عرب أفريقيا صراعات كروية يعمقها سوء التحكيم .. د. محمد النظاري

ليس جديدا التنافس الشديد بين منتخبات وفرق الدول العربية بشمال إفريقيا،  فلا تكاد تخرج تلك اللقاءات عن إطارها الرياضي ، حتى تحدث أزمة سياسية ولعل مباراة الجزائر ومصر بالتصفيات المؤهلة لكأس العالم اكبر دليل .
هذه المرة الصراع الرياضي الزائد عن المنطق يجري بين الأهلي المصري والترجي التونسي في ذهاب النهائي الأفريقي والذي جرى باستاد برج العرب المصري.
الحكم الجزائري مهدي عبيد -الذي بالتأكيد سيتم ايقافه من الكاف- حول اللقاء عن مساره بقراراته الغير صحيحة، وهنا نقول بأنها تعود لتقديره،  ولكن إصراره على احتساب ركلتي جزاء للأهلي بالرغم انه تم استدعاؤه لمراقبة اللقطة عبر تقنية الفيديو (الفار) غير أن إصراره على عدم العمل بها جعل الترجي وجماهيره تشتاط غضبا.
التحكيم الأفريقي للأسف الشديد بصورة إجمالية – ما عدى بعض الأسماء- ما زال غير مواكب لركب التطور.
هذه التقنية تطبق لأول مرة في المسابقات الأفريقية والحكم غير متعود عليها حتى في الدوري الجزائري، ولهذا ظهر الارتباك وعدم التنسيق بينه وبين فريق تقنية الفيديو.
مباراة الإياب في تونس يوم الجمعة ستكون صعبة جدا، ف الترجي سيسعى للفوز بهدفين نظيفين للتغلب على خسارته بثلاثة أهداف مقابل هدف بالقاهرة..والجماهير التونسية الغاضبة ستكون حاضرة بقوة .
الاتحاد الأفريقي بعد إخفاقه بتعيين حكم بحجم مباراة الذهاب، سيكون الآن في موقف أشد صعوبة لكي لا تتكرر نفس المشكلة.
أعتقد أنه سيتم تعيين حكم من المغرب أو السودان أو ليبيا، على اعتبار أن الفريقين عربيين،  ووجود حكم عربي يتفهم نفسيات اللاعبين هو الأمر الذي يسعى إليه الاتحاد الافريقي… وهنا يكمن الخطأ فالحساسية العربية ستكون أشد لو أن الحكم عربي.
نعاني للأسف الشديد من الثقافة الرياضية الني لا تخرج كرة القدم عن مسارها الرياضي، والمؤسف أن تتعمق هذه الثقافة السلبية لتنقل الرياضة من خانة الروح الرياضية إلى خندق الخلافات السياسية.
نتمنى مشاهدة مباراة تليق بحجم الفريقين والا تتكرر الرتابة التي كانت في مباراة الذهاب.
نريد أن نوصل لأفريقيا أننا عرب أصحاب أخلاق رياضية تتفوق على كل المنغصات التي يخلقها التنافس الزائد عن الحد المعقول لأي بطولة رياضية .