٢١ سنة منذ أول مشاركة يمنية في دورات الخليج، وبينها أيضا كانت في الكويت عام ٢٠٠٣، تعاقب العديد من المدربين واللاعبين ورؤساء البعثات والمرافقين… وكانت اليمن تنتظر الفوز الأول لها في دورات الخليج.. المدرب الجزائري نور الدين ولد علي كما قال في مؤتمره الصحفي الذي اهقب اول فوز يمني: افتتحنا مشوار الفرح اليمني.
وهو محق في ذلك، فما عجز عنه الآخرون في ٢١ سنة حقق هو في بضعة أشهر. نور الدين أسعد اليمنيين، ليس فقط بأول فوز، وتوديع لقب منتخب أبو نقطة، ولكنه أسعدهم بأداء ممتاز في المباريات الثلاث، فأمام العراق خسرنا في آخر ٢٠ دقيقة، وأمام السعودية تقدمنا بهدفين نظيفين، قبل أن يدركوا التعادل، ثم يقتنصوا الفوز في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع، ليفوز على البحرين بهدفين مقابل هدف.
ولد علي أحدث تغييرا في أداء اللاعبين أربك به المنافسين وحبس أنفسهم. نور الدين جعل المنتخبات الأخرى ومشجعيها ووسائل إعلامها يغيرون نظرتهم عن منتخبنا ولاعبينا، ومن خلال تواجدنا في خلبجي زين ٢٦ بالكويت شاهدنا ذلك..
منتخبنا لم يغادر لقب أبو نقطة فقط، بل غادر المركز الأخير على مستوى المجموعة وعلى المستوى العام في البطولة، مخلفا خلفه منتخبات عريقة كالعراق وقطر والإمارات.
نور الدين لم يلتفت إلى الانتقادات المتواصلة، التي لو كانت نحو مدرب آخر لترك تدريب المنتخب.
مدرب صارم لدرجة يصورها البعض بالقسوة، ولكنها تماما كقسوة الأبوين عندنا يريدان من خلال أن يكون ابنهما أفضل الناس.
من حق ولد علي أن يفاخر بما حققه، ومن حقه علينا أن نوفيه حقه من الثناء والتقدير والاحترام.
الاتحاد اليمني بقيادة الشيخ أحمد صالح العيسي يستحق التوجه إليه ليس فقط بالمباركة، بل بالشكر على جهوده وعلى إيمانه بقدرات المدرب والابقاء عليه كل النقد الجارح الذي تعرض له.
فرحة اليمنيين بما حققه المنتخب مع نور الدين، كبيرة وجاءت في وقتها، ونتمنى أن يبنى عليها ليشهد المنتخب تطورا أكبر.
مبارك للشعب اليمني وللاعبين والمدرب ولكامل البعثة والاتحاد اليمني…مبارك علينا مغادرة نقطة النحس، وتسجيل ٤ أهداف لأول كرة في تاريخ مشاركاته.