خطف تشابي ألونسو كل الأضواء الموسم الماضي بعد النتائج التاريخية التي قدمها رفقة باير ليفركوزن، بعدما قاد الفريق للظفر بلقب البوندسليجا للمرة الأولى في تاريخ النادي، بل وأصبح أول فريق يتوج بلقب الدوري الألماني دون هزيمة.
ولم يكتف ألونسو بذلك، بل توج أيضًا بلقب كأس ألمانيا، وكان على مقربة شديدة من ثلاثية تاريخية، قبل السقوط في نهائي الدوري الأوروبي أمام أتالانتا الإيطالي.
ونجح ألونسو في المساهمة في توهج العديد من الأسماء وتقديمها للساحة العالمية، من فلوريان فيرتز وفيكتور بونيفاس وأليكس جريمالدو وجوناثان تاه وغيرهم.
ومع تلك النتائج المبهرة والمستويات المميزة وتألق اللاعبين تحت قيادته، كان ألونسو مطمعًا للأندية الكبرى في الصيف الماضي قبل أن يقرر الاستمرار في صفوف ليفركوزن.
وينتهي عقد ألونسو في صيف 2026، ليتكرر من جديد الحديث عن مستقبله مع ليفركوزن في الوقت الراهن، وما إذا كان سيستمر حتى نهاية عقده أم سيرحل بنهاية الموسم الجاري.
مستقبل ألونسو مع ليفركوزن
يبقى مستقبل ألونسو مع ليفركوزن من أبرز الموضوحات المطروحة في الصحف العالمية، وبحسب صحيفة “ماركا” الإسبانية، لن يحسم ألونسو وضعه مع ليفركوزن قبل شهر مارس/آذار المقبل.
بدوره أثار فرناندو كارو، الرئيس التنفيذي لباير ليفركوزن، الغموض حول مستقبل ألونسو قائلًا في تصريحات صحيفة مؤخرًا: “ما أستطيع أن أنكره بنسبة 100%، أن هناك أي اتفاقات (بين ألونسو وأندية أخرى) كما سمعت في كل وسائل الإعلام”.
وواصل: “ما يركز عليه ليفركوزن بنسبة 100%، إضافة إلى اللاعبين والمدرب والجهاز الفني، هو الوقت الراهن وفقط.. لدينا عمل كاف لنقدمه على أرض الملعب حتى نهاية الموسم”.
وأضاف: “ما يزعجني التكهنات، الوقت الحالي هو ما يهمني.. لا أحد يهتم بالموسم المقبل، لا يوجد شيء محدد.. هو (ألونسو) يرتبط بعقد معنا الآن”.
نتائج ليفركوزن
لا يمر ليفركوزن بأفضل أحواله هذا الموسم كما كان الوضع الموسم الماضي، حيث يحتل المركز الرابع في البوندسليجا بفارق 9 نقاط كاملة عن بايرن ميونخ المتصدر.
وينتظر الفريق مواجهة صعبة في ثمن نهائي كأس ألمانيا أمام بايرن ميونخ على ملعب أليانز أرينا بالذات، وفقد الفريق الكثير من توهجه أوروبيًا بالسقوط الأخير أمام ليفربول برباعية نظيفة.
كما بات ليفركوزن مهددًا بفقدان أبرز نجومه مع تأكد رحيل المدافع تاه الصيف المقبل، إضافة إلى الشكوك التي تحوم حول مستقبل فيرتز.
بالتالي قد تدفع كل تلك العوامل ألونسو للرحيل خاصة أنه وبحسب ما أشارت “ماركا” فإن قرار ألونسو المقبل سيعتمد على العقل وليس العاطفة كما فعل في المرة الأولى عندما قرر الاستمرار مع الفريق.
وارتبط اسم ألونسو بالعديد من الأندية الكبرى في الصيف الماضي التي كانت تبحث بشدة عن التعاقد معه لبدء مشروع جديد، إلا أن تلك الأندية نجحت في إيجاد ضالتها بعد استمرار ألونسو رفقة ليفركوزن.
ليفربول مع سلوت
أنهى ليفربول حقبته التاريخية مع المدرب يورجن كلوب، بعدما قرر الألماني الرحيل عن الفريق بنهاية الموسم الماضي.
وبحث ليفربول إمكانية التعاقد مع ألونسو خاصة أنه كان لاعبًا في الفريق بين عامي 2004 و2009 وتوج مع الفريق بلقب دوري الأبطال التاريخي عام 2005.
ومع استمرار ألونسو رفقة ليفركوزن، وجه الريدز بوصلته تجاه أرني سلوت الذي يقدم بداية أكثر من مميزة رفقة ليفربول، حيث يتصدر ترتيب البريميرليج وبفارق 8 نقاط عن مانشستر سيتي أقرب ملاحقيه.
كما حقق العلامة الكاملة في دوري الأبطال حتى الآن، وبالتالي أصبحت محطة ليفربول مستبعدة لألونسو في المستقبل القريب.
بايرن ومشروع كومباني
حاول بايرن ميونخ خطف ألونسو بعد خروج العملاق البافاري بموسم صفري من الألقاب، لكن مع استمرار الإسباني رفقة ليفركوزن، توجه البايرن للبلجيكي فنسنت كومباني الذي أعاد الروح للفريق بصورة واضحة هذا الموسم.
ويتصدر البايرن ترتيب البوندسليجا بفارق 6 نقاط عن أقرب ملاحقيه آينتراخت فرانكفورت، ويقدم كرة قدم هجومية جذابة أسفرت عن العديد من النتائج الكاسحة هذا الموسم، مما يشير إلى نجاح كومباني مع العملاق البافاري حتى الآن وابتعاد محطته أيضًا عن ألونسو.
تجديد جوارديولا
ارتبط اسم ألونسو بتدريب مانشستر سيتي في ظل التكهنات التي حامت حول مستقبل بيب جوارديولا مع الفريق في ظل أن عقده السابق كان ينتهي هذا الموسم.
وعلى الرغم من تراجع نتائج مانشستر سيتي هذا الموسم، إلا أن الفريق الإنجليزي جدد الثقة في مدربه الأسطوري، وجدد تعاقده معه حتى عام 2026 ليخرج ألونسو من حساباته.
فليك مع برشلونة
من الأندية التي أثيرت التكهنات حولها بشأن إمكانية تدريب ألونسو لها هي برشلونة، والذي كان يعاني من التخبط مع مدربه السابق تشافي.
إلا أن البارسا استعاد الكثير من بريقه مع المدرب الجديد هانز فليك الذي يتصدر معه ترتيب الدوري الإسباني، ونجح في الفوز بالأربعة في المواجهات الكبرى أمام بايرن ميونخ وريال مدريد.
الأمل الأخير
بالتالي لم يتبق على الساحة الأوروبية من الأندية الكبرى سوى ريال مدريد، خاصة أن مانشستر يونايتد تعاقد مؤخرًا مع روبن أموريم إضافة إلى تألق تشيلسي هذا الموسم مع مدربه الجديد إنزو ماريسكا.
ورغم من الاستقرار على صعيد النتائج والمستويات التي مر بها ريال مدريد مع مدربه كارلو أنشيلوتي منذ عام 2021 وحتى الآن، وقيادته الفريق للتتويج بلقبين في دوري الأبطال ومثلهما في الليجا، إلا أن المرينجي لا يمر بأفضل أحواله هذا الموسم.
وتراجعت نتائج الريال محليًا بتأخره عن برشلونة المتصدر بفارق 4 نقاط إضافة إلى سقوطه المدوي في الكلاسيكو بالبيرنابيو بالذات، كما تراجعت نتائج الفريق أوروبيًا بخسارته على أرضه أمام ميلان ومن قبله ليل.
كما يعاني ريال مدريد من العديد من الإصابات في صفوفه التي لا تمنح أنشيلوتي الفرصة لإعادة فريقه للطريق الصحيح من إيدير ميليتاو وداني كارفاخال ورودريجو وفينيسيوس جونيور وغيرهم.
مشروع جديد
مع الظروف الصعبة التي يمر بها ريال مدريد، قد يعاني الفريق الملكي من الخروج بموسم صفري من الألقاب.
وسبق وأن عانى أنشيلوتي نفسه منذ هذا الأمر في موسم (2014- 2015) رفقة ريال مدريد، وحينها لم تكن العاشرة شفيعة له للبقاء ورحل عن صفوف الفريق.
وفي حال رحيل أنشيلوتي الصيف المقبل، سيبقى ريال مدريد هو الخيار الأمثل لألونسو خاصة أنه سبق وأن لعب في صفوف المرينجي بين عامي 2009 و2014 وتوج مع الفريق بلقب دوري الأبطال في عامه الأخير إضافة إلى لقب الدوري الإسباني في 2012.