أخبار عربية

ملامح وأزمة مستمرة .. رينارد يزيل غبار مانشيني

By عدنان العصار

November 14, 2024

خطف الفرنسي هيرفي رينارد مدرب المنتخب السعودي، الأنظار في ظهوره الأول بعد العودة لمنصبه، خلال التعادل السلبي مع أستراليا، اليوم الخميس، ضمن الجولة الخامسة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026.

وشهدت مباراة الخميس، العديد من اللحظات المثيرة، ولكن التعادل كان سيد الموقف، لتظل الشراكة النقطية بين المنتخبين بعد مرور 5 جولات، حيث يمتلك كل منهما 6 نقاط، ولكن أستراليا تتفوق بفارق الأهداف.

وصحيح أن المباراة انتهت بالتعادل السلبي، ولكن هناك العديد من الملامح الجديدة التي ظهرت على المنتخب السعودي تحت قيادة رينارد، عكس الفترة الماضية مع المدرب الإيطالي السابق روبرترو مانشيني.

تحول فني وتكتيكي

خاض المدرب الفرنسي، مواجهة أستراليا، بشكل مغاير تماما عن أسلوب مانشيني، حيث ظهر المنتخب السعودي بطريقة (4-1-4-1) مع ضغط متقدم من بداية المباراة، بالإضافة لفرض الاستحواذ.

وحرص رينارد على الدفع ب 3 لاعبين في الوسط، وهم ناصر الدوسري ومصعب الجوير وفيصل الغامدي، ولكن الأخير حصل على أدوار دفاعية أكبر بالتواجد كمحور ارتكاز (6).

وقام الظهيران سعود عبد الحميد وياسر الشهراني بأدوار دفاعية مميزة، لمنع أصحاب الأرض من الاختراق من الأطراف، بالإضافة إلى المعاونة الهجومية في بعض الأحيان، وهو ما جعل المنتخب السعودي يظهر بشكل مختلف.

وفي الشوط الثاني، تراجع الأداء قليلا وغابت السيطرة عن الوسط، وهنا تدخل رينارد بسحب مصعب الجوير والدفع بعبد الله الخيبري، ليعود التوازن مرة أخرى، نظرا لقدرات الأخير على الافتكاك والركض دون توقف.

وما كان يميز رجال رينارد في المباراة، هو نقل الكرة بصورة سليمة في المساحات الضيقة ولعب التمريرات الطولية، حتى وإن ظهرت بعض الأخطاء البسيطة في وسط الملعب، والتي كاد أن يستقبل منها “الأخضر” هدفا على الأقل.

شخصية مختلفة

شهدت الفترة الماضية، غياب شخصية لاعبي المنتخب السعودي في أغلب المباريات تحت قيادة مانشيني، حيث ظهر بعضهم دون روح وحماس، بالإضافة إلى غياب الثقة.

لكن مباراة أستراليا، كانت مغايرة تماما، حيث عادت شخصية “الأخضر” في المنافسة حتى الرمق الأخير، والدليل هو هز الشباك في الوقت القاتل عن طريق سلطان الغنام، ولكن الحكم قرر إلغاء الهدف.

وتأتي الروح والشخصية، بعد تصريحات رينارد التي سبقت المباراة قبل أيام قليلة، والتي أعرب خلالها عن ثقته في المجموعة المتواجدة وقدرتهم على التأهل لكأس العالم 2026.

وبطبيعة الحال، نجح المدرب الفرنسي في شحذ همة اللاعبين وإعادة الروح لهم، حيث يجيد القدرة على إدارة غرفة خلع الملابس، بالإضافة إلى رغبته الدائمة في الاقتراب من جميع العناصر وحل المشاكل الداخلية، على عكس مانشيني.

توهج سعود عبد الحميد

يعتبر سعود عبد الحميد هو النجم الأول لمباراة السعودية وأستراليا، بسبب الأداء المذهل الذي قدمه، رغم ابتعاده عن المشاركة مع ناديه روما.

سعود كان بمثابة حائط صد للجبهة اليسرى في المنتخب الأسترالي، بالتواجد في خانة الظهير الأيمن، حيث اعترض الكثير من الكرات، فضلا عن إنقاذه التاريخي في الدقيقة 82، عندما أبعد الفرصة الأخطر لأصحاب الأرض قبل سنتيمترات قليلة من مرمى بلاده.

ورغم اعتماد “الكنغر” الأسترالي على إرسال الكرات الطولية خلف سعود عبد الحميد، نظرا لنزعته الهجومية الدائمة، إلا أنه كان ثابتا، ومنع العديد من المحاولات.

وحصل سعود على أعلى تقييم من قبل موقع “سوفا سكور” بواقع 8.2 درجة من 10، ليبرهن على براعته الشديدة، حيث تلقى إشادة كبيرة من رينارد ومدرب أستراليا في المؤتمر عقب المباراة.

وجاء تألق عبد الحميد بعد فترة من هبوط المستوى تحت قيادة المدرب الإيطالي، الذي كان يمنحه العديد من الأدوار التي لا تتناسب مع مركزه.

الشهراني يحرج مانشيني

أحرج ياسر الشهراني الظهير الأيسر للهلال، المدرب السابق مانشيني، بسبب المستوى المميز الذي ظهر به في مباراة اليوم، بعدما قرر رينارد استدعاء اللاعب للواجب الوطني.

الشهراني غاب لفترة طويلة عن المنتخب، بقرار فني من مانشيني، رغم فشل الأخير في إيجاد البديل واعتمد على عدة خيارات أخرى، لم تؤت بثمارها.

لكن رغم ابتعاد الشهراني عن المشاركة مع الهلال والأخضر وتقدمه في العمر، إلا أنه أثبت براعته الشديدة في مباراة أستراليا، بتحولات هجومية ودفاعية مذهلة.

فضلا عن قدرته الرائعة على الافتكاك وإرسال الكرات الطولية واللعب بقدميه اليمنى واليسرى ببراعة شديدة، حيث لم يختلف كثيرا عما قدمه سعود عبد الحميد.

أخطاء البليهي وأزمة مستمرة

رغم بعض الكرات التي أنقذها علي البليهي مدافع المنتخب السعودي في المباراة، إلا أنه عانى بشكل واضح من سوء التمركز بالخط الخلفي.

ونتج عن ذلك، نجاح المنتخب الأسترالي في الاختراق من العمق بأكثر من مناسبة، بالإضافة إلى خسارة الكرة في 10 مناسبات، كما كان البليهي الأقل تقييما بين لاعبي الخط الخلفي، بحسب موقع “سوفا سكور”، إذ حصل على 7 درجات من 10.

وبخلاف البليهي، فإن الخط الهجومي للمنتخب السعودي واصل عجزه، مثلما كان الوضع مع مانشيني، حيث فشل الثلاثي الهجومي في تشكيل أي خطورة، وهو ما اعترف به المدرب الفرنسي بعد المباراة.

فالأخضر يعاني منذ فترة طويلة في هذا الجانب، سواء في صناعة الفرص أو ترجمتها إلى أهداف، حتى مع وجود سالم الدوسري في المباريات الماضية، حيث شهد لقاء اليوم، فشل مروان الصحفي وصالح الشهري وفراس البريكان في تشكيل الخطورة المطلوبة.

حتى مع نزول الثنائي عبد الله الحمدان وعبد الله رديف، لم تظهر أي أنياب هجومية للمنتخب السعودي، وهو ما يتشابه مع وضع مانشيني خلال الفترة الماضية.