الوحصي والأرشيف الرياضي المفقود .. أ.د محمد النظاري – الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

الوحصي والأرشيف الرياضي المفقود .. أ.د محمد النظاري

فجع الوسط الرياضي والإعلامي برحيل الإعلامي الرياضي المخضرم هاشم عبدالرزاق الوحصي، الذي وافته المنية بعد معاناة طويلة مع المرض.
ارتبط اسم الوحصي -رحمة الله عليه- بالتوثيق الرياضي، حتى سمي بارشيف الرياضة اليمنية، وهذا ما يجعل رحيله خسارة كبيرة.
أثناء إعدادي لكتاب صافرة وقلم، كنت احتار إما في الحصول على معلومات وأحتاج للتأكد من صحتها في الجانب الإعلامي أو التحكيمي، وللأسف لم تكن أي جهة رسمية تستطيع الإفادة، بل بعضها كان يحيلني للمرحوم الوحصي.
لم أتردد إطلاقا في الاتصال الهاتفي بالمرحوم في أكثر من مرة، فتارة كنت أسرد عليه معلومات تحصلت عليها عن شخصيات إعلامية أو تحكيمية، فكان يعدل على بعضها ويؤكد بعضها وينفي بعضها تماما.
كنت استحي أن أطيل عليه، ولم يكن المرض قد اشتد عليه كما في الأشهر الأخيرة، وقد استفدت منه كثيرا، وأيقنت حينها أنه جدير بلقب الأرشيف الرياضي.
على مدى خمسة عقود، قدم المرحوم كل ما يملك من قدرات وإمكانيات، ليتميز كإعلامي رياضي خدم الوسط الرياضي حتى آخر لحظات حياته.
مسيرة الفقيد الوحصي، لا يمكن حصرها في عمود صحفي، فهو يُعد من أبرز رواد الصحافة والإعلام الرياضي في جنوب الوطن، ومن جيل الصحفيين الذين تخرجوا من مدرسة صحيفة «14 أكتوبر»، قبل أن يواصل مسيرته في صحيفة «الأيام» الصادرة من عدن، وبرز مع أوج تألق الرياضة في جنوب الوطن من خلال توثيق المشهد الرياضي منذ سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، التي وُصفت بالعصر الذهبي للإعلام الرياضي في دولة الجنوب السابقة.
واصل الوحصي تألقه بعد قيام الوحدة اليمنية في ١٩٩٠م، حيث كان من ألمع الكتاب الرياضيين، خاصة في صحيفة الرياضة الصادرة من صنعاء، وكان قراؤه ينتظرون كتاباته لما تحويه من معلومات مهمة وبعضها نادر وحصري.
مع رحيل الوحصي -رحمة الله عليه -واسكنه فسيح جناته- أتذكر بمرارة كيف أن الأطر الرياضية الرسمية والأهلية تفتقد لوجود أرشيف موثوق به، فكثير منها لا تحتوي على أهم ما يتعلق بها وبتاريخها.
نسأل الله تعالى الرحمة للفقيد هاشم الوحصي ولمن سبقوه من هامات الإعلام الرياضي، سائلا المولى عز وجل أن يتغمدهم جميعا بواسع رحمته.

التصنيفات: ميادين