نجيب عبدالاله

عبدالسلام فارع

في أواخر الستينات من القرن المنصرم شهدت الحالمة تعز بروز وميلاد العديد من نجوم  كرة القدم في أكثر من ناد من أندية المحافظة وأبرزها – إبان تلك المرحلة الذهبية – أندية المركز الثقافي والمركز الحربي والعمال والهلال والصحة إلخ.. يوم أن كان للتواجد المصري دوره الفاعل في الجوانب الثقافية والرياضية من خلال الإعداد والتحضير لعديد المسابقات وبمشاركة من أبرز نجوم الكرة المصرية، وإبان تلك الفترة برز بطريقة لافتة نادي الصقر الرياضي الثقافي الذي انبثق يومها من ناديي الصقر والنصر.

لتأتي بعد ذلك عملية الدمج تحت مسمى الصقر، بعد أن تم الاتفاق على أن يؤخذ حرفات من كل ناد “الصقر+ النصر” ليشكلا الصقر.. ومنذ ذلك التاريخ في العام 67م والصقر يحلق في سماوات التميز والإبداع رياضياً وثقافياً. ونجم هذه الإطلالة من نجوم الصقر النجم الرائع والمبدع والجناح الطائر النجم الأسبق نجيب عبدالاله سلام الذي تميز بمهاراته العالية وانطلاقاته المدروسة التي غالباً ما كانت تؤتي أكلها في أكثر من مواجهة كروية في ظل تناغم ملحوظ لعناصر الكتيبة الصفراء، مثل نجمنا العملاق بن عبدالاله سلام ورفقاء دربه الأشاوس. فضل الدهبلي – منصور الدهبلي – والراحل عبدالله عتيق – علي ناجي الرويشان: – أحمد غالب – عيدروس محمد شمسان – أحمد الأغواني – عبدالله سعيد – والمهاجم الأسطوري فهد شهاب.

أما أجمل المباريات التي خاضها نجمنا الرائع نجيب عبدالاله مع ناديه الصقر فهي تلك التي كانت تجمع فريقه الأصفر أمام فرق الصحة والأهلي والطليعة إضافة إلى تلك المباريات لفريق الجوارح في كل من الحديدة وإب إلا أن أجمل المباريات والمواجهات السيمفونية الخالدة لنجمنا الصقراوي كانت تلك المواجهة التي جمعت الصقر أمام شعب صنعاء بنجومه الأفذاذ: الراحل جواد محسن- عادل مقيدح – علي الورقي – يحيى محمد أحمد  – الكالة – يومها تقدم الشعب بثلاثية نظيفة إلا أن الصقور عاودوا التحليق من جديد في ملعب المباراة وشنوا عديد الغزوات على مرمى الشعب لتسفر تلك الغزوات عن إحرازهم للتعادل بعد أن قلص القناص الماهر فهد شهاب النتيجة بإحرازه لهدفين جميلين ليأتي من بعده النجم عبدالعزيز مجذور بهدف التعديل منهيا اللقاء بالتعادل 3/3 .. ومن ضمن أهم المواجهات الكروية لنجمنا الأسبق نجيب عبدالاله  تلك المواجهة التي انتهت لصالح فريقه أمام الصحة بثلاثية نظيفة للجوارح، اضافة إلى تلكم المباريات الندية أمام شعب إب الذي كان يضم كوكبة من النجوم مثل: الضراب – الدكتور – العطاب.. هذا  إلى جانب تلكم المباريات التي خاضها الصقور مع فرق الساحل الغربي الأهلي والجيل يوم أن كان الناديان يضمان في صفوفهما مجموعة متألقة من النجوم، مثل الحارس البنا وشقيقه – عبدالجبار الأصبحي – محمد بشير – محمد سلطان – محمد الجهمي – طاهر دكان – عبدالله عبده سعيد.

وخلال تمثيله للمنتخب المدرسي لمحافظة تعز مطلع السبعينات سطع نجمه بصورة ملحوظة في ذلكم اللقاء الذي جمع منتخب تعز أمام منتخب صنعاء على ملعب المدرسة الصينية الفنية، أما على مستوى المباريات الخارجية فإن نجمنا العملاق أبا محمد سبق له أن خاض أكثر من لقاء كروي في جيبوتي أمام بعض الفرق الرياضية التي كانت تضم في صفوفها مجموعة من اللاعبين الفرنسيين وذلك في منتصف السبعينات حينما طعم الصقور صفوفهم – خلال تلك الزيارة والرحلة العربية الأفريقية – بنجوم الكرة: جواد محسن – الكالة – علي مسعد الملقب بالكونكورد والذي لعب لأكثر من ناد يمني ” الجيل – أهلي تعز – الصقر – أهلي الحديدة”.

ونجمنا العملاق والأسبق في صفوف الصقر نجيب عبدالاله بقدر ما يتذكر عديد المواجهات المفصلية للصقور يتذكر بعض المواقف الطريفة في ملاعبنا المستطيلة لفرق أخرى مثل ذلك الموقف الطريف والعجيب الذي أعقب إحدى المباريات بين الطليعة وأهلي تعز على وأحدة من الكؤوس المناسباتية حينما تسارعت الأيادي لانتزاعه من قبل لاعبي الفائز والخاسر في آن واحد، حيث ظفر البعض بقاعدة الكأس وانتزع البعض الآخر  ما تبقى منه .

بقي أن نشير إلى أن نجمنا الصقراوي الأسبق نجيب عبدالاله سلام يكن الكثير من الود والعرفان لمؤسسي الصقر وقياداته التاريخية ممن كان لهم قصب السبق في إشهار الصقر وتألقه وتحليقه مثل أول رئيس للنادي  صالح صبار ومن بعده الراحل عبداللطيف محمد علي عثمان ويحيى محمد عبدالاله ويحيى محمد عبدالجليل، وعبدالله عتيق لاعبا ومدربا.

هامش:  سبقني الزميل أحمد أبو منصر في الكتابة عن نجم الأهلي الأسبق حسين الأهجري، ولو أن حارسنا الراحل يحيى الظرافي كان حيا لكان شكره مع مدافعي الوحدة بطريقتهم الخاصة.

عندي إحساس عميق بأن رابطة قدامى الرياضيين ستتلمس هموم النجوم القدامى رغم كل الظروف الصعبة والمناخات المعقدة.

تمنيت لو كنت تعرفت على أريج الرياضة اليمنية اللواء علي الصباحي وذاكرة نادي الوحدة مطهر إسحاق منذ عقود مضت.