الدوري الانجليزي

نجوم ليفربول يهددون حلم صلاح في الموسم الاستثنائي

By عدنان العصار

February 22, 2025

يخوض محمد صلاح، نجم ليفربول، موسمًا استثنائيًا في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو ما تثبته الأرقام، خصوصًا لتقاربه مع ما قدمه ليونيل ميسي، مع برشلونة موسم (2014-2015)، الذي توج فيه بالبالون دور.

في ذلك الموسم، نجح ميسي في تسجيل مساهمات (التسجيل والصناعة) خلال 12 مباراة مختلفة بالدوري الإسباني، وهو الرقم الذي يلامسه صلاح مع الريدز، حيث حقق ذات الأمر خلال 10 مباريات مختلفة بالبريميرليج، ولم نصل بعد إلى نهاية الموسم.

وما يضفي على موسم صلاح إصرارًا أكبر أنه لا يلعب إلى جوار لويس سواريز ونيمار زملاء ميسي في البلوجرانا، حيث يخوض الفرعون المباريات بجانب داروين نونيز ولويس دياز وكودي جاكبو.

ولذلك، ما يقدمه صلاح هذا الموسم استثنائيًا، بحسب موقع “جول” العالمي، فتقديم أرقام مماثلة لميسي في ظل هذه الظروف تجعله مرشحا للفوز بالألقاب الجماعية والجوائز الفردية.

ماكينة حصد النقاط

أثار التعادل الأخير أمام أستون فيلا بنتيجة (2-2) العديد من الأسئلة المزعجة للزوار وأهمها: أين سيكون الريدز من دون صلاح؟ والإجابة هي: لن يقترب من صدارة جدول الترتيب.

ويبدو أن صلاح في مهمة فردية للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الثانية مع ليفربول، واعترف آرني سلوت، مدرب الريدز، بذلك في مؤتمره الصحفي الأخير بعد مباراة فيلا بارك، ولكنه كان حريصًا على تأكيد لعب الآخرين دورهم، قائلًا: “إنه ليس الوحيد، أعتقد أنني لم أكن لأطلب المزيد اليوم من جميع اللاعبين، لقد عملوا بجد لا يصدق”.

بالتأكيد كان من الصعب إلقاء اللوم عليهم على الجهد المبذول، ولكن يحتاج سلوت أيضًا إلى عروض أكثر حسمًا كي تتماشى مع تلك الرغبة، لأن صلاح يحمل أكثر من نصيبه العادل من الحمل في الوقت الحالي.

وسجل صلاح 24 هدفًا وصنع 15 آخرين مساهمًا في حصد ليفربول 31 نقطة هذا الموسم، وهو أكبر عدد من النقاط يساهم فيها لاعب لفريقه منذ جيمي فاردي بحصده 32 نقطة رفقة ليستر سيتي في موسم (2015-2016).

ببساطة شديدة، لا يوجد لاعب أكثر تأثيرًا في الدوري الإنجليزي أو في العالم حاليًا من صلاح، ونحن نتابع حرفيًا التاريخ في طور الصنع هنا، حيث يتصدر المصري قائمتي الهدافين وصناعة الأهداف في البريميرليج، ولم نشهد تلك المستويات من التميز والشمولية منذ العروض الرائعة للنجم الفرنسي تييري هنري، ومع ذلك لا يوجد ما يضمن أن يكون ذلك كافيًا للفوز باللقب لصالح ليفربول.

تراجع المستوى

كان أداء فريق سلوت رائعًا خلال النصف الأول من الموسم، حتى لو كان هناك دائمًا اعتراف بأن تلك النتائج الخالية من العيوب تقريبًا لن تدوم، ولكن كان غالبية الفريق يؤدي بمستوى عال جدًا، ولم يعد الحال ذاته الآن.

فهناك انخفاض لا يمكن إنكاره ومثير للقلق منذ بداية العام، الأمر الذي أدى إلى فشل ليفربول في الفوز بنصف عدد المباريات الـ14 التي خاضها في جميع المسابقات في عام 2025 حتى الآن.

وبالطبع هناك بعض الأسباب المنطقية لذلك، من قيام سلوت بتدوير العديد من اللاعبين في مباراة آيندهوفين بدوري أبطال أوروبا ومباراة الدور في كأس الاتحاد الإنجليزي أمام بليموث، ولكن حقيقة خسارة المباراتين سلطت الضوء على مشكلة: لا يمكن ببساطة إراحة بعض اللاعبين من صلاح وفيرجيل فان دايك وريان جرافينبيرش، إلخ.

وإذا كان الأمر كذلك، فهذا يعني أن اللاعبين الأساسيين بحاجة إلى اللعب في كل مباراة، وهو أمر مستحيل بالطبع في العصر الحديث، حيث يجب على المدرب إدارة الحمل البدني بحكمة لتقليل خطر التعرض للإصابات، وهو ما حدث أمام أستون فيلا

جدولة مزدحمة

أذهل سلوت المتابعين بإخراج ترينت ألكسندر أرنولد وديوجو جوتا بعد ساعة من اللعب أمام فيلا، ولكنه أوضح بعد ذلك أنه لم يكن لديه خيار آخر، حيث أراد حماية لاعبين عادا للتو من الإصابة، خاصة مع وجود ليفربول في منتصف سلسلة شاقة من 5 مباريات في الدوري الإنجليزي في غضون 15 يومًا فقط، وبالطبع أثرت تلك التبديلات بالسلب على فريق.

ونجح أرنولد في معادلة النتيجة لليفربول، بينما أهدر جوتا فرصة كبيرة خلال اللقاء وهيأ الفرصة لصلاح لافتتاح التسجيل، ولا يوجد مشجع لكرة القدم في العالم لا يعتقد بأن جوتا كان سيسجل الفرصة التي أهدرها داروين نونيز أمام المرمى المفتوح.

المركز 9

يمثل مستوى نونيز والحالة الذهنية المرتبطة به مشكلة كبيرة بالنسبة لليفربول، ونظرًا لأنه لا يمكن الاعتماد على جوتا طوال اللقاء للحفاظ على لياقته البدنية، وضرورة إدارة جهده بعناية، كان سلوت بحاجة شديدة إلى أن يثبت نونيز أنه على الأقل بديلًا مناسبًا في المركز رقم 9.

ومع ذلك تراجع مستوى نونيز بشكل رهيب في موسمه الثالث (ربما الأخير) في الأنفيلد، وظلت ثنائية الفوز التي سجلها في برينتفورد يوم 18 يناير هما الهدفان الوحيدان اللذان سجلهما في الدوري منذ نوفمبر/تشرين الثاني.

وربما يكون الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن إهداره المذهل ضد فيلا كان له تأثيرًا نفسيًا كبيرًا عليه، حيث قدم مستوى باهت في كل جانب من جوانب اللعبة بعدها في واحدة من أسوأ مشاركاته على الإطلاق رفقة ليفربول، وليس من المبالغة القول بأن الريدز كان يلعب بعشرة لاعبين في آخر 20 دقيقة.

أرني سلوت

وقال سلوت يوم الخميس الماضي: “أستطيع أن أتقبل كل إهدار وخاصة من لاعب سجل هدفين مهمين للغاية ضد برينتفورد، ولكن كان من الصعب علي تقبل سلوكه بعد الفرصة، أعتقد أنه بالغ في التفكير بالفرصة ولم يكن داروين المعتاد الذي يعمل بجد ويتأكد من مساعدة الفريق، أعتقد أنه شعر بخيبة أمل كبيرة بعد إهدار تلك الفرصة”.

محاكاة إندو

في اليوم التالي للتعادل، تحدث نونيز عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن نيته مواصلة القتال، وهو أمر مشجع إلى حد ما، كما أشار سلوت قبل صدام مانشستر سيتي غدًا على ملعب الاتحاد، أن ليفربول يحتاج أن يحاكي كل لاعب في الفريق مثال واتارو إندو في الأشهر القليلة المقبلة.

وعن إندو قال سلوت: “إنه يواصل المضي قدمًا، وكلما احتجنا إليه فهو جاهز، هذا أمر صعب لأنه لا يوجد الكثير من اللاعبين القادرين على القيام بنفس الأمر”.

بالتأكيد يتمتع صلاح بعقلية مماثلة، ولحسن حظ ليفربول أنه لا يظهر أي علامات في تراجع المستوى، ومع ذلك أصبح إحباطه واضحًا بشكل متزايد في الأسابيع الأخيرة.

وبدا صلاح حزينًا تمامًا عند صافرة النهاية في فيلا بارك، كما كان حاله بعد التعادل أمام إيفرتون (2-2) في جوديسون بارك قبل 7 أيام (في مباراة أخرى سجل وصنع بها)، وفي المباراتين فشل ليفربول في الحفاظ على تقدمه الذي منحه إياه النجم المصري، وأصبح الافتقار للصلابة سببًا خطيرًا للقلق بين المشجعين.

عيوب دفاعية

عادت أوجه القصور الدفاعية للظهور في ليفربول منذ الفوز على مانشستر سيتي 2-0 مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي عندما قدم مستوى كامل نادرًا ما رأيناه في تلك الفترة.

ولم يحافظ ليفربول من بعدها على نظافة شباكه سوى 3 مرات في 13 مباراة، ما يعني أن ليفربول يعاني من أوجه القصور الدفاعية التي حرمته من الفوز باللقب في الموسم الماضي.

وبدا من الواضح أيضًا أن ليفربول يعاني من مشاكل في خط الوسط، ولم يعد فريق سلوت يتحكم في المباريات كما كان الحال في السابق، حيث كانت الاستراتيجية منذ بداية الموسم هي محاولة تخدير الخصوم بشكل فعال من خلال حرمانهم من الكرة، ولكن يبدو أن ليفربول بات متعبًا الآن بسبب ازدحام جدول المباريات، كما أنه يدفع ثمن إعطائه أولوية لكأس الرابطة للمرة الثالثة في آخر 4 سنوات.

ومع ذلك لا مفر من حقيقة أن خط دفاع ليفربول أصبح هشًا، فلم يسدد فيلا سوى 3 تسديدات خلال الشوط الأول ونجح في تسجيل هدفين من بينهما، كما أن عجز ليفربول في التعامل مع الكرات الثابتة أمر مثير للقلق، إضافة إلى أن المساحة والوقت اللذان أتيحا للاعبي فيلا في هدف أولي واتكينز مثيران للدهشة.

موقف قوي

مع كل تلك الأزمات لا يزال ليفربول في موقف قوي للغاية، فعلى الرغم من خوضه مباراة إضافية، إلا أنه لا يزال يتقدم بفارق 8 نقاط عن أقرب منافسيه على اللقب، كما أنه من شأن الفوز على مانشستر سيتي غدًا أن يغير الأجواء المحيطة بالفريق بالكامل قبل خوض مباراة أخرى كبيرة بعدها على أرضه أمام نيوكاسل يوم الأربعاء المقبل.

ومع ذلك لا يستطيع ليفربول الاعتماد مرة أخرى على صلاح وحده لتحقيق الفوز، فلم تكن عروض المصري المميزة وحدها كافية للفوز في جوديسون بارك، ولن تكون كافية أيضًا في الاتحاد ما لم تتحول مهمة الرجل الواحد هذه إلى جهد جماعي مرة أخرى.