أخذت مسيرة بول بوجبا، منحى جديدًا بعد إعلان نادي يوفنتوس فسخ عقده بالتراضي بين الطرفين، ليصبح النجم الفرنسي دون نادٍ بالفترة الحالية.
ورغم قُرب عودة بوجبا صاحب الـ31 عامًا إلى الملاعب في مارس/آذار المقبل بعد انتهاء أزمة المنشطات، دخل الفرنسي في دوامة جديدة برفض البيانكونيري بقائه والحصول على فرصة جديدة، ليبدأ رحلة البحث عن تجربة جديدة.
بداية مبكرة
مسيرة بوجبا بدأت في سن صغيرة، وتحديدًا في السادسة من عمره، عندما لعب لفئاب الشباب بأندية قرب مسقط رأسه، لكنه انتقل إلى لوهافر الفرنسي عام 2007 لمدة موسمين.
وفي 2009 بدأت مسيرته بمانشستر يونايتد عندما انتقل ولعب للفئات الدنيا هناك وبدأ تصعيده تدريجيا للرديف ثم إلى الفريق الأول بقيادة المدرب الأسطوري السير أليكس فيرجسون.
لكن مشواره بقميص اليونايتد لم يسر على ما يرام حيث لم يحصل على الفرصة اللازمة، ولم يشارك إلا في 7 مباريات فقط بموسم 2011-2012 ليغادر بنهاية الموسم صوب يوفنتوس.
قمة المجد
تزامن وصول بوجبا إلى يوفنتوس مع أحد أقوى أجيال السيدة العجوز، حيث بدأ النادي السيطرة على كل البطولات المحلية.
وأظهر بول ما يمتلكه من سحر في قدميه وصال وجال في وسط ملعب اليوفي، وفي 18 أغسطس/آب 2013، ظهر تأثيره الأبرز بعدما شارك كلاعب بديل بشكل اضطراري أمام لاتسيو بدلا من المصاب ماركيزيو في الدقيقة 20.
وبعد 3 دقائق فقط، تمكن بوجبا من وضع بصمته التهديفية بتسجيل أول أهداف اللقاء الذي انتهى بانتصار يوفنتوس بنتيجة 4-0، كما حصل الفرنسي على جائزة رجل المباراة.
ونجح بوجبا في نهاية عام 2013 في الحصول على جائزة الفتى الذهبي كأفضل لاعب شاب في أوروبا لهذا العام.
وبعد أيام، اختير بوجبا من قبل صحيفة الجارديان كواحد من أفضل 10 لاعبين واعدين في أوروبا.
تأثير بوجبا على وسط يوفنتوس كان كبيرا رغم صغر سنه، وفي أكتوبر/تشرين الأول 2014، تم اختيار الفرنسي من ضمن قائمة تضم 23 مرشحا للفوز بجائزة كرة الفيفا الذهبية، وكان بوجبا أصغر المرشحين عمرا حيث كان يبلغ من العمر 21 عاما فقط.
فاز بول بالعديد من الألقاب الجماعية مع اليوفي خلال 4 سنوات: الدوري الإيطالي (4 مرات)، كأس إيطاليا (2)، السوبر الإيطالي (2)، وكان قاب قوسين أو أدنى من الفوز بدوري الأبطال قبل أن يخسر النهائي رفقة فريقه عام 2015.
سقوط حر
كان قرار العودة إلى مانشستر يونايتد في 2016 بداية الهبوط في مسيرة بوجبا، خاصة أنه انتقل للشياطين الحمر في أسوأ فترات النادي بعد رحيل فيرجسون.
لكن على المستوى الدولي، واصل بوجبا توهجه بقيادته لمنتخب بلاده الفرنسي للفوز بكأس العالم 2018، عندما سجل هدفا في المباراة النهائية في الفوز 4-2 على كرواتيا.
أما على مستوى النادي، فتعرض الفرنسي لانتقادات عديدة طوال فترته الثانية في اليونايتد، ليقرر الرحيل مجددا بنهاية عقده عام 2022 ويعود ليوفنتوس، لكن مسيرته بدأت تتهاوى درجة بدرجة.
في موسمه الأول بعد العودة لليوفي، لم يشارك الفرنسي إلا في 10 لقاءات فقط، وغاب طوال الموسم لإصابات مختلفة، وفي الموسم التالي، شارك لدقائق معدودة في مباراتين فقط قبل أن يتلقى الضربة الأكبر بمسيرته بحظره من ممارسة كرة القدم بسبب تناول المنشطات.
تعرض بول للإيقاف 4 سنوات بسبب المنشطات، لكن العقوبة تقلصت بعد ذلك لـ18 شهرا، ليصبح بوجبا قادرا على ممارسة الكرة مجددا بداية من مارس/آذار 2025.
ورغم اقترابه من العودة للملاعب، تلقى بوجبا ضربة جديدة من يوفنتوس بقيادة مدربه تياجو موتا، الذي أبدى رفضا تاما لفكرة بقاء الفرنسي، رغم أن الأخير أعلن مرارا وتكرارا رغبته في البقاء بالنادي.
وقال بوجبا عن اليوفي: “أنا مستعد للتخلي حتى عن المال من أجل اللعب ليوفنتوس مرة أخرى. أريد العودة”.
مصير مجهول
أشار الفرنسي في تصريحات سابقة إلى أنه يريد العودة لوضعه الطبيعي في عام 2025 ولعب كرة القدم مجددا، مشددا على أنه سيحاول إظهار قدراته في الملعب وسعيه للعودة إلى كامل مستواه.
كما أقر بوجبا بأن فرصة العودة إلى منتخب فرنسا لاتزال موجودة، وأن الأمر متروك له لإقناع ديدييه ديشامب المدير الفني للديوك، بإمكانية عودته مجددا للمنتخب من خلال العمل بقوة.
ولم يرتبط بوجبا بالانتقال إلى أي نادٍ كبير بأوروبا في الفترة الأخيرة، وستكون هناك خيارات محدودة أمام الفرنسي مثل الانتقال لإنتر ميامي الأمريكي أو اللعب بالدوري السعودي.
وأصبح مصير بوجبا بيديه الآن إما العودة للواجهة مجددا وإنقاذ ما تبقى من مسيرته أو البقاء في دوامة الأزمات.