تعتبر صفقة البرازيلي نيمار دا سيلفا، واحدة من أغرب الصفقات في تاريخ الدوري السعودي للمحترفين، نظرا للأزمات المتواصلة التي لحقت بنادي الهلال، نظير التعاقد معه في صيف 2023.
نيمار (32 عاما) انضم لصفوف “الزعيم”، قادما من باريس سان جيرمان، مقابل 90 مليون يورو، ليصبح صفقة الانتقال الأغلى في تاريخ الدوري السعودي.
انضمام نيمار للهلال، تسبب في ضجة إعلامية كبيرة، نظرا للقدرات الفنية المذهلة التي يتمتع بها، حيث كانت تشير جميع التوقعات إلى أنه سيكون النجم الأول للدوري السعودي، بجانب البرتغالي كريستيانو رونالدو، قائد النصر.
لكن سرعان ما تبخرت هذه التوقعات، بسبب إصابته بقطع في الرباط الصليبي، والتي حجبته عن الملاعب لأكثر من عام، قبل أن يتعرض لشد في العضلة الخلفية أبعده عدة أسابيع.
طريق مسدود
اقترب رحيل نيمار بشدة عن صفوف الهلال، بسبب عدم جاهزيته البدنية، في ظل المنافسة الشرسة على جميع الألقاب خلال الموسم الجاري.
ولم يظهر الساحر البرازيلي بقميص “الأزرق”، سوى في 7 مباريات فقط، سجل خلالها هدفا وقدم 3 تمريرات حاسمة على مدار موسم ونصف، وهو ما يبرهن على عدم تحقيق أي استفادة فنية.
ورغم ذلك، ظل الهلال ملتزما بعقده مع اللاعب، ودفع رواتبه الضخمة، ولكنه في المقابل لم يلتزم بالشكل المطلوب في التأهيل، لتتأخر عودته إلى الملاعب، بجانب الاستمرار في عدم الالتزام خارج الملعب.
وبالتالي، تقرر خروج اللاعب من قائمة الفريق المحلية بالنصف الثاني من الموسم الجاري، رغم التقارير التي كانت تشير إلى أن الهلال قد يدفع به على حساب أحد الأجانب الحاليين.
ويبدو أن رفض الهلال قيد نيمار في القائمة المحلية، تزامنا مع دخوله الفترة الحرة، تسبب في اتجاه الطرفين إلى طريق مسدود، سينتهي برحيل النجم البرازيلي بنسبة كبيرة خلال الأيام القليلة المقبلة.
واشترط نيمار الحصول على رواتبه المتبقية من أجل الموافقة على فسخ عقده مع الهلال، والتي تبلغ 65 مليون دولار، وهو ما يؤزم الموقف بصورة أكبر، خاصة وأن النادي لم يستفد منه بأي شكل من الأشكال.
تجربة ميسي والحب القديم
شهدت الأيام القليلة الماضية، خروج تقارير صحفية تشير إلى أن نيمار يحظى باهتمام شديد من سانتوس البرازيلي الذي يرغب في ضمه سواء على سبيل الإعارة أو البيع النهائي، بالميركاتو الشتوي الجاري.
ويمتلك نيمار ذكريات رائعة مع سانتوس الذي يعد بمثابة الحب القديم، حيث كان النادي البرازيلي سببا في سطوع اسمه، وانضمامه لبرشلونة ثم باريس سان جيرمان، قبل أن يستقر به الحال مع الهلال.
كذلك، يحظى اللاعب باهتمام من شيكاغو فاير الأمريكي، وهي خطوة جاذبة للنجم البرازيلي الذي يتطلع لخوض تحدٍ جديد بعيدا عن الهلال.
لكن الوجهة الأبرز التي يتمناها نيمار، تتمثل في اللعب مع صديقيه لويس سواريز وليونيل ميسي رفقة إنتر ميامي الأمريكي، ولكن يبدو الأمر مستحيلا بعد تصريحات الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو، مدرب الفريق.
ماسكيرانو أكد أن “التعاقد مع نيمار سيكون مستحيلا، بسبب سقف الرواتب المحدد في الدوري الأمريكي”.
وحال رغب النادي الأمريكي في التعاقد مع نيمار، فيجب عليه التخلي عن بعض الأسماء، وتقليص الرواتب المرتفعة، مع موافقة اللاعب نفسه على تخفيض راتبه.
لماذا تغيرت خطة جيسوس؟
بعيدا عن مستقبل نيمار الغامض وموقفه الصعب من الهلال، فإن البرتغالي جورجي جيسوس، مدرب “الزعيم” كان صاحب الموقف الأغرب.
جيسوس في بداية إصابة نيمار حتى قبل عودته في أكتوبر/تشرين الأول 2024، كان دائما ما يؤكد على أهميته داخل الفريق، وافتقاده الدائم له، لافتا إلى أنه سيدعم الفريق عاجلا أم آجلا.
ورغم الضغط الجماهيري وعدم التزام اللاعب، إلا أن جيسوس كان يصر دائما على استمرار اللاعب، خاصة وأن الهلال مقبل على مرحلة قارية صعبة متمثلة في المنافسة على دوري النخبة الآسيوي وكأس العالم للأندية 2025.
لكن بعد جاهزية نيمار ودخوله للتدريبات الجماعية، تغيرت خطة جيسوس، حيث أعلن بشكل مفاجئ عدم الزج باللاعب في القائمة المحلية، مبررا ذلك بأنه يفتقد لرتم المجموعة وقوة المباريات التي يخوضها الفريق.
تصريحات المدرب البرتغالي كانت معاكسة تماما لحديثه السابق عن أهمية نيمار، وهو ما يشير إلى طريقين، الأول هو رغبة اللاعب في الرحيل واللعب بالدوري الأمريكي أو أي فريق آخر.
والثاني هو الضغط الذي يتعرض له النادي من قبل الجماهير والمنافسة الصعبة في أكثر من جهة، تزامنا مع صعوبة الرهان على عدم تعرض نيمار لإصابة جديدة.
وبدلا من الاعتماد على مصير مجهول، متعلق بالرهان على عدم إصابة نيمار، فيبدو أن جيسوس اقتنع بالتشاور مع الإدارة، بضرورة الاستفادة من رحيل اللاعب وقيد عنصر أجنبي جديد، يحقق الدعم المطلوب بالفترة المقبلة.