يعيش محمد صلاح نجم ليفربول، واحدة من أفضل فتراته منذ بداية مسيرته الاحترافية، خاصة مع سير الريدز في الاتجاه الصحيح على كل الأصعدة هذا الموسم.
ويحتل ليفربول، صدارة جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، كما هو الحال في دوري أبطال أوروبا، الذي حقق فيه العلامة الكاملة حتى الآن.
ويلعب محمد صلاح، دورًا بطوليًا في مسيرة ليفربول الاستثنائية هذا الموسم، بفضل إسهاماته التهديفية، من حيث التسجيل أو الصناعة.
قفص الاتهام
شهدت السنوات القليلة الماضية، خروج بعض التصريحات، خاصة من لاعبين سابقين في ليفربول، تتهم الفرعون المصري بالأنانية.
ومن بين هؤلاء، جرايم سونيس أسطورة الريدز، حيث قال عنه في موسم 2019-2020 “صلاح مؤثر لكنه أناني دائمًا، خاصة أنه يريد الفوز بالحذاء الذهبي الثالث له”.
وعاد سونيس نفسه لتجديد اتهامه لصلاح بعد واقعة اشتباكه اللفظي مع مدربه السابق يورجن كلوب، خلال مواجهة ضد وست هام الموسم الماضي، قائلا: “إنه أكثر لاعب أناني رأيته في حياتي”.
وعلى نفس النهج، سار روبرتو فيرمينو، زميل صلاح السابق، حين قال عنه في كتابه الذي يسرد فيه كواليسه في ليفربول “صلاح كان يحبط الجميع عندما لا يمرر الكرة لنا، لكن مع مرور السنوات، تحسن وبات أقل أنانية وأكثر تعاونًا”.
وفي 2021، خرج مايكل أوين أسطورة ليفربول، بتصريحات مشابهة حين قال “هناك أنانية مفرطة تتسلل بسببه داخل الفريق، حيث لا يمرر صلاح، الكرة كثيرا لزملائه، وبلغ الأمر ذروته مؤخرا”.
الواقع يخرس الأفواه
يشهد الموسم الحالي، تطورا في مسيرة صلاح الاستثنائية، خاصة على مستوى صناعة اللعب، إذ بات اللاعب يفكر في تقديم التمريرات الحاسمة على حد سواء مع تسجيل الأهداف.
ويظهر ذلك في وصول صاحب 32 عامًا، إلى 15 تمريرة حاسمة بجانب تسجيله 18 هدفا خلال 24 مباراة منذ بداية الموسم الحالي.
لكن ما يثبت أن هذا الأمر ليس بجديد على صلاح، أن الموسم الحالي أيضًا شهد استكمال مئويته الأولى على مستوى صناعة الأهداف بقميص الريدز، بوصوله إلى 103 تمريرات حاسمة حتى هذه اللحظة.
ويعني هذا أن معدل صلاح يبلغ 13.7 تمريرة حاسمة في كل موسم منذ وصوله إلى ملعب أنفيلد، وهو سجل يبرهن على مدى تعاونه مع زملائه، نافيا عنه تهمة الأنانية.
كما أن بعض الاتهامات المذكورة أعلاه، جاءت في عامي 2020 و2021، وهي الفترة التي سنجد أن صلاح وصل فيها إلى 9 تمريرات حاسمة في البريميرليج خلال نفس الفترة الحالية (17 جولة) مع بداية موسم 2020-2021، أي أقل من الموسم الحالي بتمريرتين فقط.
وبعيدا عن تلك الاتهامات، فإن صلاح بات في طريقه لأفضل نسخة له على الإطلاق، حال استمراره على نفس النهج حتى نهاية الموسم، وذلك بوصوله إلى مرحلة الكمال الكروي، بعدما أصبح بنفس الكفاءة تقريبا في جانب صناعة اللعب، مثلما هو حاله في الجانب التهديفي.
ويهيمن صلاح على صدارة عدة سباقات، أبرزها تفوقه على كافة نجوم البريميرليج، محتلا صدارة قائمة الهدافين برصيد 15 هدفا، فضلا عن كونه الأكثر مشاركة في الأهداف على كافة الأصعدة برصيد 33 هدفا.
هذا بالإضافة إلى الأرقام القياسية التي تسقط تحت قدميه بين كل مباراة وأخرى، من بينها كونه أول لاعب يسجل 10 أهداف أو أكثر ويصنع مثلها في 4 مواسم متتالية (6 مواسم بشكل عام)، وهو برهان تاريخي على خطأ إلصاق الأنانية به مع وجود هذه الحقائق.