حقق بوروسيا دورتموند، فوزًا مثيرًا بنتيجة 3-2، على ضيفه بوروسيا مونشنجلادباخ، بطريقة غير معتادة من حيث السيطرة، في الجولة 30 من عمر الدوري الألماني.
وعندما تم تعيين نيكو كوفاتش مدربًا لدورتموند في فبراير/شباط الماضي، لم يُبد سوى عدد قليل من مشجعي الفريق، حماسًا كبيرًا.
ولم يأت الحماس القليل من جماهير دورتموند، لأن المدرب البالغ من العمر 53 عامًا يفتقر إلى الكفاءة اللازمة للنجاح في دورتموند، فقد أثبت قدراته سابقًا مع آينتراخت فرانكفورت وبايرن ميونخ، بل لأن القلق في دورتموند كان نابعًا من أن كوفاتش معروف بأسلوب لعب دفاعي صارم ومنظم، وهو ما طبقه بشدة خلال فترته الأخيرة مع فولفسبورج.
أما جماهير دورتموند، فمنذ عهد يورجن كلوب، تعودت على نقيض ذلك تمامًا، كرة قدم هجومية خاطفة، وتمريرات سريعة من لمسة واحدة، وضغط مرتد شرس كان هو السمة السائدة لسنوات، ولذلك كان من الطبيعي أن يشكك الكثيرون في قدرة كوفاتش على التكيف مع هذه القيم في وقت قصير.
والآن، بعد مرور قرابة شهرين ونصف، يمكن القول إن المدرب الكرواتي لم يُظهر في أي لحظة، نية التخلي عن رؤيته الخاصة لكرة القدم لصالح الأسلوب الهجومي المثير الذي اشتهر به دورتموند في الماضي.
بل على العكس، سعى كوفاتش، إلى غرس خصاله المفضلة في اللاعبين، وهي الروح القتالية، الإرادة، الاستعداد للتضحية، والثبات الدفاعي.
وبعد الفوز المثير بنتيجة 3-1 على برشلونة في دوري أبطال أوروبا، أثير الكثير من النقاش حول تطور الفريق تحت قيادة كوفاتش.. فهل وصل الفريق أخيرًا إلى ما يريده المدرب؟ وهل يمكننا الآن التحدث عن نسخة جديدة من دورتموند؟
كوفاتش: بالتأكيد لم نصل بعد إلى ما نريده
حتى بعد الفوز بنتيجة 3-2 مساء الأحد على بوروسيا مونشنجلادباخ، لم تكن هناك إجابة حاسمة على هذا السؤال.
نعم، أضاف الفريق، ثلاث نقاط مهمة في البوندسليجا، لكن كوفاتش شدد أيضًا على أن دورتموند لا يزال أمامه الكثير من العمل.
وقال المدرب بعد المباراة في تصريح لمنصة DAZN “علينا أن نعمل على التفاصيل. هناك توجه واضح وسليم، لكننا بالتأكيد لم نصل بعد إلى حيث نريد. يجب علينا أن ننجز واجباتنا”.
ومع ذلك، لا يمكن إنكار وجود تطور جوهري واضح في نتائج الفريق، فلو كانت مباراة مونشنجلادباخ قد أُقيمت في وقت تعيين كوفاتش، لكان من المرجح أن تنتهي بشكل مختلف، على غرار مباراة شتوتجارت في بداية فبراير/شباط، عندما تلقى الفريق، هدفا مبكرا ثم قاتل بشراسة، لكنه استقبل هدفًا حاسمًا في توقيت قاتل وخسر 1-2.
وأمام مونشنجلادباخ، فقد قام دورتموند، برد فعل ممتاز بعد صدمة هدف إيتاكورا المبكر، وخلال 8 دقائق فقط، قلب النتيجة بفضل الضغط المتقدم والافتكاك السريع للكرة والتمريرات المباشرة والعرضيات، وبهذه الطريقة، سجل دورتموند أهدافه الثلاثة.
لكن الأهم من الأهداف الثلاثة قبل الاستراحة، كان أداء الفريق في الشوط الثاني، ففي الماضي، ومع التقدم بهدفين، كان دورتموند غالبًا ما يدخل في حالة من التوتر.
لكن هذه المرة، حتى بعد تقليص الفارق من ركلة جزاء نفذها كيفين ستوجر لتصبح النتيجة 3-2، لم يظهر أي ارتباك حقيقي على دورتموند، وبتفوق غير مألوف، نجح الفريق في الحفاظ على النقاط الثلاث في ملعب سيجنال إيدونا بارك.
كوفاتش بدوره عبّر عن رضاه، لكنه تمنى لو أظهر اللاعبون ذكاءً أكبر في إدارة الوقت، قائلا “ليس عليك أن تفوز هنا 4-2 أو 5-2. المهم هو أن تدافع عن هدف التقدم الذي تملكه”.
ونوه “كنت أتمنى أن نلعب بهدوء أكبر، أن نلعب أكثر على الراية الركنية. أن نحتفظ بالكرة هناك لدقيقة أو دقيقتين. لا يزال علينا التدرب على ذلك”.
دورتموند على بعد 4 نقاط من المركز الرابع
في الجولات الأربع المتبقية، لم يعد أمام دورتموند سوى هدف واحد، وهو التأهل المباشر إلى دوري أبطال أوروبا، فبعد أن حصد الفريق 10 نقاط في آخر 4 مباريات، لم يعد يفصله عن المركز الرابع سوى 4 نقاط.
وحين سُئل كوفاتش عن فرص الفريق الأوروبية بعد الأداء الأخير، أجاب “لننتظر ونرى. يجب أن نركز على كل مباراة على حدة، لا نفكر فيما سيكون بعد 4 جولات أو بما يفعله الآخرون”.
وأضاف “ناد مثل دورتموند يملك الطموح الواضح للتواجد في أعلى مسابقة أوروبية. كل شخص في المدرجات يرتدي الأصفر والأسود، يريد أن يرى الفريق هناك الموسم المقبل، سواء من على أرض الملعب أو من المدرجات”.