بات المصري عمر مرموش، مهاجم آينتراخت فرانكفورت، قريبًا للغاية من الانتقال لصفوف مانشستر سيتي خلال الميركاتو الشتوي الجاري.
وبحسب فابريزيو رومانو المختص في انتقالات اللاعبين، أجرى السيتي محادثات مباشرة مع فرانكفورت عقب مباراة الفريق الألماني أمس السبت أمام سانت باولي، وكانت المحادثات إيجابية، ومن المنتظر أن تحسم الصفقة الأسبوع المقبل.
ويبقى التساؤل الدائر حاليًا هل انتقال مرموش في الميركاتو الشتوي الجاري هو التوقيت المثالي له؟ وهل مانشستر سيتي المحطة الأفضل للنجم المصري؟
توهج لافت
يقدم المصري مستويات لافتة للنظر رفقة فرانكفورت هذا الموسم، حيث حصد جائزة أفضل لاعب في الشهر مرتين في البوندسليجا، وذلك في شهري سبتمبر/أيلول ونوفمبر/تشرين الثاني.
ودعم تلك الجوائز الأرقام المميزة التي قدمها، حيث يحتل حاليًا المركز الثاني في قائمة هدافي البوندسليجا برصيد 14 هدفًا خلف هاري كين (15)، ويتصدر قائمة أكثر من صنع الأهداف في البوندسليجا (7) مناصفة مع فلوريان فيرتز وفينشينزو جريفو، وهو أكثر اللاعبين تسديدًا في الدوري (71).
كما حطم العديد من الأرقام القياسية وكان آخرها أمس عندما أصبح أول لاعب من فرانكفورت ينجح في تسجيل 14 هدفًا في أول 16 جولة من البوندسليجا.
وبالتالي تتوفر عناصر النجاح لمرموش في فرانكفورت، حيث أصبح نجم الفريق الأول ويمر بحالة فنية عالية بفضل تفاهمه مع زملائه وأسلوب لعب الفريق الذي يعتمد على الهجمات المرتدة والسرعة، على عكس مانشستر سيتي الذي يهدف إلى الاستحواذ وتعمد معظم الفرق التي تواجهه إلى التراجع للخلف.
لذا من شأن بقاء مرموش في فرانكفورت أن يمكنه من مواصلة المنافسة على الفوز بلقب هداف البوندسليجا وتحطيم المزيد من الأرقام القياسية، إضافة إلى إمكانية التتويج بلقب الدوري الأوروبي في ظل عدم وجود أسماء بارزة في البطولة هذا الموسم.
كما أن استمراره سيعني حصوله على المزيد من العروض في الصيف، وفرصة الانضمام لفريق جديد مبكرًا وأن يحظى بفترة إعدادية للتعرف على الفريق وزملائه الجدد وبدء الموسم بتركيز أكبر، لكن ستبقى المخاطرة في التفريط في فرصة الانضمام للسيتي الذي وإن كان لا يمر بأفضل أحوله، فهو يبقى من أفضل الفرق في العالم.
أزمة السيتي
يقدم مانشستر سيتي موسمه الأضعف على الإطلاق تحت قيادة بيب جوارديولا منذ وصوله للفريق في صيف 2016.
ويحتل السيتي حاليًا المركز السادس في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي برصيد 34 نقطة بفارق 12 نقطة كاملة عن ليفربول المتصدر والذي يملك مباراة مؤجلة.
كما ودع السيتي منافسات كأس الرابطة من الدور الرابع بالسقوط أمام توتنهام، ويعاني من خطر الخروج المبكر من دوري الأبطال حيث يحتل المركز 22 في مرحلة الدوري قبل جولتين من النهاية.
وبدأت معاناة السيتي منذ شهر أغسطس/آب برحيل جوليان ألفاريز لصفوف أتلتيكو مدريد وعودة إلكاي جوندوجان من جديد من صفوف برشلونة.
ورغم البداية القوية للموسم بتحقيق 3 انتصارات، إلا أن إصابة رودري بتمزق في الرباط الصليبي في صدام آرسنال شهر سبتمبر/أيلول الماضي، حوّل موسم السيتي تمامًا
وظل السيتي دون أن يتبكد أي هزيمة حتى التوقف الدولي لشهر أكتوبر/تشرين الأول، لكن بدأ في ذلك الشهر محاكمته في خرق قواعد اللعب المالي النظيف، كما أعلن مديره الرياضي تيكسيكي بيجريستان عزمه الرحيل.
ومع تلك الضربات المتتالية والإصابات، تعرض السيتي لأربع هزائم متتالية قبل التوقف الدولي الأخير في العام، وهي أسوأ سلسلة هزائم يعاني منها الفريق منذ عام 2006، وكانت تلك أول مرة يعاني فيها المدرب جوارديولا من 4 هزائم متتالية في مسيرته، وفي تلك السلسلة توقفت مسيرة السيتي الخالية من الهزائم في الدوري التي استمرت لـ32 مباراة.
وحاول السيتي تلطيف الأجواء بتجديد عقد مدربه حتى عام 2027، ولكن في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني خسر السيتي على ملعبه برباعية نظيفة أمام السبيرز لتتوقف مسيرة الفريق الخالية من الهزائم على أرضه والتي استمرت لـ52 مباراة.
وبالتالي تعالت الأصوات بحاجة السيتي الشديدة إلى الصفقات، وكان أبرز الأسماء التي تم طرحها مرموش، ولكن في حال تمت الصفقة سيعاني النجم المصري من ضغوطات هائلة، نظرًا لحاجته إلى التأقلم سريعًا مع أجواء الدوري الأصعب في العالم.
كما أنه سيكون بحاجة إلى التألق سريعًا لإنقاذ الفريق ولكن ليس لديه الكثير من الوقت لتحمل هامش الخطأ أو استكشاف المكان الجديد.
من الجوانب السلبية أيضًا أن مرموش حاليًا هو نجم فرانكفورت الأول، ولكن في السيتي هناك العديد من النجوم، كما أن المسؤول بشكل أبرز عن تسجيل الأهداف هو إيرلينج هالاند، وبالتالي سيكون هناك شكوك حول دور مرموش في الفريق، سواء في المساهمة الفعلية في كل شيء كما يفعل حاليًا مع فرانكفورت، أم سيتحول إلى لاعب طرف بشكل أكبر أم سيتواجد كمهاجم وهمي كما كان حال ألفاريز.
إرث جوارديولا
من الجوانب السلبية أيضًا التي قد تنتظر مرموش في السيتي، هو السمعة السيئة لمدرب الفريق مع اللاعبين الأفارقة.
فجميع الأفارقة الذين عملوا معه عانوا كثيرًا، وكانت البداية بصامويل إيتو الذي طالبه بيب في أول مواسمه رفقة برشلونة بالرحيل إلى أوزبكستان وأزعجه كثيرًا في الفترة الإعدادية للموسم، قبل أن يرحل الكاميروني بعد موسم واحد إلى إنتر بعد مساهمته في تتويج البارسا بالثلاثية التاريخية في موسم (2008- 2009).
كما لعب جوارديولا دورًا بارزًا في رحيل يايا توريه عن برشلونة لتفضيله سيرجيو بوسكيتس، وعاد وتسبب في رحيل الإيفواري الذي كان أحد أبرز نجوم السيتي، عندما تولى المهمة الفنية للفريق الإنجليزي وعدم الاعتماد عليه.
وكان آخر الضحايا النجم الجزائري رياض محرز، الذي لم تكن مستوياته المميزة التي اعتاد على تقديمها في مشاركاته مع الفريق شفيعة له للتواجد في التشكيل الأساسي للفيلسوف الإسباني بصورة مستمرة.
صفقات الشتاء وتجربة صلاح
نادرًا ما حققت صفقات الميركاتو الشتوي نجاحًا مع جوارديولا، ففي موسمه الأول ضم جابريل جيسوس، الذي لم ينجح في تقديم الإضافة الهجومية المنتظرة رفقة السيتي، ورحل منذ موسمين إلى آرسنال.
كما ضم إيمريك لابورت في شتاء موسم (2017- 2018)، وقدم مستويات متبذبة مع الفريق، ودائمًا ما كانت الصفقات البارزة لجوارديولا هي التي تنضم في الصيف.
وهناك تجربة مصرية مماثلة، عندما قدم النجم المصري محمد صلاح عروضًا مميزة رفقة بازل، دفعت تشيلسي للتعاقد معه في شهر يناير/كانون الثاني من عام 2014، لكن عانى صلاح للتأقلم مع الفريق حتى رحل عنه بعد عام واحد ليبدأ من بعدها رحلة التألق.
وبشكل عام نادرًا ما أحدثت الصفقات الشتوية التأثير الهائل، نظرًا لضيق الوقت للتأقلم مع الأندية الجديدة والدخول في الموسم مباشرة.
المكافأة
من مميزات الانضمام للسيتي، فرصة المشاركة في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، فعلى الرغم من الصعوبات التي يمر بها رجال المدرب جوارديولا، إلا أن جودة اللاعبين قد تصنع الفارق في نهاية المطاف وتخرجه من النفق المظلم.
كما يشارك السيتي في نهاية الموسم في كأس العالم للأندية بشكله الجديد المكون من 32 فريقًا، وهي فرصة كبيرة لمرموش لن يحظى بها رفقة فرانكفورت.