رونالدو يخرج من الحماية .. د.محمد مطاوع

المشهد الصادم لعشاق الدون البرتغالي كريستيانو رونالدو، وهو يغادر باكيا بعد نصف ساعة فقط من أولى مبارياته الأوروبية بقميص السيدة العجوز، ترك أثرا إنسانيا كبيرا على الكثيرين ممن كانوا ينظرون له على أنه خصم لا يمكن المس به.
اللقطة كانت تقريبا عادية، احتكاك مع مدافع فالنسيا موريلو، تبعه شبه تلامس بين يد رونالدو وشعر المدافع الكولومبي، وبالكاد يستحق عليه إنذارا.. تحولت إلى ما يشبه الصفعة القاسية، فلم يتردد الحكم الألماني فيليكس بمعاقبته عليه برفع البطاقة الحمراء مباشرة، معلنا عن حدث تاريخي، بطرد الدون للمرة الأولى بعد أكثر من 150 مباراة في دوري الأبطال.
السؤال المطروح: هل عوقب رونالدو على تغيير قميصه؟ وهل كان سيطرد بذات الطريقة لو كان يرتدي الزي الملكي؟ خاصة وأن هناك حالات اشتباك أكثر عنفا شهدتها مسيرة نجم عانى كثيرا من خشونة المدافعين، ولم يتم اتخاذ هذا القرار القاسي فيها.
وطالما أن الحكم بشر، فإنه قابل للتأثر بما يدور حوله، فرونالدو في ريال مدريد كان يمثل أيقونة طغت على الحالة الكروية في العالم، وسيطر على جوائزها فرديا وجماعيا، مع فريق حصد ثلاثة ألقاب أوروبية بشكل أسطوري، وهو ما جعل الحكام وخاصة في أوروبا يقدمون له الحماية كي يواصل الإبداع وتقديم المستويات الرائعة التي تعود فنيا وتنظيميا وماليا بالنفع على الكرة الأوروبية.
هل فريق السيدة العجوز أقل شأنا من النادي الملكي؟ هل تغيرت النظرة لرونالدو بقميصه الجديد؟ لا نستطيع الإجابة بالنفي أو الإثبات، حتى نتيقن من كواليس الحادثة، والسبب الذي دفع الحكم لاتخاذ هذا القرار الذي استغربه المتابعون، خاصة وأنه ليس من مصلحة رونالدو افتعال المشاكل، وهو يبدأ تجربة جديدة في بيئة مختلفة تماما، عن السنوات العشر التي قضاها بين جدران البيت الأبيض في مدريد.