بايرن ميونخ بين هيمنة جوارديولا وكوارث كومباني الدفاعية

حظي بايرن ميونخ ببداية جيدة للغاية للموسم الجاري، بتصدر جدول ترتيب الدوري الألماني برصيد 14 نقطة بعد خوض 6 جولات.

ولكن مع الجودة الهجومية العالية والهيمنة التامة على المباريات بأسلوب يحاكي بيب جوارديولا في حقبته مع الفريق، ظهرت معاناة العملاق البافاري مع مدربه البلجيكي فينسان كومباني الدفاعية بصورة واضحة، وخاصة عند مواجهة الفرق الكبرى.

الضغط

بفضل الكثافة الهائلة للاعبي بايرن ميونخ في وسط الملعب، بات البافاري يملك خيارات عديدة للتمرير، وبالتالي الحفاظ على الاستحواذ والسيطرة على المباراة.

ووصل معدل استحواذ البايرن هذا الموسم إلى 66% بالمباراة الواحدة وهو الرقم الأفضل في الدوري، كما يتصدر أيضًا معدل التمريرات الصحيحة التي وصلت 91%، بحسب أرقام الموقع الرسمي للبوندسليجا.

وعند فقدان الكرة، يلجأ البايرن إلى الضغط العالي الشديد من الأمام لاستعادة الكرة سريعًا، والأمر ذاته يتعلق عند محاولة الخصم بناء اللعب من الخلف.

ويتسبب هذا الضغط المستمر في خلق البايرن لعدد أكبر من الفرص، في ظل استعادة الكرة في الأمام، وبالتالي تكون المسافة قصيرة أمام مرمى الخصم.

وبفضل ذلك، تحصل البايرن على 113 محاولة على المرمى في أول 6 مباريات، وهو رقم لا يتفوق عليه سوى حامل اللقب باير ليفركوزن، ووصلت قيمة الأهداف المتوقعة للبايرن 14.3 هدف وهو ثالث أعلى رقم في الدوري الألماني، ومع ذلك نجح البافاري في تسجيل 20 هدفًا حتى الآن.

أسبوع بدون انتصار

على الرغم من البداية القوية للموسم، إلا أن جماهير البايرن غير راضية بنسبة 100% بعد التعادل أمام باير ليفركوزن وآينتراخت فرانكفورت في آخر مباراتين، والخسارة أمام أستون فيلا بينهما في دوري الأبطال.

ويقدم البايرن أسلوبا جذابا، ولكن تتسبب الكثافة العددية التي يضعها في وسط الميدان، في ترك مساحات على الأجنحة، وعند دمج تلك المساحات مع خط الدفاع المتقدم الذي يعتمد عليه البايرن، تكون هناك أزمات دفاعية واضحة للفريق ومساحات كبيرة خلف الثنائي دايو أوباميكانو وكيم مين جاي لا يستطيعان تغطيتها، على الرغم من السرعة التي يتمتعان بها، وتقدم مانويل نوير الدائم عن مرماه لتغطية الهجمات المرتدة.

وعند لجوء البايرن للضغط العالي لاستعادة الكرة من الأمام، في حال واجه خصما يمتلك لاعبين مميزين في الخروج بالكرة، يكون من السهل ضرب ضغط البايرن.

وتكون الأمور أصعب على البافاري، عند امتلاك الخصوم لاعبين أصحاب سرعة وقدرة على الإنهاء، كما كان حال فرانكفورت رفقة المصري عمر مرموش، حينها يصعب على البايرن الدفاع أمام الهجمات المرتدة.

الفاعلية

استقبل البايرن 7 أهداف في أول 6 مباريات في الدوري الألماني، ولم يحافظ على نظافة شباكه سوى مرتين، واستقبل أيضًا 3 أهداف في أول مباراتين بدوري الأبطال.

وفي آخر 16 عامًا، لم يتخط معدل الأهداف التي يستقبلها البايرن في الدوري أكثر من هدف واحد في المباراة في أول 6 جولات، سوى في موسم (2020- 2021) باستقبال 9 أهداف.

ولم يتعرض مرمى البايرن سوى لـ 32 تسديدة هذا الموسم وهو الرقم الأفضل في الدوري، بفارق كبير عن أقرب رقم الذي يصل إلى 59 تسديدة، ومع ذلك يسكن شباك البايرن هدف، من كل 4 أو 5 تسديدات، ولم يتمكن نوير من التصدي لنصف التسديدات التي واجهها هذا الموسم، حيث وصلت نسبة تصدياته إلى 46% فقط.

الحل

يتواجد الثنائي جوشوا كيميتش وألكسندر بافلوفيتش في وسط الميدان، ويقدمان للبايرن أفضلية الاستحواذ على الكرة، ولكن لا يتميز أي منهما بجودة قطع الكرة، بالتالي يكمن الحل لمنح التوازن للبايرن في جواو بالينيا.

وعند إشراك بالينيا، سيعود كيميتش إلى الظهير الأيمن، وسيعود رافائيل جيريرو للجانب الأيسر ويتحول أسلوب اللعب إلى (4-3-3)، ولكن سيعني ذلك التضحية بأي من سيرجي جنابري أو مايكل أوليسيه أو جمال موسيالا في الأمام.