يواصل المغربي عبد الرزاق حمد الله، مهاجم الشباب الجديد، رحلته في الدوري السعودي للمحترفين، في ثوب جديد، بحثًا عن كتابة تاريخ، سيصعب تحطيمه في المستقبل القريب.
وقدم حمد الله، موسمًا جيدًا من الناحية الفردية مع اتحاد جدة في 2023-2024، إذ لعب 41 مباراة بكل البطولات، ساهم خلالها في 35 هدفًا (سجل 30 وصنع 5)، بمعدل يقترب من المساهمة بهدف في كل مباراة.
لكن يمكن القول إن حمد الله دفع ثمن عدم التأقلم مع الفرنسي كريم بنزيما، إضافة لفشل موسم العميد، ما دفع المسؤولين الجدد لإحداث ثورة في قائمة الأجانب، كان المغربي إحدى ضحاياها.
وانتقل حمد الله، الثلاثاء الماضي، إلى صفوف الشباب، ليعود للعاصمة السعودية الرياض، بعد تجربته مع فريقه الأسبق، النصر.
وحسب تقارير صحفية، فإن حمد الله أصر على البقاء في الدوري السعودي للمحترفين، بحثًا عن تحطيم رقم السوري عمر السومة، الهدّاف التاريخي للمسابقة.
وسجل حمد الله 129 هدفًا، ويركض بقوة وراء السومة، الذي أحرز 144، ورحل عن المسابقة لينتقل إلى العربي القطري في 2022.
تميمة الشباب
وبما أن تحطيم رقم السومة هو الدافع الرئيس لحمد الله من قرار مواصلة مشواره بالدوري السعودي، يبدو أن المهاجم المغربي اختار المكان الصحيح، الذي قد يساعده على تحقيق مراده.
وقال حمد الله في تصريحات إعلامية اليوم السبت “انضممت لنادٍ كبير، له تاريخ عريق، وأعتقد أن هذا هو المكان المناسب من أجل كتابة تاريخ جديد في الكرة السعودية”.
وبالنظر إلى قائمة الفائزين بلقب هدّاف موسم الدوري السعودي للمحترفين على مر التاريخ، منذ انطلاق المسابقة موسم 2008-2009، سنجد أن اللقب ذهب للاعبين من خارج الأندية الأربعة الكبار في 5 مرات.
اللافت أن 4 مرات منها جاءت بتوقيع لاعب من صفوف الشباب، بفضل ناصر الشمراني 3 مرات: 2008-2009 (مناصفة مع هشام بوشروان من الاتحاد)، و2010-2011، و2011-2012 (بالتساوي مع فيكتور سيموس لاعب الأهلي).
إضافة إلى ذلك حقق الأرجنتيني سباستيان تيجالي، لاعب الشباب السابق، جائزة الهدّاف موسم 2012-2013.
المرة الوحيدة التي توج فيها لاعب بلقب الهدّاف من خارج الأربعة الكبار دون أن يكون من الشباب، كانت في موسم 2017-2018 حين خطف التشيلي روني فيرنانديز، لاعب الفيحاء السابق، الجائزة.
إنجازات فريدة
وبخلاف مطاردة رقم الهدّاف التاريخي، يبحث حمد الله عن إنجازات فردية أخرى، ستقوده لدخول تاريخ المسابقة.
وسبق لحمد الله أن حقق جائزة هدّاف الدوري السعودي للمحترفين مع النصر موسمي 2018-2019، و2019-2020، وبقميص اتحاد جدة موسم 2022-2023.
وفي حال تمكن من تحقيق الجائزة مع الشباب، فإنه سيصبح أول لاعب في تاريخ المسابقة يتوج بهذا اللقب مع 3 أندية مختلفة.
ليس هذا فحسب، ففوز حمد الله بجائزة الهدّاف مع الشباب سيقوده لمعادلة رقم تاريخي آخر، يملكه ناصر الشمراني، كأكثر لاعب حقق هذه الجائزة (4 مرات).
الشمراني توج بلقب الهدّاف في مواسم 2008-2009، و2010-2011، و2011-2012 بقميص الشباب، و2013-2014 مع الهلال، علمًا بأن النجم المعتزل توج باللقب ذاته أيضًا موسم 2007-2008 مع الليوث قبل عصر الاحتراف.
ويتساوى المهاجم المغربي حاليًا مع عمر السومة، الذي فاز بهذا اللقب 3 مرات متتالية بقميص الأهلي 2014-2015، و2015-2016، و2016-2017.
ويحتاج حمد الله لتسجيل 22 هدفًا إذا أراد أن يصبح الهدّاف التاريخي للشباب في موسم واحد من المسابقة، إذ يملك الشمراني هذا الرقم عندما سجل 21 هدفًا موسم 2011-2012.
ولن يكون ذلك الرقم عقبة أمام المغربي، الذي سبق أن سجل 34 هدفًا موسم 2018-2019 كأفضل هدّاف في موسم واحد من المسابقة، قبل أن يكسر كريستيانو رونالدو، قائد النصر، الرقم الموسم الماضي بتسجيله 35 هدفًا.
السن لن يسعف رونالدو
وفي حال حقق حمد الله هذين الإنجازين (لقب الهدّاف مع 3 أندية، والأكثر حصدًا للقب)، فإنهما سيظلان مرتبطين باسمه لفترة طويلة، نظرًا لصعوبة معادلتهما أو كسرهما، خصوصًا أن هذه الأرقام لا تلقى تهديدًا حقيقيًا من النجوم الحاليين.
حتى رونالدو، حامل لقب الهدّاف، سيكون من الصعب عليه حصد اللقب مع ناديين آخرين، ليعادل رقم حمد الله الأول، أو التتويج بالجائزة 3 مرات أخرى ليعادل الرقم الثاني الخاص بعدد مرات التتويج، بل إنه من المستبعد مجرد مشاركته في 3 مواسم أخرى.
فصاحب الـ39 عامًا اقترب نظريًا من نهاية مسيرته الأسطورية، فيما يتفاوض معه النصر على تجديد عقده لموسم واحد جديد، وفقًا للتقارير الصحفية، ويتوقف هذا على مدى استعداده للمشاركة مع منتخب البرتغال في مونديال 2026.