بحلول تشرين الثانى/نوفمبر المقبل سيصبح أفضل رياضي إسباني على مر العصور مجرد ذكرى، وذلك عندما يخوض رافائيل نادال مباراته الأخيرة في مسيرته الاحترافية في المرحلة النهائية من كأس ديفيز في مالاجا.
وبعد أن أعلن نادال أمس الخميس اعتزاله بنهاية الموسم، وضعت صحيفة “ماركا” الإسبانية العديد من التساؤلات كان أبرزها من سيبهرنا بالعودات المستحيلة وبأشياء لم نشهدها من قبل؟ من سيجعلنا نفرك أعيننا؟ من سيحول باريس إلى قطعة من إسبانيا بهيمنة غير مسبوقة في رولان جاروس؟ من سينقبل المشاعر والقوة والعاطفة والشجاعة والطاقة للعبة؟
العديد من الأسئلة تبقى منطقية في ظل مسيرة استثنائية قدمها الإسباني بتتويجات تاريخية بـ22 لقبًا في الجراند سلام و36 لقبًا في بطولات الأساتذة، ومباريات ملحمية لا تنسى أمام الثنائي روجر فيدرر ونوفاك ديوكوفيتش.
الكل يعرف حجم الإنجازات التي حققها نادال، ولكن للوقوف أكثر على مدى براعته يكفي النظر إلى الأرقام القياسية التي حققها، فهناك أرقام يتقاسمها مع آخرين، وهناك أرقام أخرى ينفرد بها وحده وهي ما سنسلط الضوء عليها.
بالطبع يبقى الرقم الفريد هو الفوز بـ14 لقبًا في رولان جاروس، وهو رقم قياسي في البطولة ورقم قياسي في أي بطولة أخرى من الجراند سلام.
ويعد رافائيل نادال اللاعب الوحيد في التاريخ الذي توج بكل ألقاب الجراند السلام، إضافة إلى الذهب الأولمبي في منافسات الفردي والزوجي أيضًا.
كما أن نادال هو اللاعب الوحيد الذي نجح في الفوز بلقب واحد على الأقل في الجراند سلام في كل عام لمدة 10 أعوام متتالية بين 2005 وحتى 2014.
وهو اللاعب الوحيد الذي فاز بلقب واحد على الأقل في الجراند سلام في 15 عامًا مختلفًا، كما يبقى أصغر من توج بكل ألقاب الجراند سلام وكان ذلك بعمر 24 عامًا.
ومن الأرقام الفريدة لنادال هو أنه اللاعب الوحيد الذي توج ببطولة في الجراند سلام مرتين على الأقل في 3 عقود مختلفة.
وتمكن نادال من الفوز بأربع بطولات في الجراند سلام دون خسارة أي مجموعة وذلك في رولان جاروس أعوام 2008 و2010 و2017 و2020، وهو رقم قياسي، وهو أكثر من حقق بطولات بشكل عام دون خسارة مجموعة بواقع 30 لقبًا ومن بينهم 26 لقبًا على التراب.
وهو اللاعب الوحيد الذي حقق نتيجة (6-0) أو (6-1) في 6 نهائيات في الجراند سلام، كما لم ينجح لاعب سوى نادال في الفوز بكل البطولات الكبرى على التراب في عام واحد، بفوزه برولان جاروس ومونتي كارلو وروما ومدريد في عام 2010.
وهو اللاعب الوحيد الذي فاز بثلاثية كندا وسينسيناتي وأمريكا المفتوحة في عام واحد وذلك في 2013، كما يبقى نادال اللاعب الوحيد الذي نجح في التتويج بلقب واحد على الأقل في العام لمدة 19 عامًا على التوالي بين 2004 و2022.
وبالطبع سينفرد ملك التراب بالرقم القياسي لأعلى نسبة انتصارات على الملاعب الترابية والتي تصل إلى 90,7% (479 انتصارا – 49 هزيمة)، وهو أكثر من توج بالألقاب على تلك الأرضية بـ63 لقبًا من بينهم 40 لقبًا في بطولات الجراند سلام والأساتذة.
وتبرز قوة نادال في كونه أكثر من تغلب على المصنف أول عالميًا بواقع 23 انتصارا، وهو الوحيد الذي أنهى بين المصنفين الأول والثاني عالميًا في 13 عامًا مختلفًا، والوحيد الذي بقى بين المصنفين العشر الأول عالميًا لمدة 912 أسبوع على التوالي ولمدة 18 عامًا على التوالي.
وفي بطولات الأساتذة هو أكثر من توج بلقب بطولة واحدة، وذلك برصيد 11 لقبا في مونتي كارلو، والوحيد الذي توج بثمانية ألقاب متتالية في بطولة واحدة وذلك في مونتي كارلو أيضًا (2005- 2012)، وأكثر من حقق انتصارات في بطولة واحدة بـ73 انتصارا (مونتي كارلو).
ولم ينجح سوى نادال في الفوز بلقب واحد في بطولات الأساتذة على الأقل في العام لمدة 10 أعوام متتالية بين (2005- 2014).
ومن الأرقام الفريد أيضًا هو كونه اللاعب الوحيد الذي توج بلقب أمريكا المفتوحة دون أن يتعرض لأي نقطة لخسارة الإرسال في المباراة النهائية وكان ذلك في 2017.
ويبقى نادال اللاعب الوحيد الذي اعتلى صدارة التصنيف العالمي في 3 عقود مختلفة، وهو صاحب أطول سلسلة انتصارات متتالية على أرضية واحدة، بواقع 81 انتصار على التراب بين عامي 2005 و2007.
وبالطبع هناك أرقام قياسية أخرى لا تحصى يتشارك فيها مع لاعبين آخرين، ولكن تبقى الأرقام التي يحملها وحده أكبر دليل على الفراغ الكبير الذي سيتركه في ملاعب الكرة الصفراء.