عندما خرج محمد صلاح من ملعب سانت ماري مساء الأحد، لركوب حافلة فريق ليفربول بعد تسجيله هدفين في فوز صعب 3-2 على ساوثهامبتون، استقبله صوت العشرات من المعجبين وهم يهتفون باسمه.
وألقى النجم المصري نظرة سريعة على يمينه حيث كان أربعة صحفيين ينتظرون خلف حاجز معدني، لكن بدلاً من إرسال اعتذاره، توجه مباشرة إليهم وسط الضجيج، وسرعان ما اتضح أن صلاح يريد أن ينفس عن شيء ما في صدره.
بعد أن ظل صامتًا في السابق بشأن مأزق عقده، قرر صلاح أن الوقت قد حان للكشف عن إحباطه، وقال: “حسنًا، نحن تقريبًا في ديسمبر ولم أتلق أي عروض حتى الآن للبقاء في النادي. ربما أكون أقرب للرحيل من البقاء”.
جدل التوقيت
توقيت هذه التصريحات ليس رائعًا بالنسبة لليفربول، قبل مانشستر سيتي يوم الأحد، لكن من السهل أن نفهم لماذا قرر صلاح زيادة الضغط على إدارة لنادي. فمع 12 هدفًا و10 تمريرات حاسمة في 18 مباراة في جميع المسابقات (قبل لقاء ريال مدريد في دوري الأبطال مساء الأربعاء والذي فشل فيه بهز الشباك)، يسجل النجم المصري هدفًا كل 65 دقيقة هذا الموسم.
إنه في طريقه إلى الموسم الأكثر إنتاجية في مسيرته، حتى في موسم 2017-2018، عندما سجل 44 هدفًا وساهم بـ 14 تمريرة حاسمة، بلغ معدل تسجيله هدفا واحدا كل 71 دقيقة.
بعد أداء يوم الأحد، أصبح صلاح ثالث لاعب في تاريخ ليفربول يسجل مائة هدف خارج الديار على خطى الأساطير إيان راش (161) وروجر هانت (112)، وسجل في خمس مباريات متتالية في الدوري، ومع اقترابه من إكمال 33 عامًا من عمره، ما يزال أقوى سلاح هجومي في ليفربول.
التفاوض مع “روبوت”
أثار وكيل أعمال مساعد المدرب في ليفربول جوني هيتينجا، جدلا كبيرا، عندما وصف المدير الرياضي في النادي الإنجليزي ريتشارد هيوز بالروبوت، بسبب بروده فيما يتعلق بتجديد عقود أبرز لاعبيه.
لكن من غير المعقول أن الحوار الجاري بين هيوز وممثل صلاح رامي عباس لم يتضمن تحديد المواقف والتوقعات من قبل الجانبين. تنطوي المفاوضات بشكل أساسي على مناقشة الشروط شفهيًا، وهو ما يؤدي عادة إلى تقديم عرض رسمي.
ويصر صلاح على أن هذا لم يحدث بعد، ولم يؤكد أو ينفي ليفربول، وأصر كبار الشخصيات في أنفيلد على أن الاتصال مع عباس كان إيجابيًا ومستمرًا.
دلالات عميقة
إن وضع صلاح الحالي كأعلى لاعب أجرًا في النادي (350 ألف جنيه إسترليني أسبوعيًا بالإضافة إلى المكافآت) وحاجة ليفربول إلى الاستمرار في التخطيط للمستقبل، يعني أن هذا كان دائمًا تجديدًا معقدًا مع عدم ترجيح حل الموقف سريعا.
يريد ليفربول الاحتفاظ بصلاح، لكن يجب أن يكون ذلك في إطار يعتقد أنه منطقي ماليًا، حيث يسعى إلى استخدام موارده المالية بحكمة. ويواجه هيوز تعقيدًا إضافيًا يتمثل في محاولة الاتفاق على تجديد عقد فيرجيل فان دايك وترينت ألكسندر أرنولد.
كان صلاح أكثر انفتاحًا عندما سُئل عن احتمال محاكاة ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو من خلال الاستمرار في إعادة كتابة كتب الأرقام القياسية في منتصف الثلاثينيات وما بعدها، وصرح ذات مرة: “أنا محترف للغاية. يمكن للجميع رؤية أخلاقيات عملي. أحاول فقط الاستمتاع بكرة القدم وسألعب على أعلى مستوى لأطول فترة ممكنة”.
صلاح يمارس الشطرنج مع ليفربول، وكان حديثه مساء الأحد خطوة جريئة، الوقت فقط هو الذي سيخبرنا ما إذا كان له التأثير الذي يرغب فيه خلال عملية التفاوض، لكن كلماته دلت على أنه يريد البقاء في ليفربول بعد هذا الموسم، ويحاول الحصول على الصفقة التي يعتقد أنها تعترف بشكل مناسب بمكانته الدائمة في كرة القدم العالمية.