نيمار ورونالدو.. طرفا نقيض رغم البداية المشتركة – الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

نيمار ورونالدو.. طرفا نقيض رغم البداية المشتركة

عندما قال الفيلسوف الصيني “لاو تسي” مقولته الشهيرة: “رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة”، لم يحدد إلى أي جهة ستكون تلك الرحلة، إلى القمة أو القاع، إلى ناطحات السحاب أو نحو أدنى المستنقعات، فكل رحلة مهما طالت تبدأ بخطوة واحدة.

كم من المرتحلين بدأوا رحلتهم من نفس النقطة، غير أن المسار لم يكن واحدًا، فرست سفينة كل منهم في مرسىً غير الذي رست فيه الأخرى، ليس ذلك إلا لأن أحدهم قرر أن تكون رحلته استثنائية، يُشار إليها بالبنان، وآخر قرر أن تكون رحلته عادية، لا يذكرها أي إنسان.

في عالم كرة القدم، تشارك الكثير من اللاعبين بداية رحلاتٍ عديدة، إما باللعب لنفس النادي، أو المنتخب، أو في نفس المركز، أو الميلاد في نفس العام، أو حتى في نفس اليوم بعامين مختلفين، لكن النهاية لم تكن أبدًا واحدة، فكلٌ يصنع نهايته بنفسه، وفقًا لما كانت عليه في رحلته.

عندما دقت ساعة منتصف الليل، معلنة بداية يوم الخامس من فبراير/شباط، كان نجمان من نجوم كرة القدم العالمية يستهلان الاحتفال بذكرى ميلادهما، الأول هو كريستيانو رونالدو نجم النصر، والثاني هو نيمار دا سيلفا لاعب سانتوس.

رونالدو كان يحتفل بنهاية عقده الرابع من العمر، وبداية عقد جديد يبحث فيه عن مواصلة نجاحاته التي بدأها منذ صغره، والتي لم تتوقف أبدًا رغم كبر سنه، أما نيمار فهو يحتفل بعيد ميلاده الثالث والثلاثين، وهو يعود إلى نقطة الصفر التي بدأ منها مسيرته الكروية.

بداية الرحلة

على الرغم من الفارق العمري بين اللاعبين، 7 سنوات، غير أن بداية رحلتيهما كانت متشابهة، لا سيما على مستوى ظروفهما العائلية، فكلاهما وُلد لعائلة فقيرة، وكلاهما كان سببًا في تحسن ظروف عائلته، بعدما ركزا كل اهتمامهما على كرة القدم.

رونالدو وُلد على 3 أخوة، لأم تعمل في الطبخ والتنظيف، ولأب يعمل مزارعًا، ولكنه مدمن للكحول للدرجة التي دفعت والدته للتفكير في إجهاضه، بسبب الحالة المالية المتردية للأسرة.

أما نيمار، فلم تكن أسرته تمتلك المال الكافي لتلبية رغباته، حتى إن أكبر أحلامه عندما كان طفلًا أن يمتلك المال اللازم لشراء مصنعًا للبسكوت حتى يتناول منه ما يشاء.

كلا اللاعبين كان سببًا في تحسين معيشة أسرته، ليس فقط بعد الشهرة، بل حتى في سن صغيرة، حتى أن أسرة نيمار لم تمتلك عقارًا سوى من الأموال التي حصل عليها بعد انتقاله إلى سانتوس وهو في الحادية عشرة من عمره.

مفترق طرق

كان عام 2003 مفترق طرق لكلا اللاعبين، فرونالدو انضم إلى مانشستر يونايتد بعمر الـ18 عامًا، مقابل 12 مليون جنيه إسترليني، بعدما وصفه أليكس فيرجسون بأنه أحد أكثر اللاعبين الصغار المثيرين للاهتمام الذين شاهدهم في مسيرته.

أما نيمار، فكان قد أتم 11 عامًا من عمره، وانتقل إلى سانتوس، ليُقدم معه مستويات مبهرة، كانت سببًا في انضمامه إلى برشلونة بعد 10 سنوات.

تلك المرحلة جمعت بين اللاعبين، فكلاهما قدم أفضل ما لديه للانتقال إلى مستوى أفضل، بل يمكن القول إن نيمار تفوق على رونالدو، فبينما سجل النجم البرتغالي الهدف رقم 100 في مسيرته بعمر الـ23 عامًا، عندما كان يقضي موسمه الخامس مع مانشستر يونايتد، كان نيمار يسجل هذا الرقم وهو في الـ20 من عمره مع سانتوس.

التنافس الأول

في صيف 2013، وبينما كان رونالدو يستعد ليبدأ موسما جديدا مع ريال مدريد، استقبل الدوري الإسباني نجمًا صغيرًا، هو نيمار الذي خطفه برشلونة من الفريق الملكي.

4 مواسم تنافس فيها اللاعبان، كان رونالدو طرفًا في “BBC” مع جاريث بيل وكريم بنزيما، بينما كان نيمار عنصرًا في منظومة “MSN” التي بدأت في الموسم التالي بعد ضم لويس سواريز إلى جواره مع ليونيل ميسي.

يمكن القول إن رونالدو تفوق بوضوح على نيمار، سواءً على المستوى الفردي أو الجماعي.

النجم البرتغالي حقق مع “الميرينجي” 8 ألقاب خلال وجود اللاعب البرازيلي، أبرزها دوري أبطال أوروبا 3 مرات، ولقبان من كأس العالم للأندية، بالإضافة إلى لقب للدوري وآخر سوبر أوروبي، ومثله لكأس الملك.

ورغم أن نيمار حقق نفس العدد من الألقاب مع برشلونة، لكنه لم يحقق سوى لقب وحيد لدوري أبطال أوروبا، وآخر لكأس العالم للأندية، فيما حسم الدوري مرتين، والكأس ثلاثة، والسوبر الإسباني مرة وحيدة أيضًا.

فرديًا، سجل رونالدو خلال فترة وجود نيمار 205 أهداف مع ريال مدريد، بفارق 100 هدف كاملة عن اللاعب البرازيلي الذي سجل 105 أهداف في 4 مواسم مع برشلونة.

رحلة السقوط

ربما يرى البعض أن تفوق رونالدو الواضح على نيمار في تلك الفترة، يرجع إلى أن اللاعب البرازيلي كان عنصرًا مساعدًا في منظومة يقودها ميسي الذي كان هو المنافس الحقيقي للنجم البرتغالي.

وربما يتأكد هذا الظن مع خروج نيمار من عباءة ميسي، وانتقاله إلى باريس سان جيرمان، ليكون الرجل الأول في ملعب حديقة الأمراء.

لكن حتى هذا الاعتقاد أسقطه نيمار نفسه، بعد تصريحاته في يناير/كانون الثاني الماضي، التي أكد فيها أن ميسي وعده بأن يجعله أفضل لاعب في العالم، من أجل أن يستمر مع برشلونة، لكنه رفض واعترف أنه ذهب من أجل المال، ولصحبة أصدقائه البرازيليين في البي إس جي.

منذ تلك اللحظة، بدا واضحًا أن هدف نيمار تحول من لعب كرة القدم إلى جني الأموال، وهو ما انعكس على مستوياته في الملعب، وفشله في قيادة الفريق لتحقيق أي لقب أوروبي، في ظل الاكتساح المحلي لضعف المنافسين.

احتفال ولكن

قبل نحو 3 سنوات، احتفت الصحف العالمية بمشاركة نيمار لأول مرة في مباراة مع فريقه في منتصف مارس/آذار، بعد 7 سنوات من عدم المشاركة مع فريقه بهذا التاريخ.

ويرجع السبب إلى أن نيمار كان يتعمد الحصول على إيقاف، أو يدعي الإصابة، من أجل السفر إلى البرازيل والمشاركة في حفل عيد ميلاد شقيقته الذي كان يوافق 11 مارس/آذار.

أما رونالدو، فقد وجه كلمة إلى زملائه في النصر، بعد احتفالهم بعيد ميلاده الأربعين، مؤكدًا أن أفضل هدية قد يحصل عليها هي الفوز في المباراة القادمة.

سر الإصابات

في مقالة شهيرة للأديب المصري مصطفى صادق الرافعي، تحمل اسم “العجوزان”، لخص معجزة الأدب العربي حال رونالدو ونيمار على لسان أحد بطلي القصة.

“أما أنا، فقد كنت شيخًا حين كنت في الثلاثين من عمري، وهذا هو الذي جعلني فتىً حين بلغت السبعين”، بهذه الجملة عبر أحد العجوزين عن سر شبابه رغم كبر سنه، فقد سلك أفعال الشيوخ في شبابه، حتى صار شابًا عندما شاخ وكبر سنه.

هذا هو رونالدو الذي لم يتعرض سوى لإصابات نادرة على مدار مسيرته الكروية، وقد أرجع ذلك إلى نظامه الغذائي المنضبط طوال الوقت، ونظامه الاستشفائي الصارم، حتى إنه لا يكاد يرتاح ساعةً من الوقت، إلا ومارس الاستشفاء مثلها.

رونالدو لم يُخفِ رغبته في الراحة في بعض الأوقات، لكنه أكد أن الشغف الذي يمتلكه لمواصلة نجاحاته التي لم تتوقف يومًا هو ما يدفعه للقيام رغم كل شيء.

فماذا عن العجوز الآخر؟ يمكنك رؤيته في نيمار، فالنجم البرازيلي عاش شبابه في كل لحظة من لحظات مسيرته الكروية، فلما كبر صار شيخًا، بل إنه صار شيخًا وهو صغير، حتى أصبح هشًا ضربته 62 إصابة على مدار مسيرته وفقا لموقع “بي سوكر”.

نقطة النهاية

في 2023، اجتمع رونالدو ونيمار مجددًا في دوري واحد، فالنجم البرتغالي فتح أبواب الدوري السعودي لنجوم العالم في يناير/كانون الثاني، ليكون من بينهم اللاعب البرازيلي الذي لحقه في صيف العام نفسه.

ولكن الفارق أن رونالدو خرج من أوروبا بعمر 38 عامًا، بعد أن حقق كل شيء، فاز بدوري الأبطال 5 مرات، والكرة الذهبية مثلها، وقاد منتخب بلاده للتتويج ببطولتي كأس أمم أوروبا ودوري الأمم الأوروبية، وأصبح الهداف التاريخي للمنتخبات الوطنية، بل ولكرة القدم العالمية.

أما نيمار، فقد ضمه الهلال بعمر 31 عامًا، ذلك العمر الذي كان رونالدو يقضي فيه موسمه السابع مع ريال مدريد، والذي قضى بعده 7 سنوات في الملاعب الأوروبية، مع أكبر الأندية في العالم.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فلم يكد نيمار يبدأ رحلته مع الهلال حتى تعرض لإصابة معتادة، أبعدته عن الملاعب لموسم ونصف، لم يشارك فيها مع “الزعيم” سوى في 7 مباريات، سجل خلالها هدفًا وحيدًا.

في تصريحاته الأخيرة، أكد رونالدو أنه لن يعود إلى سبورتنج لشبونة، حيث بدأ مسيرته، معتبرًا أنه لا معنى لتلك العودة الآن، لكن نيمار، وهو في الثالثة والثلاثين من عمره، عاد لسانتوس، ليعود إلى نقطة الصفر التي لم يفارقها سوى للحظات قليلة، تجلت فيها مهارته رغم أنف عقليته.

التصنيفات: اخبار عالمية,عاجل