ماذا يحدث في مانشستر سيتي؟ – الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

ماذا يحدث في مانشستر سيتي؟

قصة تُروى على أرض الساحرة المستديرة، حيث يُحيك القدر خيوطه بأسلوب يُبهر المحبين ويُبكي العشاق.مانشستر سيتي، ذلك الفريق الذي لطالما كان كغيمة مشعة تُمطر إبداعًا، يجد نفسه هذا الموسم تحت وطأة الغيوم الداكنة، وكأن العاصفة قررت أن تزور المدينة الزرقاء بلا رحمة.

ملحمة السقوط تبدأ

كانت البداية أشبه بتنهيدة أمل قُطعت في منتصفها، حين أطاح توتنهام بالسيتي من كأس الرابطة، وكأنها صفعة تُنذر بمآسي قادمة.

تجرع الفريق بعدها مرارة الخسارة أمام بورنموث في الدوري، وواجه لشبونة في ليلة أوروبية سوداء، ثم جاءت الخسارة الثقيلة أمام توتنهام برباعية قاسية على أرض الاتحاد.

لم تكن هذه مجرد هزائم، بل كانت أشبه بجروح غائرة في كيان فريق اعتاد أن يكون ملكًا متوجًا على كل ساحات التحدي.

وأمام ليفربول المتصدر، انحنت كتيبة بيب تحت وطأة التفوق، وكأن زئير الريدز أخمد بريق السماوي، لتأتي بعدها خسارته المؤلمة أمام غريمه اليونايتد في سيناريو قاتل في الدقائق الأخيرة، وكأن القدر أراد أن يضيف ملحًا على جراحه النازفة.

فوزان بين ركام المعارك

في آخر 14 مباراة، لم يجد السيتي سوى بصيص أمل ضعيف في فوزين يتيمين، الأول على نوتينغهام فورست، والثاني أمام ليستر سيتي. وبين هذين الانتصارين، سلسلة من التعادلات المُحبطة والخسائر الموجعة، وكأن الفريق تحول من أسد جبار إلى طائرٍ مكسور الجناح، يحاول التحليق لكنه يُثقل بالخيبات.

نجوم باهتون وإصابة مؤلمة وتعاقدات بلا تأثير

وسط هذه العاصفة من الإخفاقات، كان فقدان اللاعبين الأساسيين لمستواهم المعتاد كالسيف الذي يقطع أوتار الإبداع في الفريق. كيف لا، ودي بروين، العقل المدبر وصانع السحر، بدا كظل لما كان عليه، بينما هالاند، الذي اعتاد على تمزيق الشباك، أصبح عاجزًا عن هزها. وبرناردو سيلفا، القلب النابض للفريق، فقد من بريقه ما جعل أداؤه يبدو باهتًا.

زادت الأمور سوءًا بإصابة رودري بالرباط الصليبي، لتترك فراغًا في خط الوسط لا يمكن تعويضه بسهولة، وكأن توازن الفريق قد اختل فجأة.

أما التعاقدات الجديدة، فقد بدت كأنها أوراق مبعثرة لم تجد مكانها في كتاب السيتي. سافينيو، القادم بآمال كبيرة، لم يفلح بعد في إثبات نفسه، بينما جوندوجان، العائد من تجربة جيدة في برشلونة، لم يتمكن من التأقلم سريعًا مع إيقاع الفريق الذي تغير.

كانت هذه العوامل جميعها أشبه بالعواصف المتتالية التي أضعفت بنيان الفريق، وجعلت من استعادته لعافيته أمرًا أكثر تعقيدًا مما توقع الجميع.

فقدان الشغف أم عبء القيادة؟

وهنا، تطرح التساؤلات نفسها بلا هوادة: هل تآكل شغف اللاعبين؟ أهي تلك الأقدام التي كانت ترقص على أنغام جوارديولا وأفكاره المبتكرة قد ملت من الخطط المتكررة؟ أم أن العبقري الكتالوني نفسه بات أسيرًا لتكتيكاته، عاجزًا عن بث حياة جديدة في كتيبته؟

ربما كان التعب النفسي والذهني للنجوم سببًا في هذا الأداء الباهت، أو ربما كانت فلسفة “الاستحواذ فوق كل شيء” قد وصلت إلى نقطة الاشباع. أهي الأقدام التي تعبت أم العقول التي شاخت؟ أسئلة تبقى بلا إجابة، بينما يستمر المشجعون في انتظار صحوة تُعيد للسيتي هيبته.

أمل النهوض من رماد الإخفاقات

ومهما كانت العثرة ثقيلة، فإن إرادة الأبطال لا تُقهر. فهل سنرى جوارديولا يعيد ترتيب أوراقه، أم أن الزمن قد قرر طي صفحة هذا الفريق ليُفسح المجال لحقبة جديدة؟ الأيام كفيلة بالإجابة، وما أصعب الانتظار على العاشقين.

التصنيفات: الدوري الانجليزي,عاجل