الأندية وأهمية الشراكة المجتمعية .. د.محمد النظاري

نخطئ حينما نحشر الأندية في زاوية الألعاب الرياضية، بالرغم من أن ذلك يمثل جزء كبير من نشاطها، ولكنه لا يمثل كل النشاط.
تسمية الأندية الرياضية في بلادنا يضاف إليه الثقافي الاجتماعي، فعل اضافتهما نوع من زيادة الأحرف ، أم لأن قانون انشائها ينص على ذلك؟.
تفتقد غالبية الأندية الرياضية في اليمن للشراكة مع المحيط ثقافيا واجتماعيا، وجل عملها ينصب في الجانب الرياضي، والغريب أن كثير من الأندية لا هي تميزت رياضيا ولا هي خصصت من نشاطها للثقافة والمجتمع.
في إحدى زيارات الجهات التي سبق لها تنظيم مهرجانات للفاكهة اليمنية، إلى نادي وحدة صنعاء، انبهرت بما يحتويه النادي من بنية تحتية للألعاب المختلفة، ومساحات بينية لممارسة رياضة المشي، والجلوس مع الاهل، كما هو موجود في الدول الأخرى.
اللجنة التحضيرية المنظمة لمهرجان الفواكه اليمنية (التفاح- الرمان- العنب- التمور) برئاسة وكيل أمانة العاصمة الأستاذ علي قاسم اللاحجي والمهندس فضل النجار نائب مدير عام الوحدة الزراعية والمهندس بلال العماد مدير المراجعة بوحدة تمويل المشاريع والمبادرات الزراعية والسمكية بأمانة العاصمة، وجدت ضالتها في النادي، وقررت إقامة المهرجان فيه ابتداء من ال١٧ اغسطس الجاري.
قد يبدو الأمر غريبا على البعض، عندما يسمع بأن أحد الأندية سيحتضن مهرجان كذا او كذا، ولو يعلم الرابط المجتمعي الذي سيحدث من خلال زيارة الالاف من الذين لم يسبق لهم دخول أي نادي رياضي، وهذا بحد ذاته مكسب كبير، وسينتج عنه دفع الأهالي باولادهم لممارسة الرياضة فيه.
من الناحية الوطنية، يعد إقامة المهرجانات التي تقام لتشجيع المنتج المحلي، أحد الإيجابيات التي قام بها رئيس النادي الاستاذ أمين جمعان، في ربط النادي بمحيطه، وعدم جعله مكانا للرياضيين.
اي زائر لنادي الاهلي القاهري او الزمالك او الترجي او الرجاء البيضاوي او….الخ من الأندية التي هي اجتماعية في المقام الأول، بل وتحرص الأسر على قطع بطاقات اشتراك في النادي للاستراحة وتغيير الجو فيه، وهذا ما نجده في نادي وحدة صنعاء.
سيحتضن النادي صباح الثلاثاء القادم ١٣ اغسطس ندوة ثقافية عن تشجيع المنتج المحلي ومقاطعة المنتجات الصهيو أمريكية. يحاضر فيها رئيسا جامعتي صعدة والبيضاء، وتنظمها وحدة تمويل المشاريع والمبادرات الزراعية والسمكية بأمانة العاصمة، من خلال توجه مديرها التنفيذي المهندس عبد الملك الانسي لاقامة الندوات والمهرجانات والمؤتمرات .
نتمنى أن تتحول جميع الأندية الرياضية اليمنية إلى بيئة جاذبة للأسر، لا أن تبقى مكانا لاقامة المباريات فقط، بالرغم من أهمية ذلك.
ونحن نشاهد السيول التي اجتاحت محافظات ذمار والحديدة وحجة، جراء الأمطار الغزيرة، وما نتج عنها من استشهاد مواطنين وتشرد آخرين وتضرر منازل وطرق ومشاريع خدمية، نتوجه إلى المولى عزل وجل برحمة الشهداء وشفاء المصابين وجبر خاطر المكسورين، وعلى الدولة إعانة الجميع وتعويضهم بما يعيد لهم ما فقدوه .