انعكس التوقيت الرائع الذي يمر به نادي جيرونا على المستوى الرياضي، بتصدره لجدول الليجا الإسبانية برصيد 31 نقطة من أصل 36 ممكنة، أيضا على الجانب الاقتصادي، بتحقيقه لـ”نمو هائل” في قيمة الفريق، بحسب ما كشف رئيس النادي، ديلفي جيلي.
وارتفعت القيمة الإجمالية لفريق المدرب ميشيل سانشيز على موقع (ترانسفير ماركت) المتخصص في تقييم اللاعبين من 125.6 مليون يورو في التحديث الأول بعد إغلاق سوق الانتقالات الصيفية في منتصف سبتمبر 2023، إلى 161.1 مليون يورو حاليا، ما تمثل زيادة بأكثر من 35 مليونا، أي نمو بنسبة 28.3%، وهي الأعلى في البطولة بأكملها، متقدما على فالنسيا (21%، من 147 إلى 177.9 مليونا) وبفارق كبير على لاس بالماس (10%، من 49 إلى 53.9 مليونا).
وزادت قيمة عشرة فرق، أي نصف أندية الليجا، من بينها أيضا أتلتيكو مدريد (6.8%)، برشلونة (5.9%) وريال مدريد (3.5%)، بينما تراجعت قيمة لاعبي عشرة فرق أخرى، مثل فياريال (11.2%)، خيتافي (13.2%) وأوساسونا (15.1%) في الصدارة
ويؤكد رئيس جيرونا “إنه انعكاس لكيفية لعب الفريق وكيفية تنافسه ونتيجة إعطاء الأهمية والإيمان بجلب المواهب، وأن يكونوا شبابا إن أمكن: اللاعبون الذين يتمتعون بالجودة، والذين يمكنهم النمو ويمكن أن يكونوا لاعبين جيدين للغاية”.
ويضيف أن جيرونا يظهر نفسه على أنه فريق يمتلك “إمكانية كبيرة للنمو” بالنسبة للاعبي كرة القدم.
وأصبح النادي الكتالوني الصغير هو بالفعل عاشر أفضل فريق في الليجا من حيث قيمة اللاعبين، خلف فالنسيا وقبل سيلتا فيجو (117.80 مليونا)، وهو يتفوق على سلتا بفارق أكثر من 40 مليونا، وهو ثلاثة أضعاف لاس بالماس أو ألافيس (52.2 مليونا)، الفريقين صاحبا أقل قيمة للاعبين في الليجا، وهي أرقام تؤكد أن جيرونا يسير في الطريق الصحيح لتعزيز مكانه في الأضواء، وهو هدفه منذ هبوطه لدوري القسم الثاني في 2019 قبل أن يعود مجددا لدوري الدرجة الأولى في الموسم الماضي الذي توج به برشلونة وحل فيه جيرونا تاسعا.
ويضيف جيلي “عندما تكون في المركز الأخير وينبغي عليك أن تصعد في المراكز، فالأمر يتعلق باتخاذ خطوات صغيرة للاستقرار في الدرجة الأولى”.
وكرر ميشيل لعدة أسابيع أن الهدف الأساسي للفريق هو تحقيق الاستمرارية لثلاثة مواسم في دوري الدرجة الأولى لأول مرة في تاريخ النادي، ولكن وبعد الفوز يوم السبت الماضي في بامبلونا على أوساسونا (4-2) فقد تغير حديثه، ليؤكد أن أن جيرونا يمكنه الصراع من أجل المركز الرابع في الدوري، المؤهل لدوري أبطال أوروبا.
وقد أصبح جيرونا هو الخامس في تاريخ الليجا والنادي رقم 21 ، الذي يحقق 10 انتصارات في أول 12 مباراة بالبطولة، منذ عام 1929، حيث سبق وحقق ذلك كل من ريال مدريد (11 مرة)، برشلونة (6)، أتلتيكو مدريد (2) وريال بيتيس (1934-1935).
وشدد جيلي على أنه “لا داعي للخوف” لأن الفريق موجود في الصدارة “بسبب جدارته”، ولأنه “يلعب كرة القدم بشكل جيد وسيحاول الفوز بالمباريات”.
ويقر الرئيس أن جيرونا “اقترب من تحقيق هدف البقاء، ومن المنطقي أن نبدأ بالتفكير في إنجازات أخرى أكثر أهمية”، لكنه يؤكد أن الفريق يجب أن “يستمر على نفس المنوال”.
وأضاف، بعد أن طالب بضرورة “الهدوء”، أنه “لا يمكننا أن نخطئ. تغيير الأهداف لا يمكن أن يغير طريقة اللعب والتدريب والعمل” متوقعا أن “يخسر الفريق عددا من المباريات” لكنه أيضا “سيفوز بالعديد من المباريات لأنه يمتلك الموارد والجودة”.
فعلى سبيل المثال، فإن الجناح البرازيلي الصاعد سافيو (19 عاما) يعد أحد هؤلاء اللاعبين الذين يتمتعون بالجودة داخل صفوف جيرونا، المعار إليه من تروا الفرنسي، حيث ارتفعت قيمته السوقية بنسبة 300% على موقع (ترانسفير ماركت)، من 5 ملايين إلى 20 مليونا.
ويقول المسؤول “إنه مفاجأة. كان من الواضح أنه يتمتع بجودة رائعة وموهبة رائعة، ولكن في هذه السن الصغيرة، تتوقع دائما أن ينضج لاعب كرة القدم شيئا فشيئا. لكنه حقق انفجارا مهما للغاية”.
وكان سافيو قد صرح في عدة مناسبات إنه يرغب في الاستمرار في مونتيليفي كلاعب لجيرونا، ويقر جيلي “آمل أن يتمكن من البقاء معنا لسنوات أخرى، هذا ما نريده. لكن الشيء المهم الآن هو التركيز على البطولة، حيث أنه عندما تقدم عاما رائعا فإن تحظى بالمزيد من الفرص لكي يبدي اللاعب رغبة في الاستمرار في البقاء بصفوفك”.
كما ارتفعت قيمة ثمانية لاعبين آخرين داخل الفريق: ميجيل جوتيريز بواقع خمسة ملايين (15) ويانخيل هيريرا (10)؛ وأربعة ملايين ليان كوتو (8)، المعار من مانشستر سيتي؛ و2.3 مليونا لجون سوليس (3)؛ واثنان لإيريك جارسيا (12)، المعار من برشلونة؛ ومليون لإيفان مارتن (4) وديفيد لوبيز (3) وفاليري فرنانديز (2.5).
بينما انخفضت قيمة لاعب واحد فقط منذ 15 سبتمبر، وهو بابلو توري، المعار من برشلونة، حيث لم يشارك بعد مع جيرونا وتراجعت قيمته من ثلاثة ملايين إلى 2.5 مليون.
ويعد أغلى لاعبي جيرونا هم فيكتور تسيجانكوف (22)، وسافيو (20)، وأرتيم دوفبيك، وأرناو مارتينيز وميجيل (15)، وإيريك (12)، وأليكس جارسيا وهيريرا (10)، وكوتو (8) وإيفان مارتن (4).
ومن بين أغلى ثمانية لاعبين، هناك اثنان معارين، بالمثل كما كان عليه الفريق الموسم الماضي.
ويعد هذا أحد تحديات النادي “خلق القيمة” و”التراث” و”العلامة التجارية”، كما يؤكد السكرتير الرياضي للنادي، كيكي كارسيل، وكما يعترف الرئيس نفسه “إنه المسار الذي تم تحديده ونحن نحقق ذلك شيئا فشيئا، ونأمل في السنوات المقبلة أن يكون لدينا المزيد من اللاعبين المملوكين لنا، والمزيد من المواهب الشابة”.