عاد المنتخب الإسباني، بفوز ثمين على نظيره الإنجليزي، بنتيجة (2-1)، في اللقاء الذي أقيم على ملعب ويمبلي، في أول مباراة للويس إنريكي، كمدرب لـ”لا روخا” في بطولة دوري الأمم الأوروبية.
ولم يحقق منتخب إسبانيا، الفوز من قبل على هذا الملعب التاريخي، منذ 37 عامًا، وتحديدًا خلال المباراة الودية التي أقيمت بينهما عام 1981.
ولكن كان لهذا الفوز التاريخي لمنتخب الماتدور عوامل كثيرة، نستعرضها في النقاط التالية: 1- استفاقة دافيد دي خيا
كان حارس مانشستر يونايتد الإنجليزي، أحد أكبر الشكوك للمدرب إنريكي، في مباراته الأولى، ولكنه سرعان ما أثبت أنه ما زال الحارس الأول للمنتخب الإسباني.
ورغم الانتقادات الشديدة التي وجهت له خلال مشاركته في مونديال روسيا 2018، عاد دي خيا في مباراة منتخبه مع “الأسود الثلاثة”، وعلى ملعبهم، ليثبت أنه أحد أفضل الحراس بالعالم، فقد أذاق المهاجم راشفورد ليلة مريرة، وأفسد محاولات هاري كين في هز شباكه، ونجح في إنقاذ “لا روخا” في أسوأ حالاته، وأعاد الطمأنينة المفقودة. 2- 10 لاعبين من 11 شاركوا في المونديال
بدأ المنتخب الإسباني، لقاء الأمس، بإشراك 10 لاعبين، من أصل 11 شاركوا كأساسيين بالمونديال، منذ شهرين ونصف فقط.
وأحدث إنريكي ثورة كبيرة خلال اختياره لقائمة اللاعبين المُشاركة في بطولة الأمم الأوروبية، إذ أشرك ساؤول، الذي لم يكن يُشارك من قبل، ورودريجو، الذي كان يلعب دورًا ثانويًا في السابق، وأيضا ماركوس ألونسو، الذي شارك في مركز الظهير الأيسر -إذ كان يسيطر عليه جوردي ألبا لسنوات طويلة- وقدم أداءً جيدًا وظهر بشكل مميز. 3- ساؤول.. عرض جيد وأول هدف في “عصر إنريكي”
في التصميم الجديد لخط وسط الماتدور، بعد اعتزال المخضرم أندريس إنييستا، ظهر اللاعب ساؤول، والذي قدم عرضًا جيدًا أمام إنجلترا، فهو لاعب يُوجد في جميع أنحاء الملعب، ويقوم بايقاف خطورة الخصم في ملعبه، وقطع الكرة وتحويلها لهجوم معاكس.
وأيضًا مفاجأة الجميع والتوغل لمنطقة جزاء الخصم، وهو ما حدث في لحظة إحرازه أول أهدافه “في عصر إنريكي”، وكان ساؤول أكثر اللاعبين تسديدًا على مرمى الخصم، وهو ما أظهر أهمية ذلك المركز الذي افتقد إليه المنتخب الإسباني في روسيا، وأدى إلى خروجه من الدور ربع النهائي. 4- هوية جديدة مع لويس إنريكي
كانت إسبانيا في حاجة للفوز، وتحقيقه على ملعب ويمبلي، ليعيد إليها هيبتها وقيمتها بعد سقوطها في مونديال روسيا، وبدأ إنريكي المباراة بطريقة اللعب من لمسة واحدة، التي تميز بها “لا روخا” خلال السنوات الماضية.
وحافظ أيضًا على أسلوب الضغط العالي، الذي بدأه مدرب المنتخب السابق جولين لوبيتيجي، إذ قام بالاستحواذ على الكرة واستمر في الهجوم دون فقد موقعه، وهو ما ظهر في نهاية المباراة بنسبة استحواذ (53%).
ووجه إنريكي لاعبيه بانهاء الهجمات والتسديد، كلما سنحت الفرصة، وهو ما حدث بمجموع 11 تسديدة، ورغم ذلك ظهرت ثغرات دفاعية ومساحات استغلها المنتخب الإنجليزي في لقطة هدفه الأول. 5- تألق بعض اللاعبين مع ظهور خافت لإيسكو
كان هناك لاعبين يمثلون العمود الفقري لمنتخب إسبانيا، وكانوا في أعلى مستوياتهم، ما عدا لاعب واحد، فقد كان دي خيا هو منقذ الفريق، وسيرخيو راموس قائد المنطقة الدفاعية، وذو شخصية قوية وواضحة على الجميع، وسيرجيو بوسكيتس، الذي سيطر على منطقة الوسط الدفاعي.
ولكن لم يظهر إيسكو، بالشكل المتوقع منه، ولذا يجب أن يوظفه إنريكي في مكان يناسب نظامه الجديد في اللعب، إذ ظهر اللاعب تائها وليس لديه مركز محدد، وكان معظم لعبه في الجانب الأيسر، وهو ما أطفأ سحره وبريقه، وبشكل عام لم يكن اللاعب الذي من الممكن أن يعوض غياب الرسام “إنييستا”.