لا يمكن أن يمر الوقت بشكل أسوأ على تشيلسي، الذي تفاءلت جماهيره بقدوم ملكية جديدة للنادي قبل عام ونصف، لينقضي العام الحالي دون تغيير على الوضع السلبي القائم.
واستلم رجل الأعمال الأمريكي تود بويلي ملكية النادي منتصف العام الماضي، وأراد إحداث تغييرات جذرية في صفوف الفريق، لكن سياسته المفتقدة للعقلانية في سوق الانتقالات، جعلت تشيلسي يتقوقع على نفسه في المراكز الوسطية بسلم ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز.
بدأ تشيلسي العام الحالي، من خلال إنفاق شرس في فترة الانتقالات الشتوية، حيث دفع حوالي 300 مليون جنيه استرليني على ضم 8 لاعبين، ما وضع مدرب الفريق حينها جراهام بوتر في مأزق، نظرا لاتساع قائمة الفريق وعدم قدرته على إرضاء الجميع.
الأهم من ذلك، أن قيمة الصفقات كانت مبالغا فيها بشكل لا يصدق، حيث أنفق تشيلسي 106.8 مليون جنيه استرليني على ضم لاعب وسط المنتخب الأرجنتيني إنزو فرنانديز، قبل أن يدفع 88.5 مليون جنيه استرليني للتعاقد مع الأوكراني ميخايلو مودريك.
وتدهورت نتائج الفريق بسبب عدم تمكن بوتر من إيجاد عنصر الانسجام بين قائمة اللاعبين الجدد، والآخرين الموجودين أساسا في الفريق، ما دفع إدارة النادي إلى إقالته، وتعيين أسطورة الفريق فرانك لامبارد بشكل مؤقت حتى نهاية الموسم.
لكن النتائج لم تتحسن على الإطلاق، وعانى لامبارد من مشاكل سلفه، فتلقى الفريق الخسارة تلو الأخرى، لينتهي به الموسم في المركز الثاني عشر على سلم ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، ما يعني غيابه عن المسابقات الأوروبية.
وحاولت إدارة النادي فتح صفحة جديدة مع الجماهير الغاضبة، من خلال التعاقد مع المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، المعروف بقدرته على العمل مع المواهب الصاعدة.
لكن سياسة النادي في التعاقدات بطريقة هوجاء، بقيت مسيطرة، فأنفق تشيلسي ببذخ شديد في فترة الانتقالات الصيفية، من خلال دفع 100 مليون جنيه استرليني لبرايتون للتخلي عن مويسيس كايسيدو، و58 مليون جنيه استرليني لساوثهامبتون لضم اللاعب الشاب روميو لافيا، الذي خاض حتى هذه اللحظة مباراة واحدة مع الفريق اللندني بسبب الإصابات.
نضيف إلى ذلك، أن تشيلسي ضم لاعبين أمثال كريستوفر نكونكو وكول بالمر وروبرت سانشيز ومانو جوستو وأكسل ديساسي، مقابل التخلي عن مجموعة أخرى من اللاعبين أصحاب الخبرة أمثال ماتيو كوفاسيتش ونجولو كانتي وكاي هافيرتز وكريستيان بوليسيتش وسيزار أزبيليكويتا ومايسون ماونت وكاليدو كوليبالي، ما يعني أن شكل الفريق اختلف تماما عن الموسم الماضي.
واصطدم تشيلسي في بداية الموسم بإصابة نكونكو، ما دفعه للاستعانة بنيكولاس جاكسون كمهاجم صريح وحيد في المباريات، فلم يكن لاعب فياريال السابق على قدر الطموحات، ليواصل الفريق اللندني ترنحه في الدوري الإنجليزي الممتاز بالموسم الجديد، رغم بعض النتائج الجيدة التي حققها أمام الفرق الكبيرة، وأبرزها الفوز على توتنهام 4-1.
يحتل تشيلسي حاليا المركز العاشر في البريميرليج، قبل انطلاق الجولة 20، وبدأ الجمهور يفقد منذ الآن أمل العودة إلى المسابقات الأوروبية في الموسم المقبل.
وإذا لم تتحسن نتائج الفريق في النصف الثاني من الموسم، فسيجد بوكيتينو نفسه معرضا لخطر الإقالة، وهو ما يتطلب الاستفادة من استعادة نكونكو لحسه التهديفي، ورغبة أمثال رحيم سترلينج وكول بالمر وكونور جالالجر في مواصلة التألق لتمثيل المنتخب الإنجليزي في كأس أوروبا 2024 الصيف المقبل، وعودة المصابين في أسرع وقت ممكن، وأهمهم الثنائي بن تشيلويل وريس