تلقى الهلال والنصر، صدمة كبيرة من لجنة الاستقطاب بشأن عدم توفير دعم مادي لهما في انتقالات الصيف، قياسا بالطموحات العالية للزعيم والعالمي في جلب تعاقدات كبرى.
وجاء القرار من لجنة الاستقطاب بأن يعتمد الهلال والنصر على المداخيل الخاصة والموارد الذاتية في حسم الصفقات التي يريدونها.
وفي الوقت الذي سيقتصر فيه الدعم على جلب لاعبين أجانب تحت 23 عاماً، فإن الأمر يضع الهلال والنصر في مأزق كبير.
صفقات بارزة
ارتبط اسم الهلال بمفاوضات مع نجوم بارزين في الملاعب الأوروبية على غرار النيجيري فيكتور أوسمين والبرتغالي رفائيل لياو والأرجنتيني باولو ديبالا ومواطنه أليخادرو جارناتشو.
ومؤخرا دخل الهلال في مفاوضات مع البلجيكي يوهان باكايوكو لاعب آيندهوفن، والذي طلب ناديه الحصول على ما يزيد عن 60 مليون يورو، الأمر الذي يعد صعباً على خزينة الزعيم.
أما النصر فقد كان أكثر تداخلاً في الميركاتو بمفاوضات مع نجوم آخرين مثل ناتشو (قبل انتقاله للقادسية)، وكاسيميرو وبرونو فيرنانديز وأليسون وإيدرسون، قبل أن يتعاقد العالمي مع بينتو.
مفاوضات الهلال والنصر مع هؤلاء النجوم حتما ستتأثر بقرار لجنة الاستقطاب، لاسيما أن كل منهما كان يعول على تلك المخصصات المالية من أجل إعادة ترتيب الأوراق.
الهيمنة والتعويض
بعد موسم هيمن فيه الهلال على كل الألقاب المحلية (الدوري وكأس خادم الحرمين الشريفين والسوبر السعودي)، يسعى المدرب جورجي جيسوس لمواصلة كتابة التاريخ، وهو ما يسلتزم مزيد من التدعيمات القوية.
وتزداد رغبة الهلال في جلب صفقات كبرى مع العلم بأن النادي تنتظره مشاركة تاريخية العام المقبل بالنسخة الموسعة لكأس العالم للأندية.
ومن ثم فإن جلب صفقات من مداخيل النادي فقط، سيكون بحساب خشية الدخول في دوامة الأزمات المالية، وأن يكون حجم الإنفاق أكبر مما يتحمله النادي.
على الجانب الآخر، فإن النصر يأمل في تحقيق المعادلة الصعبة ومجابهة تفوق الهلال، ويستلزم الأمر تعاقدات جديدة تصنع الفارق خاصة أن بعضها لم يلق قبول المدرب لويس كاسترو.
حلول بديلة
وفي الوقت الذي لن يتوفر فيه الدعم المادي المأمول للنصر والهلال، فإن ثمة حلول بديلة ربما لا يكون هناك مفر منها، وتتمثل في إعادة تقييم وضع الأجانب.
وعلى أرض الواقع بدا واضحا أن الفريقان يميلان لهذا الاتجاه، فعلى سبيل المثال، لم تعد أنباء استغناء النصر عن نجمه السنغالي ساديو ماني بنفس القوة التي كانت عليها في فترات سابقة.
كذلك حسم النصر الجدل بشأن بقاء تاليسكا واستمراره مع الفريق بعدما كان قد تلقى عروضا احترافية، بينما كان لابورت بنهاية الموسم الماضي مرشحا للرحيل إلا أنه قد يواصل رحلته بقميص العالمي.
وفي الهلال أيضا لم يختلف الوضع كثيراً، فالبرازيلي رينان لودي لم يصدر قرارا نهائيا بشأن مستقبله مع الزعيم، وكذلك بالنسبة لمواطنه ميشايل.
أعضاء الشرف
يمثل دعم أعضاء الشرف والمنتمين للنصر والهلال حلاً مهما للتغلب على معضلة غياب دعم لجنة الاستقطاب، لاسيما في الزعيم الذي يمتلك داعمين بارزين في مقدمتهم الأمير الوليد بن طلال.
كذلك قدم إبراهيم المهيدب رئيس النصر ورجل الأعمال دعماً مالياً كبيراً وصل لـ 18 مليون ريال إلى العالمي، من أجل المساهمة في تحقيق انتعاشة مالية للنادي.
تلك الحلول وإن بدت مؤقتة فهي قادرة على قيادة الزعيم والعالمي نحو تحقيق التوازن المطلوب فيما يخص توفير مستحقات الأجانب، والتفاوض مع لاعبين في المتناول.
صفقات خارج دائرة الضوء
عادة عندما يرتبط اسم لاعب في أوروبا أو أمريكا اللاتينية بالانتقال للدوري السعودي، تبدأ المضاربة والمغالاة في المطالب المالية.
وتدرك تلك الأندية جيدا، أن قيادة صندوق الاستثمار السعودي لعملية التفاوض، تعني الاستعداد لدفع الكثير من الأموال.
والدليل على ذلك رفض بعض اللاعبين “العروض الأوروبية والموافقة على العروض السعودية”، مثلما حدث مع الحارس بينتو الذي فضل النصر على إنتر.
لكن لجوء النصر والهلال لصفقات خارج دائرة الضوء، وفي نفس الوقت يمكن أن تقدم مستويات مميزة، ربما يبعد الزعيم والعالمي عن المطالب المالية المجحفة.
ولعل بطولة “يورو 2024” قد شهدت تألق العديد من اللاعبين من خارج دائرة الضوء، فهناك مثلاً منتخب جورجيا الذي وصل إلى ثمن النهائي، وقدم لاعبين مميزين، وأيضا منتخب سويسرا الذي أطاح بإيطاليا من دور الـ16.
وربما يجد الهلال والنصر لاعبين بإمكانيات فنية عالية، وفي نفس الوقت تتوافق مع الموارد المالية المتاحة، دون تكبد عناء السعي لضم صفقات من العيار الثقيل.