يمتلك كريستيانو رونالدو قائد النصر السعودي، العديد من الأمور التي تجعله واحدا من أفضل اللاعبين في التاريخ، والتي يأتي على رأسها الطموح والشغف المستمر، لتحقيق الأرقام القياسية.
ويعد رونالدو (39 عاما) الهداف التاريخي لكرة القدم، حيث عزز سجله المذهل بالوصول إلى 900 هدف خلال سبتمبر/أيلول الماضي، ولكن رغم ذلك، لم يتوقف شغفه وطموحه نحو المزيد من الأهداف.
لعنة الألفية
من المعروف عن رونالدو، قدرته المذهلة على التسجيل المستمر، سواء مع المنتخب البرتغالي أو الأندية التي لعب لها، ولكنه يعاني بشدة منذ وصوله إلى 900 هدف.
رونالدو وصل لهذا الرقم المثير يوم 5 سبتمبر/أيلول الماضي، عندما سجل هدفا في فوز البرتغال على كرواتيا (2-1) ضمن الجولة الأولى من دوري الأمم الأوروبية.
وأشار رونالدو بعدها إلى أنه يحلم بالوصول إلى 1000 هدف بدون أدنى شك، ولكنه أكد رغبته في الاستمتاع باللحظة الحالية.
وبدأ “صاروخ ماديرا” ركضه نحو الرقم التاريخي، بالتسجيل في الجولة الثانية ضد اسكتلندا في ليلة فوز البرتغال (2-1)، ثم تمكن بعدها من التسجيل في العديد من المناسبات التالية سواء مع النصر أو منتخب بلاده.
لكن المثير في الأمر، أن معدل رونالدو انخفض بشدة عن فتراته السابقة، حيث كان ينجح دائما في تسجيل هدفين أو أكثر خلال المباريات الدولية أو المحلية.
ولم يتمكن بعد الوصول للمئوية التاسعة، من تسجيل هدفين في مباراة واحدة، سوى خلال الفوز أمام بولندا بنتيجة (5-1)، حيث أحرز ثنائية وقدم تمريرة حاسمة، وفشل في القيام بنفس الأمر مع النصر على مدار الموسم الحالي حتى الآن.
وخلال أكثر من شهرين منذ وصول “صاروخ ماديرا” للهدف رقم 900، لم يسجل بعدها سوى 10 أهداف إضافية، وهو معدل منخفض للغاية عن السابق.
نحس رونالدو يصطدم بنيران ميتروفيتش
منذ أن بدأ رونالدو حلمه وراء الهدف رقم 1000، فإنه تراجع بشدة على مستوى صراع هدافي الدوري السعودي خلال الموسم الحالي، في ظل توهج الصربي ألكسندر ميتروفيتش مهاجم الهلال.
وسجل رونالدو 6 أهداف بعد مرور 10 جولات من دوري روشن السعودي، مقابل 8 للفرنسي كريم بنزيما مهاجم اتحاد جدة، و11 لصالح ميتروفيتش.
صحيح أن الموسم لا يزال طويلا، ولكن توهج ميتروفيتش مع قدرة بنزيما على التسجيل، فإن رونالدو قد يخسر الحذاء الذهبي الذي توج به الموسم الماضي، برصيد 35 هدفا.
وما يبرهن على تراجع رونالدو في دوري روشن على وجه التحديد، هو غيابه عن التسجيل في آخر 3 مباريات، حيث لم يشارك في التعادل مع الأخدود (3-3) ثم ظهر في التعادل مع الهلال (1-1) والانتصار على الرياض (1-0)، ولكنه لم يعانق الشباك.
بيولي يعطل سلاح رونالدو
بالنظر إلى المستوى الذي يقدمه رونالدو خلال الموسم الحالي، نجد أن أرقامه ليست سيئة، ولكنها أقل عن السنوات السابقة، حيث أحرز 10 أهداف وصنع 3 آخرين في 15 مباراة مع النصر.
ويعود السبب الرئيسي في تراجع رونالدو التهديفي مع “فارس نجد”، إلى الإيطالي ستيفانو بيولي مدرب “العالمي” والذي منح “الدون” العديد من المهام التكتيكية، بخلاف دوره كرأس حربة.
ويعتمد بيولي، كثيرا على رونالدو، في النزول لوسط الملعب من أجل المساهمة في بناء الهجمات، من أجل خلق المساحة للسنغالي ساديو ماني والبرازيلي أندرسون تاليسكا، وهو ما يجعله بعيدا عن منطقة الجزاء في بعض الأحيان، على عكس فترته مع المدرب البرتغالي السابق لويس كاسترو.
هذا بالإضافة إلى الاعتماد عليه في الأدوار الدفاعية سواء في الضغط العالي أو الارتداد السريع لمعاونة لاعبي وسط الملعب في افتكاك الكرة، وقد ظهر ذلك في مناسبات عدة، وخاصة مباراة العين الإماراتي في دوري النخبة الآسيوي.
لكن مع منتخب البرتغال لا يحصل رونالدو على نفس الأدوار، بل يتواجد دائما في منطقة الجزاء، مما ساهم في توهجه تهديفيا بالنسخة الحالية من دوري الأمم الأوروبية، حيث سجل 5 أهداف وقدم تمريرة حاسمة في 5 لقاءات.
وبالتالي، فإن رونالدو يواجه لعنة واضحة في رحلته نحو الألفية التهديفية، بسبب الأدوار التي يحصل عليها في النصر، فضلا عن إهدار بعض الفرص السهلة خلال المباريات السابقة.. فهل يتسبب بيولي في تعطيل سلاح “الدون” التهديفي؟