اخبار عالمية

ميكالي..راقص السامبا في طريق الأشواك من أجل حلم الفراعنة التاريخي

By عدنان العصار

August 06, 2024

لم يكن أكثر المتفائلين للمنتخب المصري الأولمبي، يتوقع أن ينافس على ميدالية في منافسات كرة القدم بدورة الألعاب الأولمبية التي تقام في العاصمة الفرنسية باريس.

وتأهل الفراعنة إلى نصف النهائي للمنافسات الأولمبية بعد غياب دام 60 عاماً تحت قيادة المدرب البرازيلي ميكالي بعد الفوز على باراجواي بركلات الترجيح.

وتبخرت أحلام الفراعنة في بلوغ المباراة النهائية بعد الخسارة أمام فرنسا بنتيجة 1-3 في مواجهة دور الأربعة التي امتدت إلى 120 دقيقة.

وأصبح المنتخب المصري باحثاً مع ميكالي عن تحقيق أول ميدالية أولمبية في تاريخه، حين يواجه المغرب مساء الخميس في لقاء تحديد المركز الثالث.

ميكالي قاد منتخب بلاده لحصد أول ميدالية ذهبية في تاريخ البرازيل في دورة الألعاب الأولمبية 2016 في ريو دي جانيرو.

ولكن مهمة راقص السامبا مع الفراعنة، أصبحت كالسائر على الأشواك، فرغم الإشادات التي تلقاها المنتخب المصري ومدربه ،إلا أن الجميع تخلى عنه في أولمبياد باريس ولكنه يحارب من أجل تحقيق حلم تاريخي.

أزمة المواهب

عانى منتخب مصر الأولمبي من أزمة واضحة في عدم وجود مواهب كبيرة تستطيع صناعة الفارق سوى إبراهيم عادل نجم بيراميدز.

ولا يضم المنتخب الأولمبي المصري لاعبين مميزين من جيل مواليد 2001 من ناديي الأهلي والزمالك وهو ما أفقده تفاعل الجماهير المصرية بعكس ما حدث مع أجيال سابقة، مثل الجيل الذي شارك في أولمبياد طوكيو 2016 الذي كان يقوده رمضان صبحي نجم الأهلي وقتها، كما أن أولمبياد لندن 2012 شهدت تواجد محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي وانضم له ثلاثي الأهلي محمد أبوتريكة وأحمد فتحي وعماد متعب.

ووجد ميكالي نقصاً واضحاً في العديد من المراكز وتحديداً خط الهجوم، وهو ما ألقى بظلاله على مشوار الفراعنة نحو التأهل للأولمبياد، إلا أن المدرب البرازيلي نجح بخططه الدفاعية المحكمة في غلق المساحات، والاستفادة من قدرات إبراهيم عادل أفضل لاعب في بطولة كأس أفريقيا تحت 23 عاماً.

مشاركات محدودة

الأزمة التي زادت صعوبة مهمة ميكالي مع الفراعنة، تمثلت في عدم مشاركة أغلب عناصر هذا الجيل بصفة مستمرة مع فرقهم بالدوري المصري، بجانب عدم وجود قاعدة من اللاعبين المحترفين في أوروبا.

وبالنظر إلى تشكيلة الفراعنة، لا يشارك حمزة علاء حارس المرمى إطلاقاً مع فريقه الأهلي، كما أن أحمد عيد الظهير الأيمن يجلس بديلاً باستمرار مع المصري، ونفس الحال للظهير الأيسر كريم الدبيس مع الأهلي، بينما يلعب حسام عبد المجيد في صفوف الزمالك.

ويبدو خط الوسط أفضل حالاً بمشاركة محمد شحاتة مع الزمالك، وأحمد نبيل “كوكا” على فترات مع الأهلي، بجانب إبراهيم عادل مع بيراميدز وأسامة فيصل مع البنك الأهلي.

ولكن هناك فوارق واضحة بين الأساسيين والبدلاء، بجانب عدم مشاركة أغلب البدلاء بصفة مستمرة، وهو ما يفقدهم الجاهزية البدنية، بخلاف أن ميكالي ضم لاعبين محترفين في أوروبا هما عمر فايد مدافع نوفي بازار الصربي المعار من فنربخشة التركي، وأيضاً بلال مظهر مهاجم فريق الرديف بنادي باناثيناكوس اليوناني، وهما لا يشاركان منذ فترة بسبب نهاية المنافسات مع فرقهما قبل الأولمبياد بفترة.

إعداد هزيل

عانى ميكالي أيضاً من إعداد هزيل لمنتخب مصر قبل أولمبياد باريس، رغم الوعود بإقامة معسكر طويل، ولكن رابطة الأندية رفضت تأجيل الدوري المصري لإعداد المنتخب الأولمبي، بعكس ما يحدث مع المنتخب الأول بقيادة حسام حسن.

وتكرر نفس الأمر من جانب الاتحاد المصري بعدم توفير مباريات ودية لفراعنة الأولمبي، سوى لقائين بالقاهرة ضد كوت ديفوار واللعب في فرنسا ضد أوكرانيا والعراق.

ولم يواجه منتخب مصر في ودياته أي منافس أوروبي أو لاتيني من الصف الأول وهو ما جعل ميكالي ولاعبوه بعيداً عن حساسية المباريات الكبرى قبل الأولمبياد.

موقف الأهلي ورفض المحترفين

واجه المدرب البرازيلي أزمة عنيفة في اختيار قائمته لخوض الأولمبياد، بسبب عدم تعاون الأندية في ترك لاعبيها لضم عناصر فوق السن الأولمبي “23 عاماً”.

واتجهت أنظار ميكالي في بداية الأمر نحو محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي، خاصة أنه كانت له تجربة مماثلة بالاستعانة بخدمات نيمار في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016.

ولكن أحلام ميكالي تبخرت سريعاً بعدما رفض ليفربول بمباركة صلاح فكرة مشاركة الأخير في الأولمبياد، خاصة أن صلاح مرتبط بخوض فترة الإعداد مع فريقه مع مدربه الجديد أرني سلوت.

ورفض طرابزون سبور التركي ترك لاعبه محمود حسن “تريزيجيه” وأيضاً فشلت محاولات الاستعانة بالمهاجم عمر مرموش نجم آينتراخت فرانكفورت الألماني.

ورفض نانت الفرنسي ترك مهاجمه مصطفى محمد لإصابته في آخر معسكر للفراعنة، وهو ما جعل ميكالي يلجأ للخيارات المحلية.

وطلب ميكالي الاستعانة بثنائي الأهلي محمد عبد المنعم وإمام عاشور، ولكن الفريق الأحمر رفض تماماً فكرة التفريط في اللاعبين خاصة أن الفريق دخل مرحلة حاسمة في صراع التتويج بلقب الدوري، وتكرر نفس الأمر مع بيراميدز الذي رفض ترك لاعبه مصطفى فتحي.

واستعان المدرب البرازيلي باللاعب محمد النني الذي لم يكن مرتبطاً بفريق بعد نهاية عقده مع آرسنال الإنجليزي وقبل انضمامه للجزيرة الإماراتي، بخلاف أنه استعان بالجناح أحمد سيد “زيزو” لاعب الزمالك ورفض استدعاء لاعب ثالث.

مصير غامض

ميكالي أثناء البطولة واجه أزمات بسبب الإجهاد في التنقلات ورحلات السفر، ولكنه تعامل مع الأمر بحنكة وأدار المهمة بنجاح كبير مع مواصلة حلم الحصول على ميدالية أولمبية.

ولكن المدرب البرازيلي بعد كل ما قدمه، يواجه مصيراً غامضاً بعد الأولمبياد مع نهاية عقده مع الفراعنة، رغم وجود ضغوط إعلامية لاستمرار ميكالي كمدرب لمنتخب الشباب الذي سيخوض أولمبياد 2028.

ميكالي رفض من قبل فكرة قيادة هذا المنتخب في ظل عدم تقديره مالياً من جانب الاتحاد المصري، وهو ما يفتح باب الشكوك حول استمرار المدرب البرازيلي مع الفراعنة بعد أولمبياد باريس.