كتب ياسر الشهراني الظهير الأيسر للمنتخب السعودي والهلال، سطرا جديدا في كتاب التألق، بعد فترة طويلة مع المعاناة التي عاشها داخل وخارج الملعب.
وشارك الشهراني أساسيا خلال تعادل السعودية، دون أهداف، خارج الديار أمام أستراليا، أمس الخميس، في إطار منافسات الجولة الخامسة من التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم 2026.
وعاد الشهراني لارتداء قميص المنتخب السعودي للمرة الأولى بعد 238 يوما من مشاركته الأخيرة تحت قيادة المدرب الإيطالي السابق روبرتو مانشيني، حيث قرر المدير الفني الفرنسي الجديد هيرفي رينارد، الاستعانة بخبراته وقدراته الرائعة.
عاد من الموت
العودة من الموت، مصطلح ينطبق على وضع ياسر الشهراني بعد تألقه مع المنتخب السعودي في مباراة الأمس، وذلك نظرا للظروف الصعبة التي تعرض لها على مدار العامين الماضيين، حيث تنبأ البعض، بأن مسيرته اقتربت من النهاية.
وتنبأ البعض بنهاية مسيرة النجم السعودي لعدة أسباب، يأتي على رأسها تقدمه في العمر وتهميشه الواضح في الهلال تحت قيادة المدرب البرتغالي جورجي جيسوس منذ بداية الموسم الجاري.
وقرر جيسوس، التعاقد مع البرازيلي رينان لودي للتواجد بالجبهة اليسرى، وأشركه بصورة أساسية، بالإضافة لضم متعب الحربي كظهير ثان بداية من الموسم الجاري، لتصبح فرصة الشهراني صعبة للغاية، رغم إمكانياته المذهلة.
وبعيدا عن “الزعيم”، فقد تعرض الشهراني لمواقف صعبة، متمثلة في إصابته القوية ضد الأرجنتين في مونديال قطر 2022، حيث تلقى ضربة على مستوى الرأس، تسببت في تكسير عظام وجهه، ليخضع بعدها لعملية جراحية أبعدته عن الملاعب لأكثر من 4 أشهر.
وقبل عام واحد تقريبا، تلقى الشهراني صدمة جديدة، تتمثل في وفاة والده بعد صراع طويل مع مرض سرطان الدم، حتى وصل الأمر إلى خروج أحد أصدقائه بتصريحات سابقة، أكد خلالها أن النجم السعودي قال له نصا “لم أتذوق طعم الراحة خلال العامين الماضيين، بسبب إصابتي ومعاناة والدي”.
كل هذه الظروف، كانت كفيلة لتدمير مسيرة أي لاعب مع التقدم في العمر، ولكن الشهراني تحدى هذه الصعوبات، وظل يتدرب بصورة مستمرة، رغم تهميشه الدائم من جيسوس.
الشهراني يحرج الجميع
استغرب البعض من استدعاء رينارد للشهراني، بعد فترة طويلة من الغياب عن “الأخضر” وابتعاده عن المشاركة مع فريقه، ولكن النجم السعودي أحرج الجميع بتقديم 90 دقيقة نارية ضد أستراليا.
الشهراني قدم درسا رائعا على المستويين الفني والقيادي، حيث حمل شارة القيادة للمرة الأولى مع السعودية بعد عامين تقريبا، وكان على قدر المسئولية.
ولم يكن الشهراني، مجرد قائد يحمل الشارة فقط، بل كان الداعم الأول لزملائه في الملعب، بالإضافة لمستواه الفني البارز فيما يتعلق بافتكاك الكرة والتغطية الدفاعية ونقل الهجمة للأمام.
وبهذا المستوى المذهل، نجح الشهراني في العودة من الموت وأحرج الجميع بعد فترة من المعاناة والتشكيك في قدراته، بالإضافة إلى إعطاء جيسوس إنذار شديد اللهجة من أجل منحه الفرصة بالفترة المقبلة.
كذلك، رد الشهراني على مانشيني الذي استبعده من قائمة الأخضر بشكل دائم، والاعتماد على خيارات سيئة لم تؤت بثمارها طوال الفترة الماضية.