الدوري الاسباني

مبابي تفاحة فاسدة .. هل يملك أنشيلوتي جرأة جوارديولا ومورينيو؟

By عدنان العصار

November 06, 2024

تحاصر الانتقادات كيليان مبابي نجم ريال مدريد في الفترة الأخيرة، خاصة بعد مباراة الكلاسيكو أمام برشلونة التي ظهر فيها بشكل باهت للغاية.

وما زاد الطين بلة على النجم الفرنسي، كانت الخسارة المهينة أمس الثلاثاء، ضد ميلان (1-3) على ملعب سانتياجو برنابيو في دوري أبطال أوروبا.

مبابي الذي انضم في صفقة مجانية لريال مدريد مطلع الموسم الحالي بعد نهاية عقده مع باريس سان جيرمان، لم يقدم الأداء المطلوب منه حتى الآن في المباريات الكبرى، فضلا عن معدل أهدافه الضعيف منذ بداية الموسم.

وسجل المهاجم الفرنسي خلال 15 مباراة خاضها في مختلف المسابقات، 8 أهداف وصنع هدفين فقط.

وكان الانضمام إلى ريال مدريد بالنسبة لمبابي بمثابة الحلم الذي تحقق في الصيف الماضي، ورغم احتفاء جماهير الملكي بالصفقة، إلا أنها بدأت تفقد الثقة في الفرنسي بشكل تدريجي.

الحصيلة التهديفية الضعيفة، ليست مشكلة مبابي الوحيدة مع ريال مدريد، لكن أكثر ما يلام عليه في الفترة الحالية، ضعف أدائه الدفاعي، وعدم الضغط بشكل جدي على مدافعي الخصوم، ما ينتج عن اللعب بحرية، ومن ثم تظهر الثغرات في وسط الملعب.

تكاسل دفاعي

بعض التقارير الصحفية تشير إلى أن أنشيلوتي ليس راضيًا عن دور مبابي الدفاعي، وتكاسله في واجباته الدفاعية التي تخل بمنظومة الفريق ككل وتورط لاعبي وسط الملعب وعلى رأسهم جود بيلينجهام الذي يبذل مجهودا مضاعفا لتغطية دور مبابي ما يؤثر على جانبه الهجومي.

وبالنظر إلى الخريطة الحرارية لمبابي في مباراة ميلان، فهو لم يتراجع خطوة واحدة بعد خط الوسط، حيث كان في وسط ملعب المنافس طوال الـ90 دقيقة.

ولم يؤد الفرنسي أي دور دفاعي لمساعدة زملائه طوال المباراة، رغم الأزمة الدفاعية والأخطاء الكارثية للاعبي الملكي أمام الروسونيري.

الأمر نفسه كان في مباراة الكلاسيكو، وظهر واضحًا في لقطة الهدف الأول، عندما تكاسل مبابي في الضغط، ما سمح لكاسادو بحرية الحركة، ليمنح روبرت ليفاندوفسكي تمريرة سحرية من وسط الملعب جعلته منفردًا بالمرمى.

انتقادات لاذعة

بخلاف الانتقادات الجماهيرية، تعرض مبابي لهجوم قاس من مواطنه تيري هنري أسطورة الكرة الفرنسية ونادي آرسنال، بعد مباراة ميلان أمس.

وقال هنري في تصريحات نقلتها صحيفة “ماركا”: “أعتقد أن الفريق بأكمله محبط من مبابي، الأمر ليس سهلًا بالنسبة له لأنه لاعب جديد”.

وأضاف: “علينا منحه الوقت الكافي، لكن عليه بذل مجهود أكثر ويشارك في النواحي الدفاعية، وهو ما لم يفعله أمام ميلان”.

وتابع: “جود بيلينجهام هو من يحاول دائمًا أن يشغل مركز 9، من خلال الركض وتشكيل الخطورة على مرمى المنافس، لأن مبابي يميل للعب كجناح أيمن”.

وأكمل: “الإرادة والرغبة بينهما مختلفة تمامًا، أنظر لمهاجمك الأساسي، فهو لا يقوم بواجباته ولا يساعد زملاءه عكس ما يقوم به بيلينجهام”.

وواصل: “لقد قام بيلينجهام بكل شيء، وفي النهاية، قام المدرب باستبداله، إذا كنت في مكانه سأغضب جدًا وأركل الزجاجة مثله”.

وأوضح: “نحن لا نطلب منه أن يحتفظ بالكرة مثل ديدييه دروجبا، ولا نطلب منه مراوغة الجميع، ولكن يجب أن يظهر بمستوى جيد سواء كان جناحًا أو في مركز 9 أو 10”.

ماذا يفعل أنشيلوتي؟

نجح أنشيلوتي مع ريال مدريد بصورة واضحة في فترته الثانية، وقاده لحصد دوري أبطال أوروبا مرتين في 2022 و2024، كما أنه في الموسم الماضي توّج بالليجا أيضًا دون مبابي، وبخطة متوازنة دفاعًا وهجومًا.

السؤال الدائر حاليًا، هل يملك أنشيلوتي نفس جرأة بيب جوارديولا عندما قرر إجلاس زلاتان ابراهيموفيتش على دكة بدلاء برشلونة في عز توهجه بعدما رأى أنه لن يخدم خطته؟

في موسم 2009-2010، عندما انضم السويدي إبراهيموفيتش إلى برشلونة تحت قيادة المدرب بيب جوارديولا، كانت هناك توقعات كبيرة بشأن تأثيره في الفريق. لكن سرعان ما بدأت العلاقة بين اللاعب والمدرب تتوتر.

أسلوب إبراهيموفيتش يعتمد على قدراته الفردية والقوة البدنية، بينما كان جوارديولا يفضل اللعب الجماعي والانضباط التكتيكي. هذا التباين جعل من الصعب على إبراهيموفيتش الاندماج الكامل في “تيكي تاكا” برشلونة.

ومع تطور ليونيل ميسي في دوره كمهاجم وهمي (False 9)، فضّل جوارديولا الاستفادة من ميسي في هذا المركز لزيادة تحركات الفريق وسرعته، ما أدى إلى تراجع أهمية إبراهيموفيتش في خط الهجوم وجلوسه على دكة البدلاء معظم الوقت.

ورغم أن إبراهيموفيتش قدم أداءً جيدًا في بداية الموسم، إلا أن مستواه في المباريات الكبرى لم يكن بالمستوى المطلوب، مما أدى إلى فقدانه للثقة تدريجيا.

كما أن العلاقة الشخصية بين إبراهيموفيتش وجوارديولا أصبحت متوترة مع الوقت، حيث ذكر إبراهيموفيتش لاحقًا في سيرته الذاتية أن جوارديولا كان يتجنب التعامل معه مباشرة. هذا التوتر انعكس على قرارات المدرب واختياراته.

مورينيو مثال آخر

الأمر نفسه حدث مع جوزيه مورينيو وكاكا في ريال مدريد، رغم أن البرازيلي كان من أبرز نجوم العالم وقتها.

عُرف مورينيو بأنه مدرب يعتمد على الانضباط التكتيكي والالتزام الدفاعي، وهو ما لم يكن يتماشى مع كاكا بشكل كامل.

كاكا كان يميل إلى اللعب الحر والإبداع الهجومي، بينما كان مورينيو يفضل استخدام لاعبين قادرين على أداء أدوار دفاعية وهجومية بفعالية عالية.

لهذا، اعتبر مورينيو أن كاكا لا يناسب أسلوب اللعب الذي أراد تطبيقه مع ريال مدريد.

خلال فترة مورينيو مع المرينجي، برز لاعبون آخرون في خط الوسط مثل مسعود أوزيل وأنخيل دي ماريا، اللذين كانا أكثر قدرة على تلبية احتياجات مورينيو الهجومية والدفاعية.

أدى هذا إلى تقليل الاعتماد على كاكا ووضعه على دكة البدلاء في العديد من المباريات المهمة.

ومع تزايد عدم مشاركة كاكا، بدأت علاقة اللاعب مع مورينيو بالتوتر، حيث صرّح كاكا لاحقًا أنه كان يسعى للعب بشكل أساسي وكان جاهزًا لإثبات قدراته، لكن مورينيو لم يمنحه الفرص الكافية.

من جانبه، رأى مورينيو أن كاكا لم يكن يستحق مكانًا أساسيًا بسبب مستواه المتراجع والإصابات المتكررة.

في نهاية المطاف، أدت هذه العوامل إلى تهميش كاكا، ليعود في 2013 إلى ميلان، حيث أراد استعادة مستواه في بيئة أكثر توافقًا مع أسلوبه وتطلعاته.