عاد المصري محمد صلاح نجم ليفربول، لإثارة الجدل من جديد عقب فوز فريقه على برايتون (2-1) في الجولة العاشرة من الدوري الإنجليزي الممتاز.
المباراة شهدت تسجيل الدولي المصري، هدف الانتصار، ليمنح ليفربول، فرصة العودة للصدارة، مستغلا سقوط مانشستر سيتي لأول مرة على يد بورنموث بنفس النتيجة.
لكن صلاح أفسد فرحة جماهير الريدز بعد ساعات، وذلك بعدما خرج بتغريدة عبر حسابه بموقع “إكس”، حملت رسالة مبهمة مثيرة للجدل.
رسالة صلاح تضمنت الاحتفاء بالانتصار والعودة للصدارة، لكنه ختمها بكلمات غامضة، جاء فيها “بغض النظر عما يحدث، لن أنسى أبدا شعور التسجيل في أنفيلد”، وكأنه يودع الملعب الذي اعتاد عليه طوال 7 سنوات.
مستقبل غامض
تتزامن هذه الرسالة الغامضة مع استمرار العد التنازلي لنهاية عقد صاحب 32 عاما، في يونيو/حزيران 2025.
ويبدو أن إدارة ليفربول لم تبدأ بعد مفاوضاتها مع صلاح وممثليه، من أجل تجديد عقده، الذي أوشك على الانتهاء في غضون أشهر معدودة.
ولهذا من المحتمل أن اللاعب المصري بدأ ممارسة ضغط غير مباشر على إدارة النادي، عبر توجيه رسالة مبهمة، يثير من خلالها الجدل، لتبدأ وسائل الإعلام الإنجليزية، طرح الأسئلة حول مستقبله داخل أنفيلد.
لكن هذه الرسالة الغامضة لم تكن الأولى، بل سبق لصلاح أن لفت الأنظار إلى نهاية عقده عقب مواجهة مانشستر يونايتد التي تألق فيها خلال سبتمبر/أيلول الماضي، مشيرا إلى أن “الموسم الحالي هو الأخير له في أنفيلد”، بالإضافة لتأكيده على عدم وجود محادثات حول التجديد.
محرك العرائس
هذا السيناريو ليس بجديد على صلاح وليفربول، بل سبق له الإدلاء ببعض التصريحات التي تمهد لرحيله عام 2022، حينما كان عقده على وشك الانتهاء.
ومارس رامي عباس محامي صلاح ومدير أعماله، هذه اللعبة، سواء خلف الكواليس أو بشكل مباشر عبر حسابه بموقع “إكس”.
وسلك عباس حينها، ذات الدرب، عبر نشر رسائل مبهمة، فسرتها وسائل الإعلام حينها بأن ثمة مشكلة في الكواليس بين صلاح وإدارة ليفربول.
هذا ما شكل ضغطا على الإدارة الإنجليزية، في ظل شعبية محمد صلاح بين جماهير ليفربول، التي لم ترد خسارته ورحيله، لا سيما في ظل ارتباطه بالانتقال إلى ريال مدريد أو برشلونة.
كما بدأت وسائل إعلام محددة، يرتبط رامي عباس بعلاقة وطيدة بها، نشر شائعات حول وجهات صلاح المحتملة حال رحيله عن ليفربول، مما أسفر في النهاية عن تحرك الريدز لتجديد عقده لمدة 3 سنوات، ومنحه أعلى راتب في تاريخ النادي.
لكن الفارق أن رامي عباس اكتفى بالصمت هذه المرة، وبدا أنه طلب من محمد صلاح، لعب هذا الدور بدلا منه هذا الموسم، ليصبح الصخب أعلى وبأثر أكبر.
وتعمد صلاح في المرتين، الخروج بعد مباراتين شهدتا تألقه أو إسهامه المباشر في فوز ثمين، سواء أمام المان يونايتد أو برايتون، لتحدث تصريحاته أثرا وضغطا أكبر على الإدارة التي تجاهلته حتى الآن، رغم تبقي 7 أشهر على انتهاء عقده.
ضغط السوشيال ميديا
في مارس/آذار 2021، وبالتحديد عقب استبدال صلاح أمام تشيلسي في الدقيقة 62 من زمن اللقاء، خرج اللاعب غاضبا بشدة من قرار مدربه يورجن كلوب.
لكن غضب صلاح لم يكن اللافت وحده في تلك الليلة، بل أعقبه عباس بتغريدة تضمنت “نقطة” فقط، مما أثار المزيد من الجدل حول مستقبل الدولي المصري وإمكانية رحيله بعد تلك الواقعة.
لم يكتف عباس بذلك في ظل سعيه نحو الحصول على عقد جديد لصالح من ليفربول، بالشروط التي ترضي لاعبه، بل قرر إشعال الأمور أكثر مطلع العام التالي، بعدما قام بالإشارة إلى حساب فابريزيو رومانو، الصحفي المتخصص في أخبار الانتقالات، موجها له رسالة جاء فيها: “كيف حالك؟ أشعر ببعض الملل هذه الأيام”.
وفسر البعض تلك التغريدة بأن رامي عباس يريد وضع اسم صلاح ضمن أخبار سوق الانتقالات، لمواصلة الضغط بكل ما أوتي من قوة على إدارة ليفربول.
هذا قبل أن يسخر بعدها بشهرين من تصريحات يورجن كلوب مدرب الريدز، الذي قال في مؤتمر صحفي في مارس 2022 عن مفاوضات التجديد لصلاح: “لا يمكننا فعل المزيد، فعلنا كل ما بوسعنا من أجله.. إنه قراره”، ليكتفي الكولومبي بنشر تعبيرات وجه ضاحكة بعد المؤتمر مباشرة.
وأثارت تلك التغريدة الساخرة من كلوب، غضب بعض عشاق الريدز وعدد من النقاد، وهو ما دفع أحد الكتاب لقول “هناك بعض الوكلاء الذين يتصرفون كالأطفال على مواقع التواصل الاجتماعي.. ليفربول لن يرضخ لمن يعتقد أنهم لا يزالوا في المدرسة الابتدائية”.
سلوت لا يهتم بالتغريدات
خرج أرني سلوت، مدرب ليفربول، في المؤتمر الصحفي لمواجهة الريدز وباير ليفركوزن، قائلا عن رسالة صلاح: “أنتم تفسرون الأمر بطريقة مختلفة، بالنسبة لي، أنا لا أنظر إلى منشورات اللاعبين، بل أتحدث معهم”.
وأردف: “صلاح في مكانة جيدة جدا في الوقت الحالي، كما هو حاله دائمًا مع ليفربول، كما أنه مستمر حتى الآن في تحقيق أرقام رائعة في الوقت الراهن”.
وأضاف: “ربما ينشر صورة أخرى بعد مباراة ليفركوزن، وكذلك بعد مباراة السبت في الدوري ، لكن هذا ليس مهما بالنسبة لي، فالأهم هو حديثه معي، وهو ليس كما تفسرون ما كتبه”.
وأكمل: “إذا كان هذا المنشور يشير إلى مستقبله، كان يمكننا أن نتحدث عن ذلك، لكنه ليس كذلك، دعونا نتحدث عنه مواجهة ليفركوزن، لأنهم يستحقون الاهتمام الأكبر”.