يواجه الألماني هانز فليك، مدرب برشلونة، تحديًا صعبًا قبل مباراة الكلاسيكو المرتقبة ضد ريال مدريد في قمة الدوري الإسباني، حيث سيكون مضطرًا للاختيار بين أمرين، أحلاهما مُر.
ويخرج برشلونة لملاقاة الغريم المدريدي على ملعب “سانتياجو بيرنابيو” يوم 26 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري في الجولة 11 من الليجا، بعد أيام قليلة من مواجهة بايرن ميونخ في الجولة الثالثة من الدور الأول بدوري أبطال أوروبا.
ويجد فليك نفسه في حيرة كبيرة بشأن اختيار الحارس الأساسي في مباراة الكلاسيكو بعد إصابة مواطنه مارك أندريه تير شتيجن بقطع في الرباط الصليبي.
وبعد إصابة تير شتيجن كان فليك مضطرًا للاعتماد على إينياكي بينيا، لكن النادي ضم البولندي فويتشيك تشيزني في “صفقة طوارئ” بعد إغلاق باب الانتقالات الصيفية، فإلى أي الخيارين سيذهب فليك؟
ويبدو أن كلا الخيارين سيمثلان مخاطرة من فليك أمام ريال مدريد، فلكل منهما جانبه السلبي، الذي سيخشاه المدرب الألماني في أول كلاسيكو له.
ذكرى مؤلمة
يواجه بينيا ضغوطًا نفسية هائلة بسبب تجربته الوحيدة السابقة في الكلاسيكو، حيث شارك في نهائي كأس السوبر الإسباني، يناير/ كانون الثاني الماضي، الذي أقيم بملعب “الأول بارك” بالعاصمة السعودية الرياض، عندما تلقى البارسا خسارة مذلة (1-4).
وقتها تلقت شباك بينيا رباعية، كان للبرازيلي فينيسيوس جونيور نصيب الأسد منها بتسجيل “هاتريك”، فيما وقّع مواطنه رودريجو على هدف واحد.
تلك الخسارة تثير قلق فليك وجماهير برشلونة من الحارس صاحب الـ25 عامًا قبل مواجهة ريال مدريد مجددًا، وهذه المرة في معقله، وبوجود فينيسيوس ضمن كتيبة نجوم الفريق الملكي، مع إضافة عنصر مُرعب جديد، هو كيليان مبابي.
كما أن هذا ليس السبب الوحيد وراء خوف فليك من الدفع ببينيا، وإنما أيضًا لأن أرقام الحارس الإسباني منذ إصابة تير شتيجن لا تبشّر بالخير، إذ فشل في إقناع الجماهير والإعلام بأن يكون الحارس الأول للبارسا.
ورغم خروجه بشباك نظيفة في 3 مباريات بكل البطولات، إلا أن استقباله 4 أهداف أمام أوساسونا في الخسارة 2-4 أضعف أسهمه بصورة كبيرة.
خبير يفتقد الجاهزية
مع تراجع مستوى بينيا، قد يتجه فليك للاعتماد على الوافد الجديد تشيزني، خصوصًا أنه يمتلك خبرة كبيرة وسمعة قوية في الملاعب الأوروبية، حيث قدم مواسم مميزة مع يوفنتوس، وكان أحد أفضل حراس المرمى في الدوري الإيطالي.
لكن المشكلة الرئيسية التي تواجه فليك في هذه الحالة هي عدم جاهزية تشيزني بدنيًا، فالحارس البولندي لم يخض مباريات قوية منذ فترة طويلة، ما يثير المخاوف بشأن قدرته على مواجهة الضغوط المتوقعة في مباراة بحجم الكلاسيكو.
لم يخض تشيزني أي مباراة منذ بداية الموسم الجاري، كونه فسخ عقده مع البيانكونيري، فيما ترجع آخر مباراة لعبها إلى يونيو/ حزيران الماضي، عندما حرس عرين المنتخب البولندي في مباراة النمسا بكأس أمم أوروبا 2024، حين استقبل ثنائية (1-2).
طوفان مدريدي
من ناحية أخرى، يتمتع ريال مدريد بتفوق هجومي كبير في مباريات الكلاسيكو الأخيرة، حيث استطاع تسجيل 13 هدفًا في آخر 4 مباريات بكل البطولات، وانتهت جميعها لمصلحة الميرنجي.
هذه الأرقام المرعبة في ظل ظروف حراسة مرمى الفريق الكتالوني تمثل صداعًا لفليك، الذي بات مجبرًا على الاختيار بين حارس لم يثبت نفسه، وآخر متمرس لكنه غير جاهز.
ويدرك فليك أن قراره بشأن حراسة المرمى يمكن أن يكون له دور مؤثر على نتيجة أول مباراة كلاسيكو له، وهي المواجهة التي قد ترسم ملامح موسم البارسا.