انتصر الهلال على منافسيه في سباق جديد بالكرة السعودية، إلا أن هذا التفوق ينذر بأزمة محببة للمدرب البرتغالي جورجي جيسوس خلال الفترة المقبلة.
وأطلق الاتحاد السعودي لكرة القدم شارة بدء سباق جديد وفريد من نوعه، عندما أعلن منح الأندية فرصة ضم لاعبيّن محترفيّن تحت سن 21 عامًا، بخلاف الأجانب الثمانية الكبار.
هذه الفرصة مثلت متنفسًا للأندية التي تعاني ضعفًا في بعض المراكز منذ الموسم الماضي، رغم وجود 8 محترفين كبار.
ومثلما كان الهلال النادي صاحب أفضل الصفقات في صيف 2023، حيث ضم لاعبين حسب احتياجاته، ما قاده للسيطرة على الألقاب المحلية، كان الزعيم أيضًا أكثر الأندية استغلالًا لبند المحترفين تحت السن.
الهلال، الذي اكتفى بـ3 صفقات فقط الصيف الماضي (بخلاف استعارة خالد الغنام)، نجح في سد الثغرات في صفوفه مع انطلاق الموسم الجاري، والنتيجة هي استمراره على قمة الدوري بعد الجولات السبع الأولى.
وجاء التعاقد مع جواو كانسيلو لتعويض غياب سعود عبد الحميد، فيما انضم متعب الحربي تحسبًا للرحيل المحتمل وقتها لرينان لودي، قبل أن ينفجر المحترف البرازيلي لاحقًا ويثبّت أقدامه في قائمة الفريق.
أما البرازيلي ماركوس ليوناردو فكان أفضل خيار لتعويض رحيل مواطنه ميشايل ديلجادو بعد فسخ تعاقده، مع استمرار غياب نجم السيليسياو نيمار دا سيلفا.
ليوناردو يرقص السامبا
بعد انقضاء 7 جولات من الموسم الجديد في الدوري السعودي للمحترفين، لا نحتاج مزيدا من الوقت للقول إن ليوناردو هو أفضل صفقة تحت سن 21 عامًا هذا الموسم.
وعرف الهلال كيف يستغل ميزانيته لشراء خدمات لاعب شاب واحد مقابل 40 مليون يورو، رغم أن اللائحة الجديدة تمنحه حق استقدام ثنائي أجنبي تحت السن.
فبعد 7 مباريات في كل البطولات، سجل ليوناردو 4 أهداف، كما وضع المحترف البرازيلي الشاب بصمته في البطولات الثلاث التي شارك بها حتى الآن، بواقع هدف في الدوري، ومثله في كأس الملك، وهدفين في دوري النخبة الآسيوي.
وحسب أرقام شبكة “سوفا سكور” المتخصصة، سدد ليوناردو على المرمى بمعدل تسديدتين في كل مباراة بالدوري، فيما يرتفع هذا المعدل في دوري النخبة الآسيوي (3.5 تسديدة في المباراة الواحدة).
وبينما لم يهدر ليوناردو أي فرصة كبيرة في مباريات الدوري، أضاع فرصتين كبيرتين في البطولة القارية، كانتا كفيلتين بزيادة غلته.
وبخلاف الانطلاقة المميزة رقميًا، استطاع ليوناردو التأقلم على بيئة الهلال بسرعة قياسية، حيث ظهر منذ المباراة الأولى وكأنه يلعب للزعيم منذ عدة مواسم.
ويمكن القول إن الهلال وجد شريكًا مثاليًا لألكسندر ميتروفيتش في الهجوم، كذلك لم يعد غياب النجم الصربي عن المباريات لأي سبب يزعج جيسوس، فالبرازيلي الشاب أثبت كفاءته مبكرًا.
صفقة الهلال الأبرز
وعند عقد مقارنة بين الصفقات الشابة التي أبرمتها الأندية الأربعة الكبار المملوكة لصندوق الاستثمار السعودي، سنجد تفوقًا ملحوظًا لصفقة الهلال الوحيدة.
فالبنظر إلى الغريم النصر، الذي استقدم الثنائي البرازيلي ويسلي تيكسيرا، وأنجيلو جابرييل في اليوم الأخير من سوق الانتقالات الصيفية الماضية، سنجد أنه لم يستفد من أي منهما حتى الآن.
ويسلي، الذي يلعب كجناح أيسر، لعب 4 مباريات حتى الآن في كل البطولات، لم يسجل أي هدف، فيما أحرز أنجيلو، الذي يشغل الجناح الأيمن، هدفًا وحيدًا في 5 مباريات.
ولم ينطلق اللاعبان بصورة مثالية مع النصر، ربما بسبب عدم الجاهزية البدنية.
وفي الأهلي، عطلت الإصابة البرازيلي ألكسندر دا كوستا، لاعب الوسط المدافع القادم من فلومينينزي، حيث لم يظهر في أي مباراة كأساسي حتى الآن، واكتفى بـ60 دقيقة مقسمة على 3 مباريات.
ولم تظهر بصمات ألكسندر على أداء وسط الأهلي، حيث يظل الثنائي فرانك كيسيه، وزياد الجهني مثلا الأفضل في هذه المنطقة.
كذلك لم يثبت الألباني الشاب ماريو ميتاي نفسه حتى الآن مع الاتحاد، بعد خوضه 4 مباريات، رغم تسجيله هدفًا رائعًا من مجهود فردي ضد القادسية.
أزمة محببة
وبالعودة إلى ليوناردو، فإن تألقه اللافت رغم وجود كوكبة من النجوم ينذر بأزمة خصوصًا بالتزامن مع عودة نيمار بعد تعافيه من الإصابة الطويلة غدًا الإثنين أمام العين الإماراتي في دوري النخبة الآسيوي، أو عند دخوله القائمة المحلية في يناير/ كانون الثاني المقبل.
إلا أن هذه الأزمة ستكون من النوع المحبب للمدربين، حيث سيجد جيسوس نفسه أمام حيرة في الثلث الهجومي، في ظل وفرة من النجوم، الذين لا يمكن التضحية بأي منهم.
فعند عودة نيمار، من المنطقي أن يحجز مقعده في مركز الجناح الأيسر، فيما سيحاول المدرب البرتغالي إيجاد مكان جديد للدوسري، الذي يجيد بدوره اللعب في الجانب الأيمن، أو في العمق كما يلعب مع المنتخب السعودي.
ولا يتقيد ليوناردو بمركز معين، فمنذ انضمامه للهلال لعب في أكثر من موقع، سواء كمهاجم ثانٍ بجوار ميتروفيتش أو كجناح أيمن، وكذلك كصانع ألعاب، كما كان الحال في الظهور الأخير أمام الفيحاء بالدوري.
وفي نفس الوقت لا يمكن المساس بميتروفيتش أو مالكوم، اللذين كانا ضمن أهم الأسباب التي قادت الزعيم لفرض هيمنته على المسابقات المحلية في الموسم الماضي من خلال مساهمات تهديفية حاسمة.
وبالتالي فإن جيسوس سيواجه معضلة فنية إذا أراد مواصلة الاستفادة من جهود ليوناردو في صفوف فريق يعج بلاعبين أصحاب النزعة الهجومية، إلا أنه قد يفكر في تغيير خطته لإيجاد أدوار جديدة لهؤلاء النجوم.