يحتاجُ الرياضي في أي مكان إلى شيئين يدعمان “طموحه” ليحقق حُلمه الذي يسعى إليه، اهتمام حكومي، وملعب أو صالة رياضية، يضيفُ إليهما “إرادته” فيتجه بهذا المزيج إلى المنافسة في مختلف البطولات داخل الديار وخارجها.
يصحو الرياضي في اليمن، فجأة من غمرة “الأمل” ليجد نفسهُ مُلقىً بين “تجاهل” حكومي، ومنشآتٍ رياضيةٍ “مدمرة” مجردُ خرابٍ، حولتها الحربُ إلى “أطلال” محشوة بالذكريات.
الملاعب التي جرفت الحرب رونقها، الصالات التي التصقت أسطحها بالأرض، تحولت إلى أكوامٍ من “حنين” يقف أمامها الرياضي، مندهشًا من قسوةِ المنظر.
مدرجاتٌ بلا حياة، إلا من أعشابٍ ضارة، ارتوت من قذائف السماء، فزادت المنظر رعبًا.
اليمنُ البلدُ الفقير، لم يكن طرازًا عالميًا في بنيته التحتية الرياضية، يفتقرُ إلى الكثير من مقومات الرياضة، وأبسط تفاصيل “النموذجية” يُعاني فيه الرياضيين، الذين يتقاسمون أوجاعهم بصمتٍ، أي إنجاز يتحقق لهذا الوطن المكلوم، هو حصيلة سنوات من الصبر – الكفاح – الاعتماد على الذات قبل المراهنة على مواردٍ مالية، تتعامل معها القيادة الرياضية في البلاد، ببخلٍ شديد، والكثير من اللامبالاة.
لا تزالُ آثار الحرب، غائرة في المنشآتِ الرياضية، اقتصادٌ منهار، يغض الطرف عن ترميم أو إعادة بناءٍ لملعب كان يومًا ينبضُ بالجماهير، التي صفقت لـ “بينية” ساحرة، أو هدفًا أكروباتيًا، ذات يوم، و صالة شهدت رمية ثلاثية لكرة السلة من المنتصف، أو صدًى تردد لضربات الكرة الطاولة.
اليوم، يحملُ الرياضيون الماء فقط في حقائبهم، يتدربون في المساحات الصغيرة المتوفرة على جنبات الملاعب والصالات، يتعاطون “المهارة” كجرعة دواء مُر، لا متسع لتنفيذ تكتيكات الألعاب المختلفة، يوازنون بين تدريباتهم، وما توفر من أمتار، يعرفون تمامًا أنه بمجرد أن تُلوح لهمُ الشمس بـ “الغروب” لا مجال لأخذ حصة تدريبية أطول، الظلام يُخيم على المدينة، وما تبقى من أطلال الملاعب، فالمنشآتُ المدمرة بلا كهرباء، الوطن كلهُ بلا روح، تبقى تلك البقعةُ المضيئة في قلب الرياضي اليمني، نافذة الحياة، والبقاء.