خمس هزائم متتالية بكافة المسابقات، كانت كفيلة باستبعاد مانشستر سيتي من حسابات النقاد، فيما يتعلق بالمنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، رغم أن الوقت ما يزال مبكرا لإطلاق الأحكام.
يبدو مانشستر سيتي هذه الأيام وكأنه نسي كيف يحقق الفوز في المباريات، والخسارة الأخيرة التي تكبدها الفريق أمام ضيفه توتنهام برباعية نظيفة، خير دليل على أن اللاعبين لا يقدمون المستويات التي اعتادوا تقديمها في المواسم الأربعة الأخيرة.
المسؤولية ستقع على عاتق المدرب بيب جوارديولا، الذي اعتاد إخراج فريقه من أزماته، عبر حيل تكتيكية وخطط فنية مبتكرة، من شأنها تقديم ما هو جديد للمنافسين الذين يعجزون عن مواجهة المتغيرات الطارئة على خطط مانشستر سيتي لفترة من الوقت، تماما كما حدث في مواسم سابقة.
العودة للأسلحة الوهمية
بعد فقدان مانشستر سيتي للقب الدوري الإنجليزي الممتاز في الموسم 2019-2020 لصالح ليفربول، كان لا بد لجوارديولا من ابتكار خدع جديدة يستطيع من خلالها مباغتة الخصوم الذي حفظوا طريقة لعب السيتيزينز عن ظهر قلب.
كان الأرجنتيني سيرجيو أجويرو حينها يخوض موسمه الأخير مع سيتي، ولم يعتمد عليه جوارديولا كثيرا، خصوصا بعدما تعرض لإصابة، وأراد المدرب الإسباني إسقاط فكرة الاستعانة بمهاجم صريح يتمركز داخل منطقة الجزاء.
هذه الاستراتيجية، كانت تعني منح المزيد من الحرية للاعبي خط الوسط للتقدم إلى منطقة الجزاء، وهو ما برع فيه الألماني إلكاي جوندوجان، الذي أحرز 17 هدفا بكافة المسابقات في الموسم 2020-2021، ولعب دورا مهما في استعادة فريقه للقب الدوري.
واستمر سيتي في انتهاج هذه السياسة خلال الموسم التالي، لكه هذه المرة منح الحرية للاعبين آخرين في التقدم للأمام وأداء دور المهاجم الوهمي، مثل كيفن دي بروين الذي أحرز 15 هدفا في الدوري، ليساهم في احتفاظ فريقه باللقب.
أدوار مزدوجة
وفي الموسم 2022-2023، لاحظ جوارديولا أن نسبة الاستحواذ على الكرة من قبل فريقه بدأت تنخفض، ليلجأ إلى حيلة جديدة بطلها جون ستونز.
في النصف الثاني من الموسم، أشرك جوارديولا ستونز كظهير أيمن، ينتقل إلى وسط الملعب في حالات عديدة، من أجل منح خط الوسط كثافة عددية مطلوبة سواء في الهخجوم أو الدفاع.
هذه الخطة منحت الخط الخلفي الدعم اللازم، كما قدم للاعب الارتكاز الإسباني رودري دورا جديدا، حيث بات أكثر قدرة على التقدم للأمام من أجل استغلال تسديداته القوية، ما ساعد سيتي في الاحتفاظ بلقب الدوري، والفوز للمرة الاولى بلقب دوري أبطال أوروبا.
تغيير مركز فودين
أما الموسم الماضي، فشهد انقلابا ثوريا في أداء النجم الإنجليزي فيل فودين، بفضل لجوء جوارديولا إلى إشراكه كلاعب وسط هجوم (رقم 10)، ضمن خطة لعب تتحول إلى 4-2-3-1 عند التحول إلى النجوم.
تحول فودين مع مرور الوقت إلى آلة تسجيل، حيث أحرز 11 هدفا في الدوري، وتوج أفضل لاعب في المسابقة، ليلعب أكبر الأثر في فوز سيتي بلقب البريميرليج للموسم الرابع على التوالي.
لكن مع إصابة رودري وغيابه حتى نهاية الموسم، ما الذي يستطيع جوارديولا فعله لقب حظوظ الفريق في المنافسة هذه الأيام؟
هناك العديد من اللاعبين الذي يمكنهم الأداء في أكثر من مركز، وستثبت الأيام ما إذا كانت لديهم المرونة اللازمة، لتحمل تغيير تكتيكي جديد من “الفيلسوف” الكاتالوني.