أي رئيس إتحاد كرة قدم في العالم، مهمته قيادة الهرم الكروي، وليس من مهامه وضع جدول الحكام أو جدول للمباريات. دوما يتم ايكال هذه المهمة لمتخصصين، مهمتم السهر على حسن تسيير النشاط، ليبدو الاتحاد في أحسن حالاته. هكذا تعمل لجان المسابقات والتحكيم في مختلف دول العالم، ولا غرابة أن نكون الاستثناء، اذا ما أصر نفس الأشخاص تكرار نفس الخطأ سنويا، وكأنها من لوازم الدوري. الحكام يصيحون، الحكام يبكون، الحكام يفشلون في اختبارات الشارة الدولية في الملعب وينجحون في التقارير.. كل هذا مسلسل سنوي. جديد هذا العام، أن حكاما يتم اختيارهم لإدارة مباريات في محافظات بعيدة، فيتسلفون ويبيعون ويسافرون ويتعبون، وما إن يصلوا لمكان المباريات، قاطعين مئات الكيلو مترات، حتى يقال لهم، عودوا بيوتكم لا نحتاج إليكم!!. أي منطق هذا؟ أليس من يقرر ذلك رؤية مسبقة عن العدد الذي يحتاج إليهم! ولذا لم تكن لديه هذه الرؤية من الأشرف له ترك المهمة لغيره. ما هي الحكمة التي يتم فيها ايكال مهمة التحكيم لغالبية حكام نفس المحافظة التي تستضيف المباريات؟ ألن يخلق هذا احتجاجات مستقبلية، خاصة في المباريات المهمة والفاصلة؟!. أما الفرق فما يحدث لها لا يقبله منطق، ففريق بسافر مئات الكيلو مترات، ليصل قبل المباراة بساعات، ويطلب منه لعب المباراة!! أليس لدى لجنة المسابقات معرفة بالمسافات؟ أليس لدى إدارة التجمع معرفة بروح القانون، من خلال تأجيل مباراة ذلك الفريق الواصل قبل ساعات من المباراة، أم أنه لا ينتظر إلا أن تنشر صورة اللاعب النائم تعبا، خلف مقاعد احتياط فريقه، ليصبح سخرية لحال كرتنا!!. مباريات تقام بعد صلا. الفجر ب ٤٥ دقيقة!! ما هي الفائدة من ذلك؟! هل أن اليوم تقلصت ساعاته إلى ٦٠ دقيقة بدلا عن ٢٤ ساعة!!. حالات من العشوائية ترتكب عن قصد لإظهار سوء حالة الاتحاد ولجلب السخط عليه، خاصة والانتخابات لا يفصلنا عنها إلا أسابيع. لمصلحة من هذه العشوائية؟ أم أنها أصبحت عادة وقطعها عداوة!!. طبعا مثل هذه التصرفات اللامسؤولة، يراد منها أن تهاجم وسائل الإعلام والجماهير شخصية رئيس إتحاد كرة القدم، مع أن ما يحدث ليس من مهامه، خاصة أنه اوكل الأمر لشخصيات رياضية لها وزنها. ينبغي على الاتحاد الا يلوم المنتقدين، بقدر يوبخ المسؤولين عن هذه العشوائية التي لا مبرر لها، الا تعمد إظهار الاتحاد بمظهر غير القادر على تسيير المسابقة. دوري أبطال المحافظات يحسب للاتحاد، ويجسد اللحمة الوطنية، فرأينا كيف أن فريق ردفان سقطرى لعب أمام سلام صعدة في صنعاء، ليرسل رسالة وطنية، كيف أن كرة القدم هي من توحد اليمنيين، وينبغي الابقاء عليها موحدة. الشيخ أحمد العيسي مطالب باجراء تحقيقات عن أسباب ما يحدث، وله ارتدادات سيئة على اللعبة والانتخابات على الأبواب، ولمصلحة من هذه العشوائية. العيسي سيكون هو الرئيس القادم لاتحاد الكرة، ولأجل ذلك هؤلاء مطمئنون، لا يهمهم شيء طالما وهم باقون في مناصبهم، رغم كل ما يحدث. نأمل من رئيس الاتحاد تعويض المتضررين من الفرق والحكام، فالخطأ ليس خطأهم، وليس عليهم تحمل تبعات أخطاء غيرهم.