يتجدد الصراع مرة أخرى بين ثنائي جدة العريق، المتمثل في الاتحاد والأهلي، عندما يستضيف ملعب “الجوهرة المشعة”، واحدة من أقوى مباريات الكرة السعودية عبر التاريخ، غدًا الخميس.
وتترقب جماهير الكرة العربية، ديربي جدة، المقرر إقامته في إطار منافسات الجولة التاسعة من بطولة دوري روشن، حيث يسعى الاتحاد لتحقيق الفوز لمواصلة الصراع على القمة، إذ يحتل المركز الثاني بـ21 نقطة.
في المقابل، يرغب “الراقي” في الخروج من كبوته والعودة للطريق الصحيح من بوابة ديربي جدة، بعد بداية متراجعة في الجولات الثمانية الأولى والتي شهدت انتصاره في 3 مباريات فقط، محققا 11 نقطة في المركز الثامن.
الاتحاد في ثوبه الجديد
أصبح الاتحاد مدججا بالنجوم، بعدما أبرم العديد من الصفقات القوية التي أعادته للطريق الصحيح ومناطحة الهلال والنصر على القمة.
وأبرم الاتحاد عدة أسماء بارزة، وخاصة الثلاثي الجزائري حسام عوار والفرنسي موسى ديابي والهولندي ستيفن بيرجوين، بجانب لوران بلان، المدير الفني الذي تسلم المهمة مطلع الموسم الجاري، خلفا للأرجنتيني مارسيلو جاياردو.
وظهر الفريق الاتحادي بصورة مميزة على المستوى الهجومي بفضل هؤلاء النجوم، بجانب التوهج الكبير الذي ظهر به الأسطورة الفرنسي كريم بنزيما، حيث سجل 8 أهداف في 8 جولات، محتلا وصافة ترتيب هدافي دوري روشن.
ولا يقتصر دور بنزيما على التسجيل فحسب، بل أصبح أحد أهم العناصر في بناء الهجمة والتحول الهجومي، بتحركات مثالية بين الخطوط والتمركز المميز داخل منطقة الجزاء.
وظهر الفريق الاتحادي بتغيير واضح على مستوى التحولات الهجومية، بفضل سرعات موسى ديابي من الرواق الأيمن، وبيرجوين من الجهة المقابلة، مع ستارة دفاعية من ثنائي الوسط الفرنسي نجولو كانتي والبرازيلي فابينيو.
وما يميز “العميد” في الموسم الجاري، هو تقارب الخطوط والقدرة على بناء اللعب من الخلف، بفضل المدافع الشاب سعد آل موسى الذي يقدم مستويات جيدة سواء عن طريق الخروج من الضغط أو التعامل مع الصراعات الهوائية والأرضية وتغطية المساحات الفارغة.
وفيما يخص الأظهرة، فقد تمكن بلان من معالجة أزمة الجبهة اليسرى، عن طريق الزج بالمحترف الألباني ماريو ميتاي، وإعادة مهند الشنقيطي كظهير أيمن، بدلا من فواز الصقور.
كيف يتعامل الأهلي مع الحملة الفرنسية؟
يمتلك الاتحاد بين صفوفه عدة أسماء فرنسية بارزة، بفضل بنزيما الذي دفع الإدارة للجمع بين هؤلاء النجوم، فضلا عن إصراره على التعاقد مع مواطنه لوران بلان على رأس القيادة الفنية، وهو ما أحدث تطورا واضحا في بعض الأمور.
لكن رغم توهج الاتحاد الكبير، إلا أنه يعاني بعض نقاط الضعف كغيره من الأندية، وهو ما يمكن أن يستغله الألماني ماتياس يايسله، مدرب الأهلي الذي يجيد التعامل مع مباريات “العميد”.
النقطة الأولى تتمثل في الضغط على الاتحاد من الأمام ومنعه من بناء الهجمة، وغلق زوايا التمرير على ثنائي قلب الدفاع، ومنع مفاتيح اللعب من التحرك بحرية وخاصة بنزيما، مثلما فعل الهلال في ليلة حسم الكلاسيكو (3-1) بالجولة الرابعة.
أما النقطة الثانية، فتتمثل في الحرص الدفاعي للجناحين وتقديم المعاونة للظهيرين، وعدم ترك المساحات لديابي الذي يمتلك سرعات كبيرة ويشكل خطورة واضحة على الخصوم من الجهة اليمنى، وهو الأمر الذي جعله اللاعب الأكثر صناعة للأهداف بواقع 9 تمريرات حاسمة.
هذا وبالإضافة لإمكانية تنفيذ الهجمات المرتدة، في ظل الرعونة التي يعاني منها “العميد” في العملية الدفاعية، وخاصة من الجناحين وعوار الذي يعاني من قصور واضح في هذا الجانب، باعتراف بلان نفسه في تصريحات صحفية سابقة.
وبالتالي، فمن الممكن أن ينجح يايسله في استغلال هذه النقطة، عن طريق الإيفواري فرانك كيسي، بفضل رؤيته الجيدة في إرسال التمريرات والكرات الطولية في العمق للمهاجم الإنجليزي إيفان توني، مع قدرة الإسباني جابري فيجا على التحول كمهاجم وهمي ببعض الأحيان.
الكرات العكسية هي النقطة الثالثة التي قد يتفوق فيها الأهلي على الاتحاد، حال إرسال الكرات الطولية بصورة سليمة خلف ظهيري العميد، حيث يعاني الأخير كثيرا من مساحات بالجملة في الرواقين، ويمكن أن يستغلها الجزائري رياض محرز وفراس البريكان.
وحال تمكن يايسله من استغلال هذه النقاط وتكوين شراكة جيدة في وسط الملعب، لمنع الاتحاد من البناء وتضييق المساحات، فإنه سينجح في التعامل مع الحملة الفرنسية الخاصة بالنمور.
وما يدعم يايسله هو تفوقه على الاتحاد في مباراتي الموسم الماضي بالدوري السعودي، حيث حقق انتصارين بهدف دون رد في كل مباراة.