يعيش أتلتيكو مدريد، واحدة من أفضل لحظاته هذا الموسم، حيث يقدم الفريق، مستويات مميزة في الليجا، ويسير بخطوات ثابتة في الأسابيع الأخيرة.
ويحتل الروخي بلانكوس، وصافة جدول ترتيب الليجا برصيد 38 نقطة من 17 مباراة، بفارق الأهداف فقط عن المتصدر برشلونة، الذي خاض 18 مواجهة.
كما يتفوق الأتلتي على جاره اللدود ريال مدريد، الذي يحتل المركز الثالث بجدول ترتيب الليجا برصيد 37 نقطة.
فرس الرهان
حقق أتلتيكو مدريد 6 انتصارات متتالية في آخر 6 جولات في بطولة الليجا، ليقفز لوصافة جدول الترتيب.
ونجحت كتيبة المدرب الأرجنتيني دييجو سيميوني، في استغلال حالة التخبط التي يعيشها برشلونة وريال مدريد على مستوى النتائج مؤخرًا.
وقدم الروخي بلانكوس، مستويات أكثر من رائعة، لا سيما وأن الفريق هو أقوى خط دفاع في الليجا حتى الآن بجانب ريال سوسييداد، إذ لم تهتز شباكه سوى 11 مرة خلال 17 مباراة.
وعلى المستوى الهجومي، فإن أتلتيكو مدريد هو ثالث أقوى خط هجوم في الليجا هذا الموسم حتى الآن، برصيد 31 هدفا، خلف ريال مدريد (37 هدفا)، وبرشلونة (50 هدفا).
وأكد سيميوني عقب الفوز على خيتافي بهدف دون رد، وانتزاع وصافة الليجا، أمس الأحد، أنه ولاعبيه يلعبون مباراة تلو الأخرى من أجل المنافسة على اللقب.
وقال المدرب الأرجنتيني في مؤتمر صحفي “أنا مكرر وممل. لقد مرت 13 عاما ولن أتغير. مباراة بمباراة، لأن هذا هو الواقع المطلق لأتلتيكو مدريد”.
تخبط القطبين
يعيش قطبا الكرة الإسبانية برشلونة وريال مدريد، حالة من التخبط على مستوى النتائج في الأسابيع الأخيرة.
برشلونة المتصدر، في آخر 6 مباريات، حقق فوزا وحيدا على ريال مايوركا، وخسر 3 مباريات، وتعادل في مباراتين، بمعنى أنه حصد 5 نقاط من أصل 18.
أما ريال مدريد في آخر 6 مباريات، فقد حقق 4 انتصارات، وتعادل في مباراة وخسر أخرى، بمعنى أنه حصد 13 نقطة من أصل 18، وأهدر أكثر من فرصة لاعتلاء صدارة الليجا وحتى الوصافة خسرها بالأمس لصالح أتلتيكو مدريد.
فرصة سانحة
في ظل الأزمات الفنية التي يعيشها برشلونة وريال مدريد، تبدو الفرصة جيدة لأتلتيكو مدريد، لكي يطمح للتتويج بالليجا هذا الموسم.
وفي ظل تفويت عدة فرص من الفريقين للانقضاض على الصدارة والابتعاد بالفارق، ستكون فرصة الروخي بلانكوس سانحة لاستعادة اللقب الغائب منذ موسم 2020-2021.
وخلال ذلك الموسم، نجح أتلتيكو مدريد في ظروف مشابهة لاستغلال تعثر القطبين وانفرد بصدارة الليجا، حتى أنه أنهى الدور الأول في الصدارة برصيد 48 نقطة، بينما الريال الوصيف 40 نقطة، وبرشلونة في المركز الثالث برصيد 37 نقطة.
وعلى الرغم من تراجع الفريق قليلًا في النصف الثاني من الموسم، إلا أنه أظهر شخصية البطل في المباريات المصيرية.
وفي الجولة الأخيرة، فاز أتلتيكو على بلد الوليد بنتيجة 2-1، بعدما كان متأخرًا بهدف، ليتوج باللقب.
وأنهى أتلتيكو مدريد، الموسم، برصيد 86 نقطة، وبفارق نقطتين عن الوصيف ريال مدريد، بينما برشلونة حل ثالثا برصيد 79 نقطة.
وكان الروخي بلانكوس، أقوى خط دفاع في البطولة، إذ استقبلت شباكه 25 هدفا، وتألق الحارس يان أوبلاك، والذي توج بجائزة زامورا كأفضل حارس في الليجا.
وسجل الوافد الجديد وقتها لويس سواريز 21 هدفًا في الدوري، منها مجموعة أهداف حاسمة في الجولات الأخيرة، أبرزها هدف الفوز على بلد الوليد في الجولة الأخيرة الذي حسم اللقب.
وبجانب سواريز، كان هناك دور كبير للاعبين مثل ماركوس يورينتي، الذي سجل 12 هدفًا وقدم 11 تمريرة حاسمة، وأنخيل كوريا الذي قدم مستويات رائعة.
وهذا اللقب كان الثاني للمدرب سيميوني في الدوري الإسباني بعد لقب 2013-2014، وأثبت من جديد قدرته على تحدي كبار الليجا.
سحر دكة البدلاء
سجل ألكسندر سورلوث، الذي دخل الملعب في الشوط الثاني، هدف الفوز لأتلتيكو مدريد ضد خيتافي، برأسية رائعة من تمريرة عرضية رائعة لناويل مولينا، الذي دخل بديلا هو الآخر، ليؤكد ذلك قوة تشكيلة أتلتيكو مدريد وبدلائه تحت قيادة دييجو سيميوني.
وحقق الأتلتي 8 انتصارات بفضل 9 أهداف حاسمة للاعبين بدلاء.
وكان دخول سورلوث، حاسما في مواجهة صعوبات فريقه أمام دفاع خيتافي، كما كان الحال في مباراة العودة ضد ألافيس (2-1)، حيث سجل هدف الفوز ونال ركلة جزاء أدت إلى التعادل 1-1، وكلتاهما بعد تمريرة عرضية من رودريجو دي بول، الذي دخل بديلا أيضا في تلك المباراة.
ولم يكن سورلوث هو البديل الوحيد الذي سجل أهدافا حاسمة، فقد سجل أنخيل كوريا أهدافا حاسمة، عندما دخل من على مقاعد البدلاء أيضا، مثل هدفه في مرمى بيلباو (1-0)، وتسجيله تعادل فريقه مع الريال (1-1) بتسديدة رأسية من عرضية لخابي جالان، الذي دخل بديلا أيضا، وسجل هدف الفوز على باريس سان جيرمان (2-1) في دوري أبطال أوروبا في آخر لحظات المباراة.
كما أنقذ ألفاريز، أتلتيكو في بالايدوس ضد سيلتا فيجو، مسجلا الهدف الثاني الذي حسم المباراة. وفي فيتش (2-0) في الدور الأول بكأس الملك، حول الأرجنتيني تأخر أتلتيكو إلى فوز بهدفين.
وسجل كليمنت لينجليت هدف التعادل ضد كاسيرينو، عندما كان أتلتيكو متأخرا بهدف، وسجل صامويل لينو هدف التعادل (3-3) ضد إشبيلية في الدقيقة 79. وفي الدقيقة 93، سجل أنطوان جريزمان هدف الفوز، وهو ما كان مستحيلا من دون الأداء المتميز للجناح البرازيلي.
وأدت هذه الأهداف إلى 9 انتصارات (3 منها عندما كان الفريق متأخرا و6 عندما كانت النتيجة متعادلة) وتعادل واحد (عندما كان الفريق على وشك الخسارة) من أصل 16 مباراة خاضها أتلتيكو هذا الموسم، إلى جانب 5 تعادلات و3 هزائم، آخرها في 27 أكتوبر/تشرين أول ضد ريال بيتيس، والتي تلتها سلسلة انتصارات متتالية بلغت 11 مباراة.
ومن أصل 50 هدفا سجلها أتلتيكو في جميع المسابقات هذا الموسم، سجل 18 هدفا (36%) لاعبون دخلوا كبدلاء، فقد سجل ألفاريز وأنخيل كوريا 5 أهداف لكل منهما، وسجل سورلوث 4 أهداف، وسجل لينجليت، وكوكي وصامويل لينو، وأنطوان جريزمان هدفا واحدا.