اكتسب مدرب آرسنال، ميكيل أرتيتا، سمعة مرموقة من خلال دقته البالغة في استثمار أصغر التفاصيل، التي قد تحدث الفارق في نتائج المباريات.
ومع ذلك، يبدو أنّ موسم آرسنال مهدّد بالفشل، لأن أرتيتا ترك أهم عنصر يحتاج إليه الفريق، أي وجود رأس حربة صريح، عرضة للصدفة وعدم التخطيط.
وخرج آرسنال من الدور الثالث لكأس إنجلترا أمام مانشستر يونايتد، بركلات الترجيح، في مشهد يكمل الخسارة المؤلمة (2-0) أمام نيوكاسل، في ذهاب نصف نهائي كأس الرابطة.
ويأتي هذا التراجع، بالتوازي مع ابتعاد الفريق بـ6 نقاط عن ليفربول متصدّر البريميرليج، رغم أن آرسنال خاض مباراة أكثر، وهو أما أعاد سياسة انتقالات الجانرز إلى الواجهة.
فشل ترتيب الأولويات
ركز آرسنال على تدعيم الدفاع والوسط، الصيف الماضي، بينما كان الفريق يفتقر بشدّة إلى رأس حربة مميز.
واستبدل أرتيتا خيار ضم مهاجمين، مثل بنيامين سيسكو من لايبزيج، أو فيكتور جيوكيريس من سبورتنج لشبونة، بالتعاقد مع المدافع الإيطالي ريكاردو كالافيوري من بولونيا.
كما ضم لاعب الوسط ميكيل ميرينو من ريال سوسيداد، وهو ليس صانع ألعاب بالمعنى التقليدي.
وعلى صعيد الهجوم، اقتصرت الإضافة على صفقة مفاجئة، في اليوم الأخير من فترة الانتقالات الصيفية، إذ استعار آرسنال رحيم سترلينج من تشيلسي، بعدما خرج من حسابات مدربه إنزو ماريسكا.
ولم يقدم الجناح الإنجليزي الخبير الإضافة المرجوّة، إذ سجل هدفا وحيدا في 12 مباراة، وبقي تأثيره محدودا.
ولجأ أرتيتا لاستخدام الألماني كاي هافيرتز في مركز رأس الحربة، رغم أنّه ليس موقعه الأساسي.
وأصبح هافيرتز أشبه بـ”أيقونة” لإخفاقات الفريق الهجومية، لا سيما بعدما أهدر فرصا محققة في مباراتي نيوكاسل ومانشستر يونايتد، ووصل به الأمر إلى إضاعة ركلة الترجيح الحاسمة أمام الشياطين الحمر.
مشاكل متفاقمة
وتفاقمت المصاعب الهجومية مع إصابة بوكايو ساكا، وبديله الشاب إيثان نوانيري، فضلا عن إصابة جابرييل جيسوس في الشوط الأول أمام مانشستر يونايتد.
ولم يفلح الفريق اللندني في استثمار استحواذه، أو عدد التسديدات الكبير، خلال مباراتيه الأخيرتين، إذ سدد 23 كرة أمام نيوكاسل، لم يصل منها إلى المرمى سوى 3.
كما بلغ عدد التسديدات ضد يونايتد 26، 7 فقط منها كانت بين الخشبات الثلاث.. ولم يأت هدفه الوحيد إلا من تسديدة مدافع، ارتطمت بأحد اللاعبين.
ورغم أن آرسنال سجل 39 هدفًا في الدوري الإنجليزي الممتاز، هذا الموسم، وهو أقل بـ8 أهداف فقط من ليفربول، متصدر قائمة المسجلين، فإن غياب المهاجم القناص في اللحظات الحرجة كلّف الفريق غاليًا.