لم يكن يتوقع أكثر المتفائلين، نجاح التجربة السعودية بهذه الصورة المثيرة، والمتمثلة في ضم العديد من النجوم الكبار من مختلف دوريات العالم.
وأحدث صندوق الاستثمار السعودي، طفرة واضحة في الكرة السعودية، بداية من يناير/كانون ثان 2023، عندما انضم الأسطورة كريستيانو رونالدو لصفوف النصر، بعد فسخ عقده مع مانشستر يونايتد.
ولعل قدوم “الدون” لدوري روشن، كان بمثابة حجر الأساس للمشروع السعودي لخطف نجوم العالم، حيث شهد صيف 2023، نجاح أندية دوري روشن في ضم أسماء بارزة في عالم الساحرة المستديرة، يتقدمها نجولو كانتي وكريم بنزيما وروبرتو فيرمينو ونيمار ورياض محرز وساديو ماني.
المثير في الأمر، أن أغلب الصفقات العالمية التي جاءت لدوري روشن، نجحت في التأقلم بصورة رائعة خلال الموسم الأول، مما فتح الطريق لقدوم أسماء جديدة مع بداية فترة الانتقالات الصيفية الجارية.
صفقات أفريقية بارزة
شهد صيف 2023، نجاح أندية دوري روشن في خطف أبرز نجوم الكرة الأفريقية، رغم ارتباطهم بمختلف الأندية الأوروبية، لكن المبالغ الطائلة التي أنفقها صندوق الاستثمار، حسمت كل شيء.
رياض محرز، جناح مانشستر سيتي، الذي كتب تاريخا كبيرا في الملاعب الأوروبية، قرر الخضوع للتجربة السعودية، بالانضمام لصفوف أهلي جدة، مقابل 35 مليون يورو.
12 هدفا و14 تمريرة حاسمة في 33 مباراة بمختلف المسابقات، كانت حصيلة محرز في موسمه الأول مع “الراقي”، وهو ما يعتبر نجاحا كبيرا بعد عودة ناديه لدوري المحترفين، ليبرهن على قدراته الكبيرة.
كذلك انضم الإيفواري فرانك كيسي، لصفوف الأهلي، قادما من برشلونة، وجح في إثبات جدارته، بتسجيل 10 أهداف وصناعة 4 آخرين، ليزامل الحارس السنغالي المخضرم إدوارد ميندي، قادما من تشيلسي.
وتمكن الحارس السنغالي في الخروج بشباك نظيفة خلال 15 مباراة واستقبال 37 هدفا في 35 مباراة بمختلف البطولات، وهو أكثر الحراس حفاظا على نظافة شباكها في دوري روشن بالتساوي مع المغربي ياسين بونو.
وعند الحديث عن بونو، يجب ذكر نجاح الهلال في التعاقد مع الحارس، قادما من إشبيلية، رغم ارتباط النجم المخضرم بعدة أندية بارزة، يأتي في مقدمتها ريال مدريد.
وعلى نفس المنوال، نجح النصر في الظفر بخدمات الأسطورة السنغالي ساديو ماني من بايرن ميونخ، مقابل 25 مليون يورو، حيث سجل 19 هدفا وصنع 11 خلال 46 مباراة بمختلف البطولات.
ذهب أفريقيا
بعد موسم واحد فقط، سار نجم أفريقي جديد على نفس المنوال، وهو الجابوني بيير إيمريك أوباميانج، والذي قرر الخضوع للتجربة السعودية، بالرحيل عن الملاعب الأوروبية بعد 19 عاما من التواجد في القارة العجوز.
صاحب 35 عاما، قرر الانضمام لصفوف القادسية قادما من أولمبيك مارسيليا، ليبدأ رحلة جديدة وفريدة من نوعها خلال الموسم المقبل.
المثير في الأمر، أن الدوري السعودي جمع 3 لاعبين نجحوا في السيطرة على الكرة الذهبية الأفريقية خلال السنوات الأخيرة، بداية من حصول أوباميانج عليها 2015.
وفي العام التالي، توج محرز بالجائزة، قبل أن يحصل عليها المصري محمد صلاح نجم ليفربول، مرتين متتاليتين 2017 و2018، ثم تمكن ماني من التتويج بها مرتين على التوالي هو الآخر.
صلاح حجر عثرة
ارتبط محمد صلاح مرارا وتكرارا بالانضمام لصفوف أحد الأندية السعودية، وخاصة اتحاد جدة بداية من الصيف الماضي، ولكن المفاوضات فشلت.
عبد العزيز بن تركي الفيصل وزير الرياضة السعودي، أكد أن “الصفقة فشلت بسبب رغبة ليفربول في رحيل اللاعب على سبيل الإعارة ومبلغ خرافي، مما جعلنا ننسحب من الصفقة”.
كذلك، يتطلع اللاعب لمواصلة تجربته المثيرة في الملاعب الإنجليزية، ليحرم جماهير الدوري السعودي من وجود 4 نجوم سبق لهم وأن توجوا بالكرة الذهبية الأفريقية بعد محرز وماني وأوباميانج.
لكن من الممكن أن ينضم النجم المصري لصفوف أحد الأندية، بعد نهاية عقده في صيف 2025، وذلك حال عدم التجديد مع “الريدز”.