تحول بيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي، إلى ظاهرة في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما قاد فريقه للتتويج بلقب البريميرليج في المواسم الأربعة الأخيرة، عبر عروض مميزة من حيث الأداء والنتائج.
ورفض جوارديولا مرارا وتكرارا، عبر سنوات خلت، التخلي عن مبادئه المتعلقة بكرة القدم، والتي تتمحور في الاستحواذ والتمريرات القصيرة، وهي الطريقة التي أحدث بها ثورة في بداية مسيرته كمدرب مع برشلونة، وأهدته نجاحا منقطع النظير.
وتحاول فرق البريميرليج استقدام مدربين يمكنهم الجمع بين النتائج الجيدة والعروض المبهرة كما هو الحال مع ثنائية جوارديولا والسيتي، لكن حتى هذه اللحظة يبدو الأمر وكأنه لا يتعدى فكرة التقليد الأعمى.
في مانشستر يونايتد، يحاول المدرب الهولندي إريك تين هاج، السير على خطا جوارديولا، من خلال فرض أسلوبه على اللاعبين وتقديم كرة جميلة، لكن المشكلة تكمن في أن صفوف يونايتد، لا تحتوي على الأسماء التي يمكنها مقارعة عناصر السيتيزينز.
وفي وقت اعتمد فيه السيتي بكثافة على قدرات هدافه إيرلينج هالاند، توجب على تين هاج اللجوء في موسمه الأول مع يونايتد إلى مهاجمين أمثال أنتوني مارسيال وفاوت فيجهورست.
فضلا عن أن دفاع الفريق تحول إلى فوضى عارمة، ولا يوجد ذلك اللاعب الذي يمكنه صناعة الفرص بسهولة، رغم جهود برونو فيرنانديز.
ولم يختلف موسم تين هاج الثاني، رغم قدوم راسموس هويلوند، وبروز أليخاندرو جارناتشو وكوبي ماينو، فبقي مانشستر يونايتد يقدم النتائج المتذبذبة، وعجز المدرب الهولندي عن الاستفادة من الدروس التي قدمها له جوارديولا، إبان تواجد الإثنين معا في بايرن ميونخ.
التلميذ الضائع
مدرب آخر سبق له العمل مع جوارديولا، وبات الآن مديرا فنيا لأحد عمالقة الدوري الإنجليزي الممتاز، إنزو ماريسكا مدرب تشيلسي الجديد، الذي كان مساعدا لبيب في السيتي.
وقاد ماريسكا فريقه السابق ليستر سيتي للفوز بلقب التشامبيونشيب الموسم الماضي، ما دفع البلوز للتعاقد معه، بيد أن الجولة التحضيرية أكدت وجود صعوبات عديدة أمام المدرب الإيطالي لفرض أسلوبه الذي يشبه إلى حد كبير أسلوب جوارديولا.
ويرغب ماريسكا في الاعتماد على ظهيرين يمكنهم الانتقال إلى وسط الملعب عند الاستحواذ على الكرة، تماما كما فعل جوارديولا مع جون ستونز في سيتي.
ولكن، طبيعة اللاعبين الموجودين حاليا في الفريق اللندني، تمنعه من تطبيق الفكرة، ما أدى إلى تقديم أداء كارثي في المباراة الودية الأخيرة أمام سلتيك (1-4).
القضاء على إرث كلوب
استلم أرني سلوت مدرب ليفربول الجديد، قيادة الفريق خلفا للأسطوري يورجن كلوب، وهو على عكس تين هاج وماريسكا، لم يسبق له العمل مع جوارديولا.
ولكنه مدرب يعشق الاستحواذ على الكرة وتقديم أداء ممتع، وهو ما ظهر جليا في الموسمين الماضيين مع فريقه السابق فينوورد.
وفي مباراة ليفربول الودية الأخيرة أمام بيتيس، ظهر سلوت وهو يقول للاعبيه “اقتلوهم بالتمريرات”، وهو ما ينافي طريقة لعب الفريق في السابق، الذي اعتاد على سرعة مهاجميه وإرباك الخصوم بالضغط العالي على حامل الكرة، ليظهر “الريدز” إلى الآن بشكل فني رتيب.