كوميديا مورينيو .. د.محمد مطاوع – الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

كوميديا مورينيو .. د.محمد مطاوع

اعترف بأنني استمتع كثيرا مع كل حديث للمدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، فهو يمتلك من سرعة البديهة والحس الفكاهي ما يرشحه ليكون من أفضل نجوم الكوميديا، فيما لو قرر تغيير وجهته نحو السينما.
كمدرب، جمع مورينيو المجد من أطرافه، وتفوق على أساطير كروية سبقوه شهرة ونجومية في ملاعب الكرة، وهو القادم من خلفية لاعبي الظل الذين لم تتح لهم ظروف الظهور، سوى من مقاعد المدراء الفنيين، بدلا من الأرض الخضراء التي حرثتها أقدام النجوم الكبار.
على خط الملعب، تراه يتحرك بثقة، يجلس على المقعد، ويمسك قلمه ودفتره الصغير، يكتب الملاحظات، ويوزع التعليمات كطبيب يصف الدواء، يتفاعل مع الجمهور، يخاطبهم، يستحثهم للقيام بدورهم، وإذا كان في أراضي الخصم، يجيد لغة الاستفزاز، حيث يكتفي أحيانا بشارة أو إيماءة، يصدر من خلالها رسائل، يجتهد الإعلام في تفسيرها.
استخدم أصابعه الثلاثة في أكثر من ملعب، ولم يتحدث بلسانه، باعتباره أكثر المدربين فوزا بالبريميرليج من المدربين العاملين في إنجلترا، فأثار زوبعة كبيرة لم تهدأ حتى الآن، وبالأمس، اكتفى بوضع يده على أذنه وهو يتلقى سيلا من الشتائم بملعب يوفنتوس، فأثار الجماهير ومعهم اللاعبين، ومن خلفهم الإعلام.
عقد مؤتمره الصحفي قبل عدة أسابيع عند الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي، وكأنه يريد معاقبة الصحفيين الذين بدأوا بسن أقلامهم تشريحا وانتقادا لعلاقته المتوترة مع بوجبا، ولشائعات الرحيل، وغيرها من الأمور، وحين سأله أحدهم، لماذا أحضرتنا في هذا الوقت المبكر من الصباح، أجاب بكل برود أعصاب: لا أدري.
إجاباته على أسئلة الصحفيين دوما لها مغزى، رغم الكلمات الرقيقة التي يقولها حينا، والحادة أحيانا أخرى، فحينما سئل عن مكالمته مع زيدان، أشار إلى أحد الصحفيين الجالسين، وطالب بتوجيه السؤال له، لأنه يتنصت على هاتفه واتصالاته..
سألته الصحفية بالأمس عن استفزازه للجمهور بعد نهاية مواجهة يوفنتوس فقال: من الأفضل أن تسأليني عما فعلته خلال 94 دقيقة، ثم سألها: هل تعرفين اللغة الإيطالية (كون الشتائم التي تحدث عنها كانت باللغة الإيطالية التي يجيدها)..وبإجابتها لا، قال لها إذا اسألي الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، إشارة إلى عدم دقة ترجمة تصريحاته بالبرتغالية بعد مباراة نيوكاسل.
نختلف مع أسلوبه داخل الملعب، وطريقة تعامله مع فريقه أن الفريق الخصم، ولكن نتفق على أن لكلماته وقع غريب، يجعلنا نترقب أحيانا تصريحاته ومؤتمراته الصحفية، التي تضفي إثارة في كثير من كلماتها، وتفتح بابا للتفسير والتأويل، في كل مرة يتحدث بها المدرب البرتغالي الكبير.

التصنيفات: ميادين