محمد العولقي /
8 يوليو 1990.. نهائي كأس العالم بين الأرجنتين حاملة اللقب و ألمانيا الغربية..
كل شيء في ملعب روما كان موجها ضد لاعب واحد..دييغو أرماندو مارادونا..
أكثر من سبعين ألف متفرج بين إيطالي و ألماني يهتفون ضد مارادونا..يطلقون صفيرا حادا يصم الآذان كلما لمس مارادونا الكرة..
مهلا..ليس الجمهور فقط ضد مارادونا..كانت الفيفا أيضا تتبرج في ذلك المساء و تقدم كل المساعدات على ألا يتوج مارادونا بكأس العالم للمرة الثانية تواليا..
منتخب الأرجنتين كان سيئا طوال البطولة.. في الواقع كان مملا غير جدير باللقب..لم يكن المنتخب يمتلك الطراوة البدنية لتقديم نفس المستوى المذهل في مونديال المكسيك..لكن الطريقة التي خسر بها النهائي كانت مريبة أو قل سرقة مع سبق الإصرار والترصد..
اعتمد كارلوس بيلاردو على أسلحة قليلة جدا في هذا المونديال لكنها فاعلة صنعت الفارق مع كل محنة..
الحارس البديل غيوكوتشيا الذي عوض بومبيدو..قاهر الجزاءات..و كلاوديو كانيجيا السريع كالبرق..و بالطبع عبقرينو كرة القدم مارادونا..مع قليل من اجتهادات بورتشاغا..
الأرجنتين لعبت النهائي من دون برقها كانيجيا الموقوف..و من دون باتيستا محور الوسط الدفاعي..
كانت ألمانيا الغربية قد بصمت على مباريات رائعة وبلغت النهائي بإقناع كبير عكس الأرجنتين..
ألمانيا سيطرت على النهائي من حيث الاستحواذ.. خلقت 16 فرصة..مقابل قلة حيلة للأرجنتين..
كانت معنويات رفاق القائد لوثر ماتيوس مرتفعة بفضل المساندة الكبيرة من المدرجات وبفضل الفوارق الفنية أمام منتخب أرجنتيني عابه التشنج والتدخلات المتهورة..
كانتلفرص الأرجنتين معدومة.. مارادونا محاصر..ومع كل لمسة فاول..ومع كل فاول صفير وهتاف وشتائم..
كان مارادونا في ذلك المساء يقاوم رغبة جامحة في الانفجار ضد الجميع..
النشيد الوطني الأرجنتيني قوبل باستهزاء كبير..ثم طرد الحكم المكسيكي كوديسال لاعبين من الأرجنتين..و ألمانيا من الداخل تضغط على أنفاس مارادونا بقوة..
فجأة وقبل نهاية المباراة بخمس دقائق..جاء أغرب قرار يمكن أن تجد له مبررا في نهائي كأس عالم..
كرة ممرة في العمق من ماتيوس نحو المهاجم رودي فوللر..يسقط هذا الأخير في حراسة مدافع أرجنتيني روبرتو سينسيني..الحكم يهرول إلى نقطة الجزاء..
مارادونا يتجه للحكم يؤنبه:
لماذا هذه المسرحية يا كوديسال؟
ماتيوس يهرب من تنفيذ الركلة بحجة تغيير الحذاء.. إنها لحظة حرجة بحاجة إلى لاعب بارد الأعصاب..هذا ينطبق فقط على الظهير الأيسر أندرياس بريمه..تقدم في ثبات..ضغط على لسانه بأسنانه..ثم سدد بدقة إلى اليمين حيث طار خلفها غيوكوتشيا..لكنها كانت أسرع فتهادت في الشباك..
فازت ألمانيا الغربية بكأس العالم في نهائي شابه الكثير من التربصات..و بكى مارادونا بحسرة..ليس لأنه خسر كأس العالم..و لكن لأن الطريقة التي خسر بها منتخبه السيء أصلا لم تكن تليق بالفيفا التي أكدت في ذلك المساء أن حاميها حراميها..