يشتهر فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد، برغبته في اقتناء النجوم وضمهم إلى الفريق الملكي، في سبيل تكوين مجموعات من “الجلاكتيكوس”.
وكون بيريز فريقا مدريديا يضم أسماء خيالية مطلع القرن الجاري، على غرار زين الدين زيدان ورونالدو البرازيلي ولويس فيجو ودافيد بيكهام وروبرتو كارلوس وراؤول جونزاليس وغيرهم.
ثم أعاد الكرة بعدها بسنوات باستقطاب كريستيانو رونالدو وكاكا وكريم بنزيما وتشابي ألونسو ومسعود أوزيل وأنخيل دي ماريا.
ومؤخرا طارد بيريز كيليان مبابي لسنوات، حتى نال مراده بارتداء النجم الفرنسي القميص الأبيض.
لكن أكبر أحلام رئيس الريال التاريخي لم تتحقق، حيث كان يرغب بشدة في صفة خرافية تتمثل بضم الأرجنتيني ليونيل ميسي أسطورة برشلونة، وسعى خلفه في 2012، لكن البرغوث رفض السير على خطى لويس فيجو، ولم يقبل بخيانة الكتلان والانتقال إلى الغريم التقليدي.
وفي حلقة جديدة من سلسلة “ماذا لو؟”، نستعرض معكم إجابة افتراضية على سؤال “ماذا لو وافق ميسي على الانتقال إلى ريال مدريد؟”.
خيانة برتغالية
في صيف عام 2000، كانت الانتخابات المدريدية على صفيح ساخن، وبحث فلورنتينو بيريز عن حسمها بأي طريقة، ولم يجد وعدا انتخابيا أفضل من التلويح بالتعاقد مع نجم برشلونة لويس فيجو، المرشح الأول للفوز بالكرة الذهبية آنذاك.
وكان السبيل الوحيد لضم فيجو هو دفع الشرط الجزائي في عقد اللاعب مع برشلونة، المقدر بـ62 مليون يورو، ومثل هذا رقما ضخما للغاية آنذاك، ما جعل عديد المشجعين يعتقدون باستحالة إتمام الصفقة.
ما زاد من تعقيد الموقف هو خروج فيجو على الملأ لنفي أنباء الرحيل للملكي، وتأكيده الاستمرار مع البارسا.
إلا أنه عقب نجاح بيريز، أعلن ريال مدريد التعاقد مع فيجو في صفقة تاريخية قلبت العالم الكروي، وجعلت البرتغالي “الشيطان الأكبر” في عيون مشجعي البارسا.
وكانت زيارات النجم البرتغالي إلى ملعب كامب نو بعد ذلك، بمثابة الكوابيس، في ظل الهتافات والتصرفات العدائية تجاهه من مشجعي البارسا، والتي وصلت لإلقاء أحدهم “رأس خنزير” على اللاعب في إحدى المباريات.
ويمكننا تخيل بسهولة تكرار هذا السيناريو وربما أكثر، حال موافقة ليونيل ميسي على الانتقال لريال مدريد في 2012.
فالغضب الكتالوني وقتها كان سيصبح عارما، في ظل قيمة البرغوث والإنجازات التي حققها مع البارسا، وفي القلب منها الفوز بالكرة الذهبية 4 مرات متتالية، فضلا عن التتويج بالسداسية التاريخية في 2009، ودوري الأبطال 3 مرات في 2006 و2009 و2011.
ثنائية خارقة وهيمنة تامة
سجل كريستيانو رونالدو في مسيرته مع الأندية، رقما قياسيا من الأهداف، يناهز 766 هدفا حتى لحظة كتابة هذه السطور، كما قدم 240 تمريرة حاسمة.
أما ليونيل ميسي فقد صنع في مسيرته مع الأندية 356 هدفا “رقم قياسي تاريخي”، وأحرز 738 هدفا.
ومع وجود الأفضل تهديفيا في التاريخ من ناحية الأرقام “رونالدو”، والأعظم في الصناعة بهذا الجانب “ميسي”، في فريق واحد، من السهل توقع أن يصنع البرغوث 100 هدف على الأقل لصاروخ ماديرا، وأن يرد الدون بإهداء ليو ما يتراوح حول 50 أسيست.
ويعد الفرنسي كريم بنزيما أكثر من صنع أهدافا للدون، برصيد 42 تمريرة حاسمة فقط.
من النجم؟
شغل صراع ميسي ورونالدو على جائزة الأفضل في العالم من مجلة فرانس فوتبول “الكرة الذهبية”، بال العالم لسنوات طويلة.
وحصد الأرجنتيني هذه الجائزة الرفيعة 8 مرات، في حين نالها غريمه البرتغالي في 5 مناسبات.
ومن المؤكد أنه لو كان الثنائي سويا في ريال مدريد لتغيرت معطيات المنافسة على الكرة الذهبية تماما، ولكانت هناك خريطة جديدة للفائزين بالبالون دور.
فربما كان أحد الأسطورتين سيفرض هيمنته وسيصبح النجم الأبرز في الفريق، ووقتها كان سيحتكر الجائزة لسنوات عديدة.
أما في حال فشل الريال في أي موسم، فإن الثنائي كان سيصبح في الغالب خارج حسابات الفوز بالجائزة في هذا العام.