كلاسيكو لا ماسيا وكاستيا.. لماذا تفوق برشلونة في معركة الجينات؟ – الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

كلاسيكو لا ماسيا وكاستيا.. لماذا تفوق برشلونة في معركة الجينات؟

كان صيف 2021 مفترق طرق في مسار عملاقي الليجا ريال مدريد وبرشلونة، بعدها واجه الناديان تحديات ومشاكل فنية ومالية عصيبة، تعامل معها الرئيسان خوان لابورتا وفلورنتينو بيريز، بسياستين مختلفتين تماما على مدار الأعوام الأربعة الأخيرة.

في برشلونة منح لابورتا الأولوية لمواجهة الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تواجه العملاق الكتالوني، وتحرك في مسارين متوازيين أولهما الاستغناء عن النجوم ذوي الرواتب العالية، ووصل الأمر به للتجرؤ على الاستغناء عن النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في صيف 2021، ليرحل أيقونة البارسا بنهاية تعاقده.

عبء ثقيل

وتخلصت إدارة برشلونة تباعا من بقايا الجيل الذهبي مثل جيرارد بيكيه وجوردي ألبا وسيرجيو بوسكيتس، إضافة إلى الاستغناء عن صفقات أنهكت خزينة النادي مثل الثلاثي الفرنسي أنطوان جريزمان وصامويل أومتيتي وكليمنت لينجليه، إضافة إلى البرازيلي كوتينيو والبوسني ميراليم بيانيتش، بينما اضطرت للاستغناء عن عثمان ديمبلي الذي رحل في صيف 2023 إلى بي إس جي، مقابل تفعيل الشرط الجزائي في عقده.

وفي نفس الوقت لجأ خوان لابورتا لسياسة الرافعات الاقتصادية، برهن أصول النادي لتوفير سيولة مالية لحين الانتهاء من المشروع الأكبر بإعادة بناء ملعب “كامب نو”.

وصرف رئيس النادي الكتالوني بحرص شديد لتعزيز صفوف الفريق بصفقات مجانية مثل بيير إيمريك أوباميانج وممفيس ديباي وداني ألفيس وفرانك كيسي وأندريس كريستنسن وماركوس ألونسو وإينيجو مارتينيز، أو صفقات أخرى لم تتجاوز حاجز 70 مليون يورو، مثل روبرت ليفاندوفسكي وجوليس كوندي وفيران توريس وداني أولمو ورافينيا.

تجديد الدماء

ومنذ عودته مجددا لرئاسة برشلونة تعاون لابورتا مع 3 مدربين هم رونالد كومان وتشافي هيرنانديز وهانزي فليك، اتفق معهم على ضرورة فتح الباب أمام تصعيد العناصر الواعدة من أكاديمية النادي “لا ماسيا”.

وبالفعل استعان المدربون الثلاثة بالعديد من العناصر الشابة من ناشئي النادي، وبعضها تجارب لم يكتب لها النجاح أو لم تستمر طويلا مثل ريكي بوج وآنسو فاتي وإيريك جارسيا، وجوتلا وإلياس أخوماش وعبد الصمد الزلزولي وشادي رياض ونيكو جونزاليس، وترينكاو وإلياكس موريبا الذي لقبه الكثيرون بخليفة بوجبا، وأوسكار مينجيزا الذي يتألق حاليا بصفوف سيلتا فيجو.

ولكن النادي الكتالوني بدأ يجني تدريجيا ثمار الثقة في ناشئي النادي من أكاديمية “لا ماسيا” خاصة في الموسمين الأخيرين، وأصبحوا تدريجيا من الركائز الأساسية لمشروع رياضي جديد أمامه 10 سنوات قادمة، مثل حارس المرمي إيانيكي بينيا وباو كوبارسي والظهير الأيسر أليخاندرو بالدي.

ويتوهج أيضا رباعي الوسط جافي وكاسادو وفيرمين لوبيز وبابلو توريه، إضافة إلى عناصر أخرى تنتظر فرصة أكبر مثل هيكتور فورت وجيرارد مارتن وسيرجي دومينيجيز ومارك بيرنال الذي ضربته لعنة الإصابة بالرباط الصليبي في بداية الموسم.

هذا بالإضافة إلى الجوهرة الصاعدة بسرعة الصاروخ لامين يامال، الذي منحه تشافي الفرصة لأول مرة في الموسم قبل الماضي ببلوغه 15 عاما، ليبقى حاليا من ركائز البارسا، وساهم بقوة في فوز إسبانيا بلقب يورو 2024.

ولمع ناشئو البارسا بشكل بارز في الأعوام الأخيرة، حيث فاز الثنائي جافي ويامال بجائزة “كوبا” من مجلة فرانس فوتبول لأفضل لاعب شاب في العالم عامي 2021 و2024.

حلول جاهزة

في الوقت الذي يعتمد فيه برشلونة دائما على أكاديميته في إنقاذه دائمًا، فإن السيناريو في مدريد كان مختلفا، فقد رحل زيدان في صيف 2021 بعد انتهاء ولايته الثانية، ليتجه فلورنتينو بيريز رئيس النادي، للاستعانة بمدرب يستطيع أن يفرض عليه أفكاره، وتعاقد مجددا مع كارلو أنشيلوتي.

ولجأ بيريز لسياسة مختلفة وهي شراء الصفقات الجاهزة، وأتت هذه السياسة ثمارها بتتويج الريال بعدد كبير من الألقاب تحت قيادة أنشيلوتي أبرزها بالطبع دوري الأبطال مرتين في 2022 و2024.

ووضع بيريز ثقة أكبر في شراء الصفقات البرازيلية بسن شاب فاتجه للتعاقد مع فينيسيوس جونيور ورودريجو وأخيرا إندريك، إضافة إلى استثمار أموال كبيرة في ضم عدد من لاعبي الدوري الفرنسي، مثل ميندي كامافينجا وتشواميني، وأخيرا كيليان مبابي.

كما واصل بيريز سياسة الشراء بضم دافيد آلابا من بايرن ميونخ، ودفع أكثر من 100 مليون يورو لضم بيلينجهام من بوروسيا دورتموند، كما انضم أردا جولر من فنربخشة، وقبلهما أنطونيو روديجير من تشيلسي.

وحاول رئيس النادي المدريدي بهذه الصفقات، سد الفجوات التي تركها نجوم بارزون برحيلهم عن الفريق مثل سيرجيو راموس ورافائيل فاران وكاسيميرو وكريم بنزيما ومارسيلو وتوني كروس وناتشو، بينما أبقى لوكا مودريتش في اللحظات الأخيرة بتجديد تعاقده لمدة عام.

فرص ضائعة

في المقابل أدار بيريز ظهره تماما ومعه أنشيلوتي، أمام الاستعانة بالعناصر الشابة من أكاديمية النادي “كاستيا”، بل تم التفريط تدريجيا في عدد منهم وعدم الصبر عليهم لاكتساب الخبرات، مثل ظهيري الجنب ألفارو أودريوزولا وسيرجيو ريجيلون.

وقبلهما رحلت عناصر أثبتت كفاءة كبيرة مع أندية أخرى مثل ألفارو موراتا الذي لطالما هز شباك ريال مدريد بقميص أكثر من ناد مثل أتلتيكو مدريد ويوفنتوس وأخيرا ميلان.

وتضم القائمة أيضا أشرف حكيمي الذي تنقل بين بوروسيا دورتموند وإنتر ميلان وأخيرا باريس، ويصنف من أفضل لاعبي العالم في الجبهة اليمنى، بينما يعاني ريال مدريد حاليا من تعويض داني كارفاخال ويعوضه بتوظيف لاعبين من مراكز أخرى مثل فاسكيز أو فالفيردي.

كما فرط ريال مدريد مبكرا في الظهير الأيسر ثيو هيرنانديز الذي يبقى ركيزة أساسية في صفوف منتخب فرنسا الآن، وقدم أداء مميزا بقميص ميلان الإيطالي.

دفن المواهب

لم يفرض بيريز على أنشيلوتي أن يمنح فرصة أكبر لعناصر شابة كانت بدايتها مبشرة، مثل المهاجم الأوروجوياني ألفارو رودريجيز الذي سجل هدف التعادل في الديربي أمام أتلتيكو مدريد بالموسم قبل الماضي، أو الأرجنتيني نيكو باز الذي انتقل إلى كومو الإيطالي هذا الموسم.

كما لا يثق أنشيلوتي كثيرا في الظهير الأيسر فران جارسيا، أحد اللاعبين الشباب الذين استعادهم النادي مرة أخرى.

وكان المدافع الشاب راؤول أسينسيو الحلقة الأخيرة في مسلسل إهمال بيريز وأنشيلوتي لمواهب “كاستيا”، فلم يحظ اللاعب الشاب بفرصة مثل باو كوبارسي الذي بات ركيزة أساسية منذ تصعيده في برشلونة بالموسم الماضي، بل فضل الإيطالي توظيف لاعب الوسط تشواميني كقلب دفاع بعد إصابة ميليتاو بالرباط الصليبي.

وعاند أنشيلوتي الجميع بقراراته الفنية في كثير من الأحيان مما كان له الأثر في هزائم ثقيلة على مدار المواسم الماضية، وزاد الطين بلة هذا الموسم بالسقوط مرتين في الكلاسيكو أمام برشلونة برباعية دون رد في الدور الأول من الليجا ثم السقوط بنتيجة 2-5 في كأس السوبر الإسباني.

أرقام مفاجئة

يعتقد العديد من أنصار برشلونة أن لا ماسيا أعلى من كاستيا بعدة مستويات، من حيث إنتاج المواهب المتميزة، كيف لا وهي من أخرجت ليونيل ميسي وكارليس بويول وتشافي وفابريجاس وإنييستا وجوردي ألبا وبوسكيتس، والآن جافي ولامين يامال وغيرهم.

ووصل الأمر في عام 2010، إلى احتكار لا ماسيا لأول مرة في التاريخ، لجميع المرشحين في القائمة النهائية للكرة الذهبية، وهم: ميسي وتشافي وإنييستا، وفاز بها الأرجنتيني.

ولكن تقدم الأرقام نتيجة مغايرة، فلا يملك الريال أي مشكلة في عملية إنتاج المواهب، لكنه يجني مكاسب اقتصادية أكثر من برشلونة في هذا الجانب، بسبب تفضيله بيع خريجي الأكاديمية.

وأصدر المركز الدولي للدراسات الرياضية دراسة، نقلتها صحيفة سبورت، توضح الأندية التي تجني أكبر قدر من المال من بيع منتجات الأكاديمية، على مدار العقد الماضي.

ويتصدر بنفيكا القائمة برصيد 516 مليون يورو، ويأتي أياكس في المركز الثاني برصيد 376 مليون يورو، ويأتي أولمبيك ليون خلفه مباشرة بمبلغ 370 مليون يورو.

فيما يحتل ريال مدريد المركز الرابع برصيد 364 مليون يورو من بيع 28 منتجًا أكاديميًا، بفارق 175 مليون يورو عن برشلونة، الذي باع نفس العدد من اللاعبين مقابل 189 مليون يورو فقط، ويحتل المرتبة 22 في القائمة.

لكن بالطبع، يؤكد برشلونة دائما أن الهدف من الأكاديمية ليس بالضرورة تحقيق الربح.

من ناحية أخرى، لخص موقع “بليشر ريبورت” الشهير، المقارنة بين لا ماسيا وكاستيا في 3 نقاط، وهي:

1- ركز برشلونة على استخدام شبابه إلى حد أكبر بكثير، ويرجع هذا إلى اختلاف جوهري في السياسة لأن ريال مدريد يفضل البيع والاستفادة اقتصاديًا.

2. إذا ركز ريال مدريد بشكل أكبر على الشباب الذين باعهم، فيمكنه حاليًا إشراك فريق قادر على التغلب على أي فريق في أوروبا.

3. عدد اللاعبين المتميزين الذين تم إنتاجهم في كلا الناديين متشابه إلى حد كبير، لكن برشلونة يمنح الفرصة، بينما يفضل الريال الاستثمار.

التصنيفات: الدوري الاسباني,عاجل