يُعد آدم وارتون، حالة خاصة في المنتخب الإنجليزي، ففي يناير الماضي، كان يلعب في دوري القسم الثاني “الشامبيونشيب” بقميص بلاكبيرن روفرز؛ وفي فبراير/شباط الماضي، انتقل إلى الدوري الإنجليزي الممتاز “البريميرليج” وهو في العشرين من عمره بعد توقيعه لكريستال بالاس مقابل حوالي 19 مليون يورو.
وبعد أشهر قليلة من المنافسة في قمة كرة القدم الإنجليزية، تم استدعاؤه من قبل المدرب جاريث ساوثجيت لتمثيل المنتخب.
ويعيش وارتون الآن بمعنويات عالية بعدما أصبح أحد الـ 26 لاعبا الذين اختارهم ساوثجيت للعب في بطولة أمم أوروبا 2024 في ألمانيا. ولن يكون للاعب الذي يلعب في مركز الجناح دور رئيسي في البطولة ما لم تكن هناك مفاجأة.
ولكن اللافت للانتباه تقدمه في غضون نصف عام فقط: من ظهوره الأول مع منتخب الشباب تحت 21 عاما في مارس/آذار الماضي، ووصوله إلى المنتخب الأول ليخوض أول مباراة له مع البوسنة قبل نحو أسبوع.
وحينها دخل الملعب قبل نصف ساعة من نهاية المباراة واستطاع حجز مكان له على متن الطائرة المتجهة إلى ألمانيا.
وحُفر ذلك اليوم في ذاكرة عائلة وارتون بأكملها، والتي استمتعت بالظهور الأول لشاب جعل والده، جون وارتون، مذهولا عندما ظهر ابنه على أرض الملعب ليحل محل كيران تريبيه.
وقال لمحطة (بي بي سي) في لانكشاير: “كانت تجربة رائعة، لقد تأثرت كثيرا عندما دخل إلى الملعب. كان يوما رائعا بشكل عام. في الأيام الأخيرة مع الفريق، جلس لتناول الإفطار بجوار هاري كين وكان يتحدث مع ديكلان رايس. يبدو أنه رجل سعيد”.
وبعد تسع مباريات فقط من ظهوره الأول في البريميير ليج، تحدث آدم وارتون لأول مرة لوسائل الإعلام كلاعب في المنتخب الإنجليزي الأول. وأول ما فعله هو وصف استدعائه للعب في ألمانيا بأنه “أمر غريب تماما”.
وقال: “الحقيقة أنني لم أتوقع ذلك. من الواضح أنني وصلت للتو إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، لذلك كان استدعائي بمثابة جائزة. لكنني سعيد للغاية. يمكنني أن أفعل ما أحب في النخبة ولا يوجد شيء أفضل من ذلك”.
وأضاف: “بالنسبة لي كان كل شيء سريعا جدا. لا أفكر كثيرا في الأمر، بالنسبة لي إنها كرة قدم. لقد استمتعت كثيرا في الأشهر القليلة الماضية وأريد فقط الاستمرار في اللعب وتحسين مستواي”.
وستبدأ إنجلترا مشاركتها في بطولة الأمم الأوروبية بمواجهة صربيا ولا يتعجل وارتون لعب أول مباراة رسمية له بقميص المنتخب الإنجليزي: “المدرب يختار الفريق. من الواضح أن هناك لاعبين رائعين. إذا تم اختياري للعب، فأنا أكثر من مستعد. لكن أي شخص في الملعب أنا متأكد من أنه سيساعد الفريق في تحقيق النتيجة التي نريدها “.
ولخص وارتون، الذي ولد في بلاكبيرن منذ عقدين فقط، آخر عامين من حياته وتذكر طفولته قائلا: “الحقيقة أن الأمر صعب. إنه حلم يتحقق. كل الأطفال الذين نشأوا يلعبون كرة القدم يريدون اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز ولبلدهم. في البداية لعبت في الفريق الذي كنت من محبيه، واستمتعت بذلك كثيرا. ثم انتقلت إلى الدوري الإنجليزي الممتاز والآن أنا هنا. كل شيء كان سريعا جدا، لم أكن أريده بأي طريقة أخرى”.
واختتم لاعب خط وسط كريستال بالاس ظهوره الأول أمام وسائل الإعلام بكلمات لـساوثجيت. وكشف أنه بعد مواجهة البوسنة، هنأه مدربه وأخبره أن يستمر في التحسن. وقال في ختام المؤتمر الصحفي: “سأبذل قصارى جهدي لإبهاره خلال الأسبوع وكلما أتيحت لي الفرصة”.