صرح مدرب تشيلسي، إنزو ماريسكا، أن باستطاعة البلوز، الهيمنة على الكرة الإنجليزية، بعد مضي 5 أو 10 أعوام، لكن هناك من يعتقد أن الفريق اللندني يمكنه الصعود إلى منصات التتويج هذا الموسم.
ولا يريد ماريسكا، الصعود بمستوى التوقعات، خاصة وأن تشيلسي يتمتع بمعدل أعمار صغير نسبيا، وبحاجة للوقت من أجل اكتساب الخبرة اللازمة لمقارعة كبار البريميرليج وأوروبا، وكلما تمكن لاعبوه من تقديم مستويات مميزة وتحقيق نتائج رائعة، يتذكر المدرب الإيطالي، أين كان الفريق في المواسم الماضية.
ويحتل تشيلسي، وصافة البريميرليج هذا الموسم، ويبدو في وضع جيد للمنافسة على لقب دوري المؤتمر الأوروبي، والأهم من ذلك، أن أداء لاعبيه يسير في منحنى تصاعدي بشكل تدريجي، مما يجعل الفريق خصما شرسا في جميع مبارياته.
تخطي الفترة القاتمة
لم يكن هذا حال تشيلسي في آخر 3 مواسم، خاصة بعد بيع المالك السابق رومان أبراموفيتش للنادي، لتتحول ملكيته إلى مجموعة من المستثمرين يتقدمهم تود بويلي وبهداد إقبالي.
وبدا الفريق وكأنه يتجه نحو الهاوية، مع شراء مجموعة كبيرة من اللاعبين دون تخطيط واضح لكيفية استثمارهم على أرض الملعب، مما أدى لتضخم قائمة الفريق، وعدم قدرة مدربين أمثال جراهام بوتر وفرانك لامبارد وماوريسيو بوكيتينو، على التمتع بالثبات، نظرًا لتغير جلد الفريق بعد نهاية كل فترة انتقالات.
والنتيجة كانت حلول تشيلسي في المركز 12 بنهاية البريميرليج لموسم 2022-2023، وغيابه عن المسابقات الأوروبية في الموسم التالي، واحتلاله المركز السادس بقيادة بوكيتينو في الموسم الماضي، رغم إنفاق الملايين على تعزيز صفوف الفريق على مدار الأعوام الثلاثة الأخيرة.
ماذا تغير؟
استلم ماريسكا، تدريب تشيلسي، صيف العام الحالي، بعدما قاد ليستر سيتي للفوز بدوري التشامبيونشيب والتأهل إلى البريميرليج، وبصفته مساعدا سابقا لمدرب مانشستر سيتي، بيب جوارديولا، عقدت عليه طموحات بالغة للنهوض بحال البلوز المتردي.
وكان ماريسكا يعلم أن قائمة الفريق المتضخمة ستزعجه، فكان بديهيا أن يتخلى عن بعض اللاعبين، لكن لم يتوقع أحد أن يسمح برحيل رحيم سترلينج، الذي كان أحد عناصر الخبرة القليلة في الفريق.
وإلى جانب سترلينج، استغنى ماريسكا عن كونور جالاجر وتريفوه تشالوباه، وأخبر بن تشيلويل بأنه ليس ضمن خططه، فكان الانطباع العام بأنه مدرب صريح لا يرحم، يريد الأدوات المناسبة للنجاح، بغض النظر عن قيمة أو شعبية اللاعبين.
في المقابل، استقطب ماريسكا، لاعبين مميزين هجوميا مثل جواو فيليكس وبيدرو نيتو، واستعار بشكل مفاجئ جادون سانشو من مانشستر يونايتد، وواصل تشيلسي، سياسة استقطاب الأسماء الشابة، بضم ريناتو فيجا ومارك جويو.
تغييرات جريئة
لم يحقق تشيلسي، التقدم المطلوب في الفترة التحضيرية، مع فوز وحيد من أصل 6 مباريات ودية، ثم خسر مباراته الأولى في البريميرليج أمام مانشستر سيتي 0-2، مما أنذر باستمرار تخبط الفريق هذا الموسم.
لكن حال الفريق اختلف مع مرور الوقت، حيث بدا ماريسكا أكثر دراية بقدرات لاعبيه، وتمتع بثبات التشكيلة في البريميرليج، وأخرى مختلفة تماما في دوري المؤتمر.
ومنح ماريسكا، لاعب الوسط الأرجنتيني إنزو فرنانديز، دورا جديدا، بعدما أجلسه قليلا على مقاعد البدلاء لحساب روميو لافيا، فاستعاد لاعب بنفيكا السابق، حاسته التهديفية كلاعب وسط يتمتع بالحرية، وذكر الجميع بإلكاي جوندوجان قبل 3 أعوام مع مانشستر سيتي.
وتحول مويسيس كايسيدو إلى مركز الظهير الأيمن، لمنح وسط اللعب، الزخم المطلوب عند امتلاك الكرة، ووضع المدرب الإيطالي ثقته في نيكولاس جاكسون الذي تحسنت أرقامه كثيرا في الخط الأمامي، أمام نجم الفريق الأول كول بالمر.
ومع مرور الوقت، أثبت ماريسكا أنه كان محقا في التخلي عن سترلينج، لأن نوني مادويكي بات عنصرا أساسيا لا غنى عنه كجناح، فيما برزت أهمية سانشو في المباريات الماضية.
وفي دوري المؤتمر، يتمتع ميخايلو مودريك، الهدوء اللازم للتعبير عن نفسه، ولا يبدو فيليكس منزعجا بجلوسه على مقاعد الاحتياط في الدوري، فيما يواصل كريستوفر نكونكو، بروزه عندما تسنح له الفرصة، ليتحول إلى هداف الفريق في كافة المسابقات حتى الآن.