الخطر

By عدنان العصار

November 18, 2018

يفتخر برشلونة دائما بخط هجومه القوي الذي يضم اثنين من أفضل مهاجمي العالم مثل ليونيل ميسي ولويس سواريز، إذ يحتل الفريق المرتبة الثالثة في قائمة أقوى هجوم بالدوريات الخمسة الكبرى برصيد 34 هدفا، خلف باريس سان جيرمان ومانشستر سيتي. لا ينعكس هذا التفوق المحلي والقاري في الجانب الهجومي لبرشلونة على الشق الدفاعي، الذي يواصل معاناته منذ بداية الموسم دون إيجاد حل مناسب حتى اللحظة من جانب المدير الفني إرنستو فالفيردي. يعد الخط الخلفي للبلوجرانا سادس أسوأ خط دفاع في الليجا باستقباله 18 هدفا خلال 12 جولة، أي بمعدل 1.5 في المباراة الواحدة، في حين خرج الفريق بشباك نظيفة في أول جولتين فقط. علامة استفهام ويأتي هذا الانحدار الغريب في الأداء الدفاعي لبرشلونة ليمثل علامة استفهام على فالفيردي، الذي لا يعتمد على أسلوب وطريقة لعب الفريق المتعارف عليها، بل يلجأ في كثير من الأحيان إلى مزيد من التأمين الدفاعي. وبمقارنة موقف برشلونة في الموسم الحالي، بالموسم الماضي للوقوف على حجم الأزمة، سنجد أن خط الهجوم لا يزال يحتفظ برونقه حيث سجل الفريق 33 هدفا بفارق هدف واحد عن الموسم الجاري. على الجانب الآخر استقبلت شباك البلوجرانا 4 أهداف فقط، أي دخل مرمى الحارس الألماني مارك أنديه تير شتيجن هذا الموسم في الليجا أكثر من 4 أضعاف ما سكن مرماه خلال الموسم الماضي. ورغم قوة خط الهجوم في برشلونة أمام باقي فرق الليجا، إلا أن العديد من الفرق  تتفوق عليه دفاعيا بشكل ملحوظ، لعل بالطبع أبرزها أتلتيكو مدريد أفضل دفاع في البطولة بـ 8 أهداف فقط سجلت في مرماه، ثم فالنسيا صاحب المركز الـ15 بتسعة أهداف، بالإضافة لبلد الوليد الصاعد هذا الموسم أيضا بتسعة أهداف. تعددت أسباب تدهور شكل برشلونة الدفاعي، الذي انتهى به الأمر لتلقى 4 أهداف في اللقاء الماضي على أرضه أمام ريال بيتيس، فحتى مع المشاكل المتلاحقة منذ انطلاق الموسم في ريال مدريد ورحيل المدرب جولين لوبيتيجي، إلا أن دفاع الفريق الملكي بمشاكله المتعددة يعتبر أفضل من دفاع برشلونة على مستوى الأرقام بتلقيه 16 هدفا.

الاستعانة بجميع المدافعين استعان فالفيردي بجميع مدافعيه هذا الموسم في الليجا، حيث اعتمد على ثلاثة لاعبين بصفة أساسية مثل جوردي ألبا وجيرارد بيكيه اللذين شاركا في جميع المباريات، بجانب سيرجي روبيرتو الذي لعب 11 لقاء، كما بدأ كليمونت لينجليت يدخل التشكيلة بعد إصابة صامويل أومتيتي. وبتحليل مستوى كل لاعب في هذا الخط سنستنتج بأن الظهير الإسباني جوردي ألبا هو أكثر لاعب ثباتا في المستوى وأقل أخطاء بين الرباعي، حيث يؤدي أدواره الهجومية على أكمل وجه، كما يشارك في التغطية الدفاعية وإن عابه بعض المشاكل في التغطية. خسر برشلونة جهود أومتيتي بعد المشكلة التي تعرض لها في الركبة، ولكن خلال 6 مباريات شارك بها في التشكيلة الأساسية لم يكن أومتيتي في أفضل حالاته، وربما تلاحم المباريات بسبب مشاركته في كأس العالم حتى المباراة النهائية أثر على مستواه. بات من الواضح أمام الجميع أن اعتماد برشلونة على بيكيه وحده في الدفاع لن يؤتي بالنتيجة المطلوبة في وصول الموسم لمراحله النهائية، فالدولي الإسباني السابق أصبح يرتكب أخطاء فردية ساذجة ويغيب تركيزه عن لحظات مهمة في المباراة. أما بالحديث عن روبيرتو، فلا يزال لم يتخلص من مشكلته الأساسية وهي المساحات الكبيرة التي يرتكها في الثلث الخلفي، حيث لم يتمكن حتى الآن من إيجاد التوازن بين الدفاع والهجوم، وهو ما أسفر عن تلقى شباك فريقه عدة أهداف من الجانب الأيمن. قدم لينجليت مستوى جيدًا في المباريات الأولى التي لعبها مع برشلونة، ولكن بعد بدء مشاركته أساسيا ظهرت بعض العيوب وأبرزها افتقاده للمرونة فضلا عن عدم تأقلمه مع طريقة لعب الفريق الكتالوني. ومع اقتراب استئناف منافسات الليجا بعد انتهاء فترة التوقف الدولي، سيعود أومتيتي إلى التشكيلة الأساسية بعد تماثله للشفاء تماما، ليبدأ فالفيردي إعادة حساباته لتجنب السير في الطريق المظلم.