الدوري الالماني

فصل جديد .. نوير أسطورة بافارية غيرت مفهوم حراسة المرمى

By عدنان العصار

February 05, 2025

عند ذكر اسم مانويل نوير، يتبادر إلى الذهن مباشرة العملاق المبتسم الذي يرتدي القفازات وأحدث أحد ثورة في مركز حراسة المرمى، سواء مع بايرن ميونخ أو منتخب ألمانيا.

فمنذ انتقال مانويل نوير إلى بايرن قادمًا من شالكة في عام 2011، لم يكتف الدولي الألماني بالفوز بعدد لا يحصى من الألقاب وحسب، بل وغير أيضًا الطريقة التي يحتاجها حراس المرمى للعب كرة القدم.

وبعد تمديد تعاقده مع الفريق البافاري الإثنين الماضي حتى عام 2026، أصبح لديه الوقت لإضافة المزيد من الفصول في مسيرته الرائعة.

بدء حقبة جديدة

وصل نوير إلى ملعب أليانز أرينا بعمر 25 عامًا وكانت أهدافه واضحة حيث قال: “بايرن ميونخ النادي الأفضل في ألمانيا، وأعرف ما أريده وهو الاستمتاع بالنجاح مع النادي وعلى المستوى الشخصي”، بحسب ما نقل الموقع الرسمي للعملاق البافاري.

ومع ذلك لم تبدأ الأمور بأفضل طريقة ممكنة، حيث أنهى موسمه الأول مع البافاري في المركز الثاني في كل من البوندسليجا وكأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا بعد الخسارة في النهائي على أرضه أمام تشيلسي، إلا أن تلك لم تكن سوى مجرد بداية لأعظم حقبة في تاريخ النادي.

أرقام قياسية

يعد نوير أحد أكثر اللاعبين تتويجًا بالألقاب في تاريخ بايرن ميونخ برصيد 30 لقبًا، من بينها الثلاثية التاريخية عامي 2013 و2020.

وبالنظر إلى إنجازته الفردية فتوج بجائزة أفضل حارس مرمى في العالم 5 مرات، وشارك في 547 مباراة رفقة البايرن حافظ خلالها على نظافة شباكه في 258 مباراة منها.

وقال كارل هاينز رومينيجه، الرئيس التنفيذي السابق للنادي: “من وجهة نظري، هو أعظم حارس مرمى أنجبته كرة القدم الألمانية على الإطلاق”.

حارس عصري

رفع نوير معنى أن تكون حارس مرمى إلى مستوى جديد تمامًا، فهو يمثل الحارس النموذجي القادر على إفساد هجمات الخصم خارج منطقة الجزاء سواء بالقدم أو الصدر أو الرأس.

ودائمًا ما يتذكر عشاق البايرن تشتيته الشهير للكرة ضد آينتراخت فرانكفورت في عام 2014، عندما أبعد الكرة بالكعب، مما يظهر رغبته في المشاركة في اللعب.

وفي الكثير من الأحيان يشارك نوير في بناء اللعب بالتواجد خارج منطقته لاستقبال الكرة ومنح البايرن زيادة عددية تصعب على الخصم من مهمة الضغط العالي.

وقال عنه أسطورة حراسة المرمى الإيطالي جيانلويجي بوفون خلال يورو 2024: “هو حارس مرمى رائع حول تفوقه البدني إلى نقطة قوة له، كنت أشاهده أحيانًا لأنني أردت التعلم منه وتحسين نفسي”.

أما حارس المرمى الدنماركي السابق بيتر شمايكل فقال في تصريحات لصيحفة “زود دويتشه” إن هناك عددًا قليلًا للغاية من عينة نوير: “لا يمكنني التفكير سوى في حارس مرمى واحد أو اثنين على أقصى تقدير يمكنهم اللعب في ذلك المركز مثله”.

قائد حقيقي

يرتدي نوير شارة قيادة البايرن منذ عام 2017، وأصبح يجسد قيم النادي في عدم الاستسلام، فحتى بعد التعرض للإصابات الخطيرة مثل كسر مشط القدم في عام 2017 أو كسر الساق في عام 2022، فدائمًا ما يعود إلى ذروة مستواه.

وقال عنه زميله السابق باستيان شفاينشتيجر: “ما يثير الإعجاب بشكل خاص هو كيفية قتاله بعد الإصابة السيئة التي تعرض لها والاستمرار في اللعب على مستوى عالمي”.

لحظات تاريخية

من نقاط قوة نوير اعتياده على التألق في المباريات الكبرى، فكان الحارس الذي لا يقهر في نهائي دوري الأبطال عام 2020 ضد باريس سان جيرمان، حارمًا الثنائي نيمار وكيليان مبابي من التسجيل في العديد من الفرص.

وقال عنه أوليفر كان حارس البايرن السابق: “مانويل فريد من نوعه، حارس البايرن في العادة لا يواجه العديد من الفرص في المباريات، ولكن عليه أن يكون حاضرًا عندما يحتاج إليه الفريق”.

ومن أبرز لحظات نوير أيضًا إبعاده لكرة بالرأس في السوبر الأوروبي 2013 أمام تشيلسي وتصدريه لركلة ترجيح أمام روميلو لوكاكو في نفس اللقاء.

بطل العالم

لا يمكن نسيان دور نوير في تتويج ألمانيا بمونديال 2014، وذلك بفضل إنقاذاته أمام الجزائر وفرنسا في الأدوار الإقصائية، وخروجه بشباك نظيفة في النهائي أمام الأرجنتين.

اعتزل نوير دوليًا عقب المشاركة في يورو 2024، وقال رودي فولر مدير المنتخب الألماني عنه: “في ألمانيا وفي مركز حراسة المرمى، يبرز مانويل بين العديد من حراس المرمى المتميزين، حيث أحدث ثورة في ذلك المركز بفضل أسلوبه في اللعب”.

وتتميز مسيرة نوير بالتفاني والنجاح والإبداع، ومع تمديد عقده، يمكن لعشاق البايرن وكرة القدم بشكل عام التطلع للمزيد من اللحظات السحرية من حارس المرمى الأسطوري.