“رجل الموت.. القاتل.. المدمر.. الحانوتي”.. ألقاب أطلقت على أسطورة المصارعة الحرة “مارك ويليام كالاوي” المعروف باسم “أندرتيكر” في حلبات النزال، وذلك لقدرته الفائقة على دفن نجومه والانفراد بالأرقام التاريخية في لعبته.
ويعتبر أندرتيكر ضمن أفضل المصارعين في التاريخ، وذلك يعود لعدة عوامل أخرى منها الكاريزما وقوة الحضور والشخصية وجذب أنظار الملايين، وقدرته على إبهار الجميع بالطريقة التي يتفوق بها على خصومه، بدفنهم أو وضعهم داخل تابوت في بعض الأحيان.
ويمكن القول إن البرتغالي كريستيانو رونالدو، قائد النصر، يشبه أندرتيكر كثيرا في أغلب التفاصيل، ولكن في عالم كرة القدم، بسبب نجاحه الدائم على احتلال أي مكان يتواجد فيه سواء على مستوى التسجيل أو الصناعة، ما يمنحه التفوق على النجوم الكبار.
مدمر الخصوم
يتمكن الهداف التاريخي لكرة القدم دائما من تحقيق ما يريد والتفوق في التحديات المختلفة وخاصة على المستوى الفردي، عندما يتعلق الأمر بمنافسة ثنائية مع بعض اللاعبين، وهو ما يقود الأندية التي لعب لها نحو الألقاب.
وخير دليل على ذلك، صراعه الشرس مع غريمه الأرجنتيني ليونيل ميسي على مر السنوات الماضية، فيما يتعلق بالجوائز الفردية والجماعية ومعدل التهديف وغيرها من الأمور.
ويمثل دائما “صاروخ ماديرا” الضغط على الخصوم من خلال التسجيل المستمر، ما دفع ميسي في وقتٍ سابق للحديث عن رونالدو قائلا: “لقد تنافسنا بصورة رائعة على مختلف الألقاب الجماعية والفردية، فهي فترة جميلة والجماهير استمتعت كثيرا بها”.
التفوق على الأساطير
شهدت مسيرة رونالدو الأسطورية التفوق على العديد من النجوم الكبار فيما يتعلق بصراع الهدافين عندما يذهب لأي مسابقة دوري، وهو ما جعله أول لاعب يتوج هدافا لـ4 دوريات مختلفة.
البداية كانت مع مانشستر يونايتد، حيث نجح في خطف لقب الهداف الدوري الإنجليزي موسم (2007-2008)، بتسجيل 31 هدفا متفوقا على العديد من النجوم والأساطير أمثال فرناندو توريس ومايكل أوين وواين روني وروبي كين وستيفن جيرارد.
بعد انضمامه إلى ريال مدريد في صيف 2009، قطع شوطا كبيرا من المنافسة مع ميسي على لقب هداف الدوري الإسباني حتى 2018، حيث تمكن من مناطحة “البرغوث” على الجائزة بخطفها 3 مرات.
وتوج رونالدو باللقب موسم (2010-2011) بتسجيل 40 هدفا، ثم أحرز 31 بموسم (2013-2014)، قبل أن يوقع على 48 هدفا في (2014-2015).
وقرر الانتقال للدوري الإيطالي في صيف 2018 من بوابة يوفنتوس، ليدخل في صراع شرس على لقب الهداف مع شيرو إيموبيلي خلال 3 مواسم، نجح في نهاية المطاف في الظفر به قبل رحيله بتسجيل 29 هدفا موسم (2020-2021).
المقبرة التاريخية
كل هؤلاء النجوم دفنوا في مقبرة رونالدو التاريخية على طريقة “الأندرتيكر”، وهو ما عاد لتكراره مع المغربي عبدالرزاق حمدالله، مهاجم اتحاد جدة.
قبل وصول رونالدو إلى النصر في يناير / كانون الثاني 2023، كان حمدالله هو الهداف التاريخي للمسابقة في موسم واحد، عندما أحرز 34 هدفا مع النصر في (2018-2019).
كذلك، كان وقتها اللاعب الأكثر مساهمة في موسم واحد بواقع 43 هدفا حيث سجل 34 وصنع 9، ولكن رونالدو قرر محو أسطورة النجم المغربي خلال منافسات الموسم المنقضي في الدوري السعودي للمحترفين.
رونالدو خسر لقب الهداف في ظهوره الأول بدوري المحترفين خلال الموسم الماضي، مع دخوله في النصف الثاني، حيث توج حمدالله بالجائزة برصيد 21 هدفا.
وكان الفارق بين حمدالله ورونالدو الخامس في القائمة، 7 أهداف فقط، حيث سجل “الدون” 17 رغم أنه لم يخض النصف الأول من الأساس.
لكن رونالدو قرر ضم حمدالله لمقبرته التاريخية، بخطف عرش الهداف مسجلا 35 هدفا، متفوقا أيضا على عدة نجوم بارزين أمثال ألكسندر ميتروفيتش مهاجم الهلال وكريم بنزيما وغيرهم من الأسماء اللامعة.
ولم يكتف بهذا القدر، حيث يعتبر هذا هو أفضل معدل تهديفي في موسم واحد بتاريخ المسابقة، متجاوزا رقم حمدالله بفارق هدف وحيد.
وكسر رقم حمدالله الآخر، فيما يتعلق بالمساهمات خلال نسخة واحدة بواقع 46 هدفا، حيث سجل 35 وصنع 11 في 31 مباراة، ليجاور حمدالله نظيره ميسي والنجوم الآخرين في مقبرة قائد البرتغال.